فيما الزبيدي يغرد خارج السرب.. السعودية تؤكد هيمنتها على السلطة الجديدة
الجنوب اليوم | تقرير
أدى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي المشكل من التحالف السعودي في الرياض القسم الرسمي لتولي السلطة وذلك أمام سلطان البركاني الذي نصبته الرياض هو الآخر رئيساً للبرلمان بعد هروبه من صنعاء في أعقاب أحداث ديسمبر 2017 التي انتهت بالإطاحة بعلي عبدالله صالح.
اليمين التي تم تأديتها بحضور من يوصف بأنه الحاكم الفعلي للمحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، السفير السعودي محمد آل جابر ونظيره الإماراتي، في إشارة واضحة على أن السلطة التي تم تشكيلها سعودياً ستظل خاضعة للهيمنة والوصاية السعودية وسيظل السفير آل جابر هو صاحب منصب الحاكم الفعلي في جنوب اليمن.
مراقبون اعتبروا حضور السفير السعودي والسفير الإماراتي أكبر دلالة على أن ما حدث في الرياض كان تقاسماً للنفوذ بين الرياض وأبوظبي، فلقد كان كل ذلك مجرد تقاسم لحكم جنوب وشرق اليمن بين السعودية والإمارات، فبالإضافة إلى أن التشكيلة التي تم الاتفاق عليها بين محمد بن سلمان ونظيره محمد بن زايد والمتمثلة بـ4 جنوبيين لا يمثلون الجنوب وإنما يمثلون من قرر تنصيبهم ومثلهم 4 شماليين محسوبين جميعهم على السعودية والإمارات باستثناء رشاد العليمي المحسوب على الولايات المتحدة الأمريكية، تؤكد هذه التشكيلة بأن ما تم في الرياض كان تقاسماً للنفوذ فإن تعمّد الرياض إرسال الحاكم الفعلي لها في اليمن لحضور أداء المجلس القسم الرسمي هو تأكيد آخر بأن اليد العليا في عدن ستظل لمن قرروا مصير هادي ومحسن ولمن أتوا بهذا المجلس.
دستورياً لا يحق تأدية اليمين إلا أمام البرلمان باعتباره ممثلاً عن الشعب، وهو ما يدفع بالتساؤل عن سبب تواجد السفير السعودي ونظيره الإماراتي في حدث كهذا، إلا إذا كانا يعتبران نفسيهما المعنيان بتأدية مجلس الرئاسة اليمين أمامهما.
في خضم هذا الحدث، لا بد من وجود مؤشرات تؤكد على ما سبق وتطرقنا إليه في تقارير سابقة من أن هذا المجلس لا يتسم بأي تجانس أو انسجام، فالعضو في المجلس عيدروس الزبيدي لم يلتزم بنص القسم كما هو، وذهب لاستبعاد القسم على الحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري، ليبقي الباب مفتوحاً أمام مروحة من الصراعات القادمة التي سيعيشها الجنوب بين أقطاب متناحرة ومتضادة لم يجمعها في مكان واحد سوى صاحب القرار الأول والأخير (السعودية).
حركة الزبيدي أثناء تأديته للقسم، اعتبرها مراقبون أنها تغريد خارج السرب، وموقف ينم عن تخبطه في المواقف والتوجهات التي ظل الزبيدي في رئاسته للانتقالي يدغدغ بها مشاعر البعض من أبناء الجنوب ويرفع من سقف آمالهم بالانفصال، لينتهي به المطاف للمشاركة في سلطة شكلية يرأسها نظام 7/7 الذي لا يعترف بأي من حقوق الجنوبيين ومظلوميتهم فكيف سيعترف بمطالب جزء منهم بالانفصال؟، وبالمحصلة فإن هروب الزبيدي من القسم بالحفاظ على الوحدة والنظام الجمهوري لا يُسقط عنه تخليه عن القضية الجنوبية وتخليه عن دماء أبناء الجنوب التي أزهقت طيلة الأعوام الماضية في سبيل منحهم الضوء الأخضر من الرياض وأبوظبي بالانفصال وتمكينهم من السلطة.