فوضى مفتعلة في عدن لإرباك المشهد في ظل الانقسام والصراع داخل مجلس القيادة الثماني
الجنوب اليوم | تقرير
وصف مراقبون الأوضاع الأمنية التي تعيشها عدن بالفوضى المفتعلة والمتعمدة من قبل أطراف داخلية تتضارب مصالحها مع مصالح الأطراف الأخرى في عدن بعد تشكيل الرياض مجلس القيادة الرئاسي.
وفي ظل الفشل الأمني في عدن وانزواء الكيانات الأمنية والعسكرية في المرحلة الحالية وعدم تبني أي كيان حماية عدن وتصدر المشهد الأمني ولو حتى ببيان أو موقف، بمقابل بروز أحداث الفوضى والعمليات الإرهابية والاغتيالات، فإن الواضح حتى الآن هو أن الخلايا داخل عدن كثيرة ومن الصعب التكهن بانتمائها حالياً نظراً لكون الأطراف المتشاركة في السلطة الحالية كلاً على حدة لها مصلحة في أن تقوم بتوظيف خلاياها النائمة لإرباك المشهد ولإضعاف الأطراف الأخرى المنافسة لها داخل السلطة الجديدة.
طارق صالح على سبيل المثال وشقيقه عمار الذي كان يقود خلايا الاغتيالات وبعض العمليات الإرهابية المنسوبة لتنظيم القاعدة والتي استهدفت في الجنوب في فترة من الفترات حزب الإصلاح وقياداته ورجاله الدينيين من خطباء وأئمة مساجد، هذه الخلايا لا يزال من المؤكد بحسب اعتقاد مصادر سياسية جنوبية أنها موجودة حتى اليوم داخل المحافظات الجنوبية وبإمكانها التواجد في أي مكان وبأي وقت بما في ذلك داخل عدن، ومن غير المستبعد أن تكون هذه الخلايا هي من تنفذ العمليات الإرهابية داخل عدن حالياً لأن في ذلك مصلحة لجناح عفاش في المؤتمر داخل سلطة العليمي في إضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي أمنياً وإفشاله.
المتتبع لما تنشره وسائل إعلام طارق عفاش من مواد صحفية من أخبار وتقارير ومقالات بشكل يومي بشأن الوضع الأمني في عدن يدرك مدى تحامل إعلام عفاش على الانتقالي في الجانب الأمني، يحاول الإعلام التابع لجناح المؤتمر – من خلال ما هو واضح – أن يصور الانتقالي على أنه فاشل أمنياً وعسكرياً وغير قادر على حماية عدن وبالتالي عليه أن يسمح بدخول قوات جديدة من خارج لحفظ الأمن.
بنفس الوقت لا يزال الإصلاح في دائرة الاتهام بالوقوف خلف العمليات الإرهابية والفوضى المفتعلة داخل عدن سواءً ما حدث منذ عودة رشاد العليمي وأعضاء مجلسه إلى اليوم أو ما قد يحدث خلال الأيام والأسابيع وربما الأشهر القادمة، فالحزب الذي تم طرده من قبل التحالف من السلطة بتلك الطريقة التي حدثت في أبريل الماضي، وجد في تفكك المجلس الرئاسي وصراعه البيني واستمرار الانقسام الأمني والعسكري والتمرد الذي أظهره عدد من أعضاء مجلس القيادة تجاه العليمي، وجد الإصلاح في هذا الواقع فرصة للانتقام من خصومه، أولاً لدى الإصلاح دافع قوي للانتقام مما تعرض له، ثانياً لأن أي إرباك للمشهد وإفشال مجلس العليمي هو بحد ذاته هدف رئيسي للإصلاح الذي لا يريد أن يخرج من السلطة ويسمح بتسليمها لجناح عفاش في المؤتمر بهذه السهولة بعد التضحيات التي قدمها الإصلاح طوال 7 سنوات من الحرب وما سبقها أيضاً من تضحيات قبل تدخل التحالف السعودي الإماراتي من أجل البقاء في السلطة بل والتربع على رأسها والتحكم بكل تفاصيلها.