ورقة القاعدة.. استثمار ناجح لمعظم أطراف التحالف (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
تزامناً مع التحركات العلنية للتنظيم الإرهابي “القاعدة” جنوب اليمن، كشفت مصادر مطلعة اليوم وصول عناصر من التنظيم إلى أطراف محافظة شبوة.
المصادر أكدت أن 50 من عناصر التنظيم وصلوا خلال الساعات الماضية إلى أطراف صحراء مديرية عسيلان التي تحوي حقولاً للنفط شمال شبوة على الحدود مع محافظة مأرب النفطية أيضاً والخاضعة بقية مناطقها لسيطرة الإصلاح.
تحريك ورقة التنظيم مصلحة مشتركة
تحريك ورقة تنظيم القاعدة في هذا التوقيت، أي بعد تشكيل سلطة جديدة بديلة عن سلطة هادي ونائبه علي محسن، يراه مراقبون بأنه يخدم أكثر من طرف ضمن التحالف الذي تقوده السعودية.
من هروب معتقلين من التنظيم الإرهابي من سجون حكومة التحالف بحضرموت، إلى ظهور عناصر للتنظيم في أبين، إلى تنفيذ أخرى لعمليات إرهابية في الضالع وقتل قيادات من الانتقالي من العيار الثقيل، إلى تفجير انتحاري لنفسه في أحد المساجد بوادي حضرموت، وصولاً إلى ظهور عناصر للتنظيم في محافظة شبوة النفطية بالتزامن مع حالة الصراع المحتدمة بين فصيلين من فصائل مجلس القيادة الرئاسي على السيطرة على حقول النفط والغاز في شبوة.
بالنسبة للأطراف المستفيدة من انتشار تنظيم القاعدة في الجنوب فهي عديدة، على رأسها السعودية والإمارات اللتان لا تريدان حدوث أي استقرار سياسي جنوب اليمن وبقاء الأوضاع في هذه المناطق مفككة وغير مستقرة كي تُبقي الرياض وأبوظبي على سيطرتها وهيمنتها في هذا الجزء من اليمن أطول فترة ممكنة حتى وإن توقفت الحرب مع صنعاء.
بدرجة ثانية تأتي الولايات المتحدة الأمريكية ضمن الأطراف المستفيدة من انتشار التنظيم الإرهابي جنوب اليمن، فواشنطن تستخدم التنظيم ذريعة لتواجدها جنوب اليمن ولفرض أيضاً وجودها العسكري البحري داخل المياه اليمنية الإقليمية الجنوبية والشرقية، بدعوى محاربة التنظيم الإرهابي وحماية الملاحة البحرية فيما الهدف بعيد المدى الذي رسمته واشنطن من هذا التواجد هو اصطناع توتر أمني في هذه المنطقة لإعاقة الصين ومشروعها “طريق الحرير”.
الإصلاح بدرجة ثالثة من أبرز المستفيدين من انتشار التنظيم الإرهابي في الجنوب، علماً أنه من أبرز الأطراف المتهمة حالياً بالوقوف خلف إعادة تحريك التنظيم الإرهابي وذلك للانتقام من التحالف الذي أخرجه من اللعبة السياسية بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والإطاحة بهادي ونائبه محسن الأحمر أولاً، وثانياً لإرباك المشهد على التحالف وإفشال مجلس القيادة الرئاسي المحسوب معظم أعضائه على الإمارات انتقاماً من الأخيرة التي أفشلت الإصلاح في الجنوب خلال السنوات الماضية.