جراح الشعب اليمني بين التضميد والعلاج بذكرى 32 لعيد الوحدة
الجنوب اليوم | مقالات
رائد الفضلي
لم تفصلنا عن ذكرى الثانية والثلاثين لعيد الوحدة اليمنية إلا ساعات من الزمن ، والجميع يتسأل هل من أمكانية للاحتفال في عدن بذكرى عيد تحقيق هذا اليوم التاريخي الذي فرح به اليمنيون شمالا وجنوبا ؟!
أم سيبقى الصمت عنوانا ، من أي احتفالات ومحافل خطابية ، تجنبا لجراح اليمنيين في هذه المرحلة الحرجة , ولهذا
لم يتوقع اليمنيون إن السياسة برموزها ستغرقنا في مستقنع المشاحنات والخلافات مع الاعياد الوطنية التي طالما سعى لها الجميع لتحقيقها ، فظهرت من الأصوات ممن يرى أن لا عودة للوحدة بين الشطرين ، انطلاقا من الاخفاقات السياسية خلال الثاني والثلاثين عاما ، وهناك من دعا لتظاهرات للاحتفال بيوم 21 مايو يوم أعلان البيض للإنفصال ، بينما يرى البعض إن الوحدة شعار وطني ومنجز عظيم ، الكل سعى لتحقيقه ،و لا يمكن التخلي عنه ونسيانه مهما كانت التكاليف ، ولو في أي إخفاقات للوحدة ، فيجب تصحيحها
وهناك من له رؤيا ثالثة لا ترى انفصال ولا وحدة لهذا الشعب ، وإنما يجب تاسيس دولة اتحادية بنظام فيدرالي يعطي المواطن حقه في الحياة ، بوجود استفتاء مستقبلا أسوة بدول عربية وأجنبية ، ومن هذا السياق الثالث وجدت الكثير من يميل لتلك الرؤيا ، فهم يرون مخرج اليمنيين من معاناتهم وفق تلك السياسة ٠
لكن ما هو أهم من ذلك ، هو أن وضع اليمن لازال معقدا ، وأصبح من أصعب الملفات في الشرق الأوسط
لأن الأطراف المتصارعة تخضع لتحالافات دولية متصارعة في ساحة وطنية اسمها اليمن ، ونحن نأسف والله لأوضاعنا المعيشية الصعبة التي تمر بها بلادنا ، وهي تحت تحالف أغنى الدول أقتصاديا ، ولها ثقلها السياسي والعالمي ، بالأمس دولة خليجية تفتح شيك مفتوح بملاييين الدولارات ، لأقناع لاعب كرة قدم ، لكي لا ينتقل اللاعب لنادي آخر ، بينما نحن اليمنيون كدولة وشعب نحتاج لخدمات بسيطة قد لا تكلف ربع مبلغ عودة هذا اللاعب لذلك النادي ، والله نخجل حين نرى أندية في عالم الرياضة ، تدفع لها دول عربية خليجية هذه الملايين الدولارات من أجل دعايا قميص ، أو ومشروب ، ونحن نتجرع الأمرين ، لا آمن ولا خدمات ٠٠٠٠
فأخواننا الاشقاء الخليجيون هم يشعرون بمعاناتنا ، لكنهم يتجاهلون لأوضاعنا المعيشية والسياسية ، لأنهم لم يجدوا فينا الوطنية الموجودة في الشعوب الحرة , وخير دليل على ذلك وجود مجلس رئاسي تحت أشرافهم ، لم نلتمس منه أي انتشال لواقعنا المؤلم سوى تريم بعض الطرقات ، ونزول في الصرف وهمي فقط ، وكل ذلك متعلق بوعود لوديعة مالية ، أهلكنا انتظارها
ولهذا نحن لا نحتاج لاحتفالات ولا محافل خطابية بالمناسبات الوطنية ، ولا لمسيرات جماهيرية ، بل نحتاج لحياة كريمة وسيادة دولة عادلة ، تعطي المواطن حقوقه كباقي الدول ٠
وللقصة بقية