إنسحاب تكتيكي من معسكر خالد: الحمدي واليافعي يتبادلان التهم
الجنوب اليوم – متابعات
هدوء حذر يسود الجبهات كافة في مديرية موزع بالمخا، غرب مدينة تعز، بعد يومين من اندلاع المواجهات العنيفة (التي لا يزال يكتنفها الكثير من الغموض)، بين قوات «المقاومة الجنوبية» وقوات «الشرعية» المسنودة بقوات «التحالف العربي» والقوات الإماراتية على وجه الخصوص، وجماعة «أنصار الله» والقوات التابعة لحكومة الإنقاذ في صنعاء. وقد أعلنت حكومة «الشرعية» سيطرتها الكاملة على معسكر «خالد»، في حين تقول قيادات ميدانية في «المقاومة الجنوبية» إنها نفذت انسحاباً تكتيكياً من المعسكر.
تباين التصريحات هذه استدعت البحث حول حقيقة المواجهات، ومحاولة الإجابة على جملة من الاستفهامات، أبرزها أن مساحة المعسكر والتي تبلغ قرابة 30 كم، هي مساحة عسكرية واسعة، من الصعوبة السيطرة عليها في ساعات.
مصادر ميدانية في «المقاومة الجنوبية» أوضحت في حديث إلى «العربي» أن «كتائب الحمدي» ومجاميع من «الكتائب التهامية» تقدمت لاقتحام معسكر «خالد» من البوابة الشرقية الغربية، وتمكنت من «السيطرة على نوبتين من البوابة الغربية باتجاه مركز القيادة، ثم حاولت الزحف نحو مركز القيادة، لكنها تفاجأت بكثافة الألغام التي كانت قد زرعتها الميليشيات، كما أنها كانت على استعداد تام، بمعنى أنه كان لديهم معلومات بالخطة التي سننفذها، والطرق التي سنسلكها».
وأضافت المصادر أن «قوات الميليشيات باغتت الكتائب من كل جهة وأمطرت عليها القذائف من كل اتجاه، وسقط الكثير من خيرة شباب المقاومة الجنوبية، ولا زال معظمهم مفقودين حتى اليوم».
وأفادت المصادر بأن «توجيهات عسكرية صارمة جاءت من قبل قوات التحالف وقائد عملية (الرمح الذهبي) بالإنسحاب وسحب آليات وأفراد الجيش من الأماكن التي كانوا قد تقدموا إليها حفاظاً على سلامة بقية الأفراد، وإعادة تمركزهم على بعد كيلومتر واحد من نفس المكان».
وأشارت المصادر إلى أنه «على الرغم من التحفظ الشديد والسرية التامة لخطط الاقتحام، إلا أن هذه هي المرة الثانية التي تتفاجأ فيها قوات المقاومة الجنوبية والتحالف العربي باستعدادات كبيرة من قبل الميليشيا، وهو ما يؤكد أن هناك خيانة، يسقط العشرات بسببها في كل مرة»، على حد تعبير المصادر.
ولفتت المصادر إلى أن «مجاميع مسلحة تتبع كتائب الحمدي تتولى حالياً مهمة حراسة محيط المعسكر باتجاه البوابة الغربية، وتقوم بعملية رصد وإيقاف أية عمليات تسلل قد تنفذها عناصر المليشيات».
المعلومات المؤكدة التي حصل عليها «العربي» من مصادر مطلعة، تشير إلى أن تبادل الإتهام بالخيانة بين «كتائب الحمدي» بقيادة حمدي شكري الصبيحي، المدعوم من السعودية، و«كتيبة اليافعي» بقيادة رائد اليافعي، المدعوم من الإمارات، زادت من حدة الخلاف بين الطرفين وارتفعت وتيرتها عقب الإنسحاب.
واضافت المصادر أن «كل طرف يسعى إلى تصدر المشهد على حساب الطرف الآخر، بغرض السيطرة على قيادة الجبهة، حيث يريد كل من حمدي الصبيحي ورائد اليافعي الاستئثار بقيادة معسكر خالد في حال تمت السيطرة عليه».
وكشفت المصادر أن «الخلاف بين الطرفين توسعت دائرته إلى الخلاف بين قيادات في قوات التحالف العربي وقوات الشرعية».
العربي