الإصلاح يتجه للتصعيد .. مجلس انقاذ وتجميد المشاركة في الرئاسي والترتيب للرد
الجنوب اليوم | خاص
لم تنتهي معركة الإصلاح في شبوة بانسحاب ميلشياته من مدينة عتق يوم أمس تحت ضغط القضف الجوي الإماراتي التي طالها في المدينة ومناطق أخرى ما أدى إلى سقوط نحو 60 ما بين قتيل وجريح، فكل المؤشرات تفيد بأن خسارة الحزب لمحافظة شبوة التي يمتلك فيها مصالح كبيرة لن يكون بسقوط عتق، بل إن تلك المصالح التي تشكل دافع أساسي للقتال في المحافظة من قبل الحزب تقع في القطاعات النفطية الإنتاجية وخطوط نقل النفط الروسي الرابط بين قطاع عياذ 4 إلى ميناء النشيمة الواقع في شواطئ مديرية رضوم .
حتى الآن لم يعترف الإصلاح بالهزيمة في شبوة، وإن كانت مقراته قد تعرضت لعملية نهب واسعة يوم أمس من قبل مليشيات العمالقة التي اجتاحت مدينة عتق بضوء أخضر من المجلس الرئاسي في عدن .
ووفقا لأكثر من مصدر فإن الانسحاب من مدينة مكتظة بالسكان كان لتخفيف ضحايا المواجهات وجرها إلى مناطق مفتوحة خارج المدن الرئيسية ، ورغم تشكيل المجلس الرئاسي لجنة لتقصي الحقائق في شبوة ، تشير الانباء إلى أن حزب الإصلاح يعمل على إعادة ترتيب صفوفه لشن هجوم واسع على المليشيات الموالية للإمارات خلال ساعات او أيام ، وانه دفع بتعزيزات ضخمة من مارب والجوف والعبر بحضرموت إلى شبوة لاستئناف القتال .
وفي نفس السياق تفيد مصادر مقربة من الحزب أنه يعمل على ضرب التوافق في مجلس رشاد العليمي من الداخل بسحب أعضائه ويتجه إنشاء مجلس انقاذ وطني موازي لمجلس العليمي خلال الأيام القادمة . وقالت المصادر أن الحزب يتدارس قرر تجميد مشاركته في حكومة معين عبدالملك ومؤسساتها احتجاجاً على أحداث شبوة الأخيرة ، وانحياز المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي إلى تيار الإمارات وشرعنته القتال ضد مليشيات الحزب وقوات اللوائيين 30 و21 التابعين لحكومة هادي سابقاً.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب تقديم نائب مجلس الرئاسة في عدن ، عبدالله العليمي ، استقالته من منصبه كعضو في المجلس إلى رشاد العليمي على خلفية الاحداث التي شهدتها محافظة شبوة ، احتجاجا على طريقة ادارة المجلس الرئاسي وعدم التوافق في اتخاذ القرارات خلافا لبيان نقل السلطة .
ويرى مراقبون إن المجلس انكشف خلال أحداث شبوة التي سقط فيها العشرات من القتلى والجرحى وأظهر انحيازاً لأبوظبي وضعه محل انتقادات حادة من الكثير من اليمنيين ، وبفعل ذلك الانحياز يرى مراقبون أن شرعية مجلس الرئاسة سقطت مع سقوط العلم الجمهوري في شبوة ودوسة بأقدام قوات تتبع عضوين في المجلس .
ورغم قيام رشاد العليمي بتهدئة الوضع في أعقاب انسحاب مليشيات حزب الإصلاح من مدينة عتق ، تجاهل في بيان صادر عنه دون توافق مقتل اكثر من 50 من عناصر حزب الإصلاح بطيران الإمارات خلال اليومين الماضين وتجاهل إسقاط علم الجمهورية في عتق ، واكتفى بامتداح الإمارات فيه مرتين .
المصادر أفادت بأن منح الإمارات الضوء الأخضر بالمشاركة في المعارك جواً كان بطلب من عيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي ورفض بقية أعضاء المجلس .
من جانبها حملت مليشيات الإصلاح مجلس العليمي مسؤولية تسليم قرار البلاد لقوى أجنبية استباحت كرامة وسيادة اليمنيين، ودعت أحرار اليمن للنضال بكافة أشكاله لتحرير البلاد من كافة القوى الأجنبية، واعتبر سياسيون موالون للتحالف بأن المجلس الرئاسي فقد شرعيته في شبوة وسلم المحافظة النفطية للإمارات دون مقابل.