الإمارات في شبوة: ما هو أبعد من «القاعدة»
الجنوب اليوم – متابعات
لم تحل العمليات التي نفذها تنظيم «القاعدة» ضد «قوات النخبة» في محافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد، في خلال الأيام الماضية، دون وصول المزيد منها، حيث أرسلت الإمارات العربية المتحدة دفعات جديدة من تلك القوات، التي تدين بالولاء لها، إلى عدد من مناطق المحافظة.
وتفيد مصادر في شبوة بأن القوات التي دربتها الإمارات في محافظة حضرموت، طوال الأشهر الماضية، وصلت أواخر الأسبوع الماضي إلى مديريات ميفعة وحبان والصعيد وغيرها من مديريات المحافظة. وبحسب المصادر، فقد زوُدت تلك القوات بآليات حديثة وأسلحة متطورة.
طُعم
وكان تنظيم «القاعدة» قد نفذ، خلال الأيام الماضية، عدة عمليات ضد قوات النخبة في مناطق المحافظة الحدودية مع حضرموت. وبدت لافتة قدرة التنظيم على تنفيذ عدد كبير من العمليات بنفس الطريقة خلال فترة زمنية وجيزة. وترى مصادر مقربة من تنظيم «القاعدة» أن القوات التي استهدفها التنظيم بعد أيام من وصولها إلى المحافظة، قد تكون مجرد طعم إماراتي، لتبرير إرسال أعداد كبيرة منها إلى المحافظة، بعد أن انتهت من تدريبها وتجهيزها في حضرموت.
وتضيف المصادر، في حديث إلى «العربي»، أن وضع قوات في مناطق بعيدة عن أي مركز إمداد، كمفرق عين بامعبد في مديرية رضوم، وكمديرية عرماء الحدودية مع وادي حضرموت، لا يمكن أن يُفهم خارج هذا السياق، خصوصاً أن شبوة من أهم معاقل التنظيم في الجنوب.
وبحسب المصادر، فإن الإمارات كانت تدرك جيداً أن التنظيم سينفذ عمليات ضد تلك القوات، حيث سبق له أن هدد باستهداف كل التشكيلات العسكرية والشخصيات المحسوبة عليها، قبل أن يترجم ذلك إلى واقع من خلال العمليات التي استهدفت قوات «الحزام الأمني» في محافظتي أبين ولحج، وكذلك في محافظة حضرموت.
عملية نوعية
ويتسق ما ذهبت إليه المصادر المقربة من التنظيم مع الطريقة التي تناولت بها وسائل إعلام الإمارات عملية نشر دفعات من قوات النخبة في المحافظة. وكانت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أكدت أن «قوات النخبة» نفذت عملية نوعية ضد تنظيم «القاعدة» في شبوة، وهو ما اهتمت به معظم الصحف الرئيسية في الإمارات.
غير أن مصادر خاصة في المحافظة نفت لـ«العربي» حدوث أي اشتباك بين القوات المحسوبة على الإمارات وبين التنظيم. وأضافت المصادر أن «قوات النخبة» باشرت إطلاق النار في الهواء فور وصولها إلى مفرق الحوطة ـ عزان، للإيهام بوجود مواجهات، خصوصاً أن مدينة عزان التابعة لمديرية ميفعة، تعد المعقل الأهم للتنظيم في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن تلك القوات كانت قد وصلت إلى المحافظة بأرتال كبيرة، خشية استهدافها.
إحتلال؟
ويذهب محللون سياسيون إلى أن دولة الإمارات كانت بحاجة إلى ذريعة لإرسال ونشر تلك القوات في المحافظة، بعد أن أثيرت أحاديث عن دور مشبوه لها في اليمن، إضافة إلى ما نشرته منظمات حقوقية عن علاقتها بسجون سرية في حضرموت تعرض فيها المعتقلون لأبشع أنواع التعذيب.
ويضيف المحللون أن الإمارات، ولأجل هذا الغرض أيضاً، حرصت، أخيراً، على تحسين علاقتها مع حكومة عدن، حيث عقد مسؤولون إماراتيون عدة لقاءات برئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر. ويرون أن الإمارات التي لم تتمكن من فرض نفوذها على كامل وادي حضرموت، كما هو الحال في الساحل، لوجود قوات شمالية تتبع المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ولوجود كتائب عسكرية تابعة لعلي محسن وهاشم الأحمر في العبر، اتجهت نحو شبوة، لفرض ما يشبه الطوق على مناطق حضرموت الوادي الخارجة عن سيطرتها، حيث انتشرت نقاط تفتيش تابعة لـ«قوات النخبة» على امتداد خط العبر شبوة.
ولم يستبعد المحللون أن تكون الإمارات وراء عمليات التقطع للمسافرين التي انتشرت خلال الفترة الماضية على خط مأرب ـ العبر، وذلك بغرض نشر «قوات النخبة» على طول الخط.
وبحسب حديث المحللين إلى «العربي» فإن الإمارات باتت، عملياً، تحتل أكثر من نصف مساحة الجمهورية اليمنية، من خلال سيطرتها على أكبر محافظتين، شبوة وحضرموت، إضافة إلى نفوذها القوي في محافظات أخرى، كأبين ولحج وتعز وسقطرى.
وحول غض السعودية الطرف عن سياسة الإمارات في اليمن، يذهب المحللون إلى أن أمر المملكة بات بيد محمد بن سلمان، وأمر محمد بن سلمان بيد محمد بن زايد، الذي تفيد التقارير الغربية أنه لعب دوراً كبيراً في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن محمد بن نايف لصالح الأمير الشاب.
العربي