الجنوب اليوم يكشف خفايا الصراع والسيطرة على قطاع جنة هنت في شبوة ؟
الجنوب اليوم | تقرير
اعلن رئيس المجلس الرئاسي في عدن رشاد العليمي اليوم عن قرب انتاج النفط الخام من قطاع خمسة جنة هنت في عسيلان ، والقطاع النفطي المذكور يقع في القطاع 18 النفطي الذي يحتضن أكثر من 10 تريليون قدم مكعب من الغاز المسال ، إعلان العليمي عن تشغيل هذه القطاع النفطي الذي ينتج اكثر من 40 الف برميل يومياً ، لا علاقة له بالأحداث التي جرت مؤخراً في محافظة شبوة وادت إلى مقتل وإصابة العشرات في مدينة عتق وخلفت اضرار كبرى في المباني والممتلكات ، وان حاول العليمي ربط إعادة تشغيل القطاع الغني بالنفط بأحداث شبوة فان ذلك يأتي في اطار المغالطات وايهام الراي العام اليمني بان انتكاسة عتق حققت مكاسب للمجلس الرئاسي ، فقطاع خمسة جنة هنت تم تسليمة طوعاً الشهر الماضي بتوجيهات سعودية من قبل الإصلاح ، وبتوجيهات التحالف انسحبت الكتيبة التابعة لـ«اللواء 107»، والمحسوبة على حزب «الإصلاح»، من موقعها في حقل «جنت هنت»، وسلمت مهمة تامين الحقل النفطي «اللواء السادس – عمالقة»، بأوامر من قيادة التحالف السعودي – الإماراتي.
سباق السيطرة على القطاع النفطي جنة هنت بين الموالين للإمارات والإصلاح كان احد عوامل الصراع بين الطرفين ، فخلال فترة سيطرة الإصلاح على شبوة اعترضت الموالين للإمارات عملية تسليم قطاع خمسة هنت لشركة بترومسيلة لتشغيلة ، وتم الاعتراض على صفقة شراء غامضة للقطاع لشركة وهمية تعرف بـ«وول تك»، تبين انها كانت تابعة لحزب الإصلاح ، ووفقا لوزارة نفط عدن فانها خاضت معركة قانونية مع شركة تدعى (welltech) ، سبق لها ان استحوذت على القطاع بموجب صفقة غامضة وافشلت عملية البيع والشراء وإعادة القطاع للدولة ، واستعادت القطاع 5 “جنة هنت” النفطي في منطقة عسيلان بشبوة، وأفشلت محاولة تسليمه لشركة مجهولة.”
ووفقا للمصادر نقابية عمالية فان الشركة هي إحدى الشركات التي تعمل من الباطن في ظل تحفظ شديد عن المعلومات التي تخص هذه الشركة أو الجهة التي تعمل لصالحها وما إذا كانت هذه الشركة تورد أموالها للبنك المركزي للدولة أو تذهب إيراداتها لصالح شخصيات حكومية او خاصة ، وكانت وزارة النفط نفسها قد أعلنت في نوفمبر الماضي أنّ شركة بترومسيلة للقطاع 5 (جنة هنت) استلمت من مجموعة المقاول (الشركاء) المشغلة للقطاع، بحضور وزير النفط والمعادن السابق، عبدالسلام باعبود.
اللافت في الامر أن وزارة نفط عدن لم تعترض على صفقات بيع ثلاثة قطاعات نفطية في شبوة ، واشرفت على بيع قطاعات نفطية منها قطاع مالك ” ٩ ” النفطي الذي تصل مساحته 3500 كيلومتر والواقع شرق شبوة وكان ينتج 6200 برميل يومياً أواخر العام 2014 ، وينتج حالياً 5000 برميل ، ووفقاً للاكاديمي الجيولوجي اليمني ، عبدالغني جغمان ، إن الشركة المشغلة للقطاع وهي شركة كالفالي بتروليوم “قبرص “المحدودة ، أقدمت على بيع القطاع دون علم السلطات المحلية في المحافظات التي يتواجد فيها القطاع لشركة تدعى أوكتافيا انرجي للطاقة التي أسست بين عامي 2016 و 2019، ولفت إلى أن الشركة نفسها اشترت قطاع ” ادميس النفطي ” S1 ” الممتد على مساحة 1200 كليو والواقع ما بين مديريات بيحان وعسيلان ، وكان هذا القطاع يتبع شركة أوكسيدنتال لأمريكية ، وتخلت عنه عام 2015، وفي عام 2020 صدرت توجيهات رئاسية بتسليمة لشركة بترو مسيلة الحكومية لتشغيل القطاع والقيام بتسوية عادلة قضايا و حقوق العمال فيه، ولان هذا القطاع يمتلك تجهيزات هندسية ومعداته انتاجية كبيرة مغرية تم الاستحواذ عليه من قبل شركة تتبع مراكز قوى عسكرية موالية لتحالف العدوان اطلقت على نفسها شركة “يمن اوكسيدنتال” ، وزعمت إنها اشترت حصة الشركة الامريكية في هذا القطاع ليتم بيع هذا القطاع في صفقة غامضة لشركة اوكتافيا انرجي مؤخراً ومقرها في “دبي “ولها مقر اخر في ” بكين ” ، بالمخالفة لعقود واتفاقيات التشغيل.
لذلك فان اعتراض وزارة نفط عدن على صفقة بيع القطاع خمسة ” جنة هنت ” يأتي لارتباط القطاع بالقطاع 18 النفطي الذي يحتضن الغاز المسال في عسيلان ، وياتي وفق الموجهات الإماراتية الامريكية ومخططها لنهب أكثر من 10 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي في عسيلان، ويرى مراقبون ان اعلان العليمي اليوم تسليم حماية القطاع النفطي لقوات تابعة لابو زرعة المحرمي وطارق عفاش يعد إقرار بتسليم الحقل النفطي للاحتلال الإماراتي ، وذلك في إطار المساعي الأمريكية البريطانية لاستئناف إنتاج الغاز المسال وتصديره إلى الأسواق الأوروبية، وذلك في إطار مساعي دول الغرب لإيجاد بدائل عن الغاز الروسي بعد أن عجزت أمريكا عن تأمين بدائل للغاز الروسي.