لماذا كان برنامج المتحري (الإخوة الأعداء) بالجزيرة مؤلماً لأبناء الجنوب
الجنوب اليوم | خاص
معظم أبناء مناطق الصراع التي شهدتها فترة الثمانينات في الجنوب والتي تتوجت في النهاية بأحداث يناير 86م، كان لهم وقفة كبيرة مع ما نشرته قناة الجزيرة في برنامج المتحري بعنوان (الإخوة الأعداء).
السبب في ذلك كما يقول البعض أن البرنامج فتح لديهم جراحات قديمة في نفوسهم طالما حاولو نسيانها ثم تأتي الأحداث التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الثلاث السنوات الأخيرة لتعيد تكريس ذلك الانقسام والصراع الدموي من جديد كتكرار لصراع الثمانينات والسبعينات بينما أحداث شبوة وأبين الأخيرة أتت كتتويج لمرحلة الثلاث السنوات الماضية، مثلما كانت احداث يناير 86 تتويجاً للصراع السابق له.
في استعراض اجراه الجنوب اليوم لتفاعلات الشارع الجنوبي على مواقع التواصل الاجتماعي على ما بثته قناة الجزيرة، لوحظ أن من عاش تلك الأحداث يجمعون على أن الجنوبيين لم يستوعبوا الدرس من أحداث 86 بدليل هرولة علي سالم البيض إلى الوحدة مع نظام علي عبدالله صالح بشكل اندماجي خوفاً من اندلاع صراع دموي داخلي على مستوى من انتصروا في تلك الأحداث.
فيما يرى البعض أن البرنامج كشف للجميع كيف أن الصراع الأيديولوجي الديمغرافي بين الطغمة والزمرة في الجنوب امتد إلى ما بعد 86، بدليل اشتراك البيض على نظام صالح طرد الهاربين من الجنوبيين من فريق علي ناصر محمد من صنعاء إرى خارج اليمن كشرط من شروط الوحدة الاندماجية بين الجنوب والشمال، مشيرين إلى أن تلك الأحداث والأحقاد بين فرقاء الجنوب تتكرر اليوم بحذافيرها في الصراع الدائر اليوم، وهو ما يعني أن عقلية الانتقام بناءً على الهوية والمناطقية لا تزال هي المسيطرة على عقول من يحكمون اليوم الجنوب، وهي مؤشرات لا تبشر بخير أبداً لمستقبل المحافظات الجنوبية وأبنائها خاصة مع توسع الأطماع الخارجية على رأسها أطماع قطبي التحالف السعودية والإمارات.