الشرعية والتحالف يعاقبان عدن ويصادران حقوق العدنيين في العيش بسلام
الجنوب اليوم – خاص
لاتزال عدن المدينة التي عرفها ابناء الجنوب بعدن السكينه والأمن والاستقرار الاجتماعي والامني مسرحاً للتصفيات البينية بين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي والموالين للإمارات العربية المتحدة التي فرضت نفسها كحاكم وحيد على العاصمة المفترضة لابناء الجنوب ولدولتهم المستقلة التي يطالبون بإستعادتها منذ العام 2007م ، ولكن بأتت عدن تحت رحمة المليشيات والجماعات المسلحة المتطرفة والمتشددة الموالية لابو ظبي التي تتحكم بكل مفاصل المدينة ، فالمدينة التي تعاني من ازمة في المشتقات النفطية ويصل سعر الدبة البترول فيها إلى 10 الف ريال منذ عدة أيام ، لا احد يعالج اوجاعها ولا احد لايخفف عن ابنائها الذين وجدوا انفسهم ضحايا لصراعات خفية بين الموالين للرياض واخرين موالين لابو ظبي ، فمايحدث في عدن يفوق تصورات ابناء المدينة المسالمين المؤمنين بحق الحياة والملتزمين بحق التعايش والتألف مع الأخرين ، ولكن مدينة التعايش اصبحت ساحة للتناحر والتقاتل والتصفيات ، وتحولت إلى مدينة يسكنها الرعب ويسيطر على حياة سكانها الخوف ، فلم في عدن مجالاً للحب والسلام ولم تعد اصوات الفنان محمد حسن عطروش تصدح في بندر عدن ، بل هام الجميع في المدينة وأضاعت فل السلام ، فقبل اربعين عام كانت عدن مغناة ، فتلك المدينة التي قال عنها عطروش في احد اشهر اغانية ” رحنا إلبى البندر في شهر نيسان نشتي نبيع الفل لكل ولهان .. ضيعت انا فلي واصبحت هيمان روحت انا والقلب بالشيخ عثمان “.
اليوم اصبح الشيخ عثمان ساحة عنف ، وأصبح للشيخ عثمان قصة ألم ولم يعد مقصداً لبيع الورد والفل ولقاء الاحبة ، كما هو حال شواطئها التي أصبحت تحت رحمة الجماعات المسلحة في زمن أطلق عليه زمن عسكرة عدن ، فلم تعد طيور النورس تحوم فوق العاشقين في شواطئ المدينة الضاربة جذورها في عمق التأريخ ، فتلك الشواطئ التي تغنى بها الفنان ابو بكر سالم بلفقية قائلاً ” في شواطئ عدن حامت بقربي حمامه .,., ذوبتني وخلتني اسير فارح بابتسامه والعجب في دقائق صادني الحب في الحال .. كل من يحب الا بيلقى كلمة القيل والقال
ثم يخاطي الشواطئ بالقول ” ياشواطئ المحبه خفف الجزر والمد .. لجل نوجد المحبه نشبك اليد باليد .. والحمايم تغرد والوتر يشرح الحال” أصبحت اليوم تحت رحمة جماعات متطرفة منغلقة ، تحاول أسلمة الشواطئ وروادها بالقوة .
فواقع عدن اليوم يؤكد أن عدن لم يعد فيها الهواء ملون بلون الحب والسلام والمحبة والوئام بل بلون الدم ، تفتقر للأمن والاستقرار والسكينه العامة فخلال شهر فقط رصد فيها أكثر من 20 حادثة امنية تباينت بين القتل والسطو المسلح والاشتباكات المسلحة والاختطاف والاغتيال السرقة بالاكراه ، وبتلك النتائج تكون شرعية هادي والتحالف يعاقبان عدن ويرتكبان انتهاكات جسيمة بحق مدينة السلام .