تفاصيل حصرية لطبيعة الصراع داخل المجلس الرئاسي
الجنوب اليوم | خاص
مؤخراً احتدم الصراع داخل مجلس القيادة الرئاسي، دفع ذلك برشاد العليمي رئيس المجلس إلى مغادرة عدن والتوجه نحو الإمارات التي تتحكم بعدد من أعضاء مجلسه الرئاسي أبرزهم عيدروس الزبيدي وطارق صالح، ويبدو أن الإمارات خذلت العليمي مرتين، الأولى حين نشدها تقديم مساعدة مالية ليتمكن من الإيفاء بما وعد به أبناء الجنوب بناءً على ما وعدته الرياض وأبوظبي حين تقليده منصب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بمنحه 3 مليار دولار كمنحة لمساعدته في النهوض، والثانية حين خرج العليمي من أبوظبي خالي الوفاض بشأن الضغط على الزبيدي الذي يتحكم بكل شيء تقريباً في عدن التي عجز العليمي أن يمارس مهامه بكل حرية.
عقب ذلك غادر العليمي أبوظبي متجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، وبالمثل أيضاً لم يخرج العليمي من حكام الرياض بشيء بل إنه لم يخرج من الرياض أيضاً ولا يزال خاضعاً للإقامة فيها بأوامر سعودية ريثما يكتمل مشهد تقسيم الجنوب بين أدوات التحالف.
وفي الوقت الذي يبدو أن الرياض فشلت في تسيير الوضع في الجنوب وفق الخطة التي وضعتها بفعل التصادم في المصالح بينها وبين أبوظبي، لا يزال المجلس الرئاسي مفككاً وهو ما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل بشكل مباشر في محاولة منها لرأب الصدع داخل الرئاسي بما يسهّل من مهمة المجلس التي لا يبدو أنها مهمة وطنية بقدر ما هي مهمة منح الخارج الغطاء والشرعية لفعل ما يحلو لهم في اليمن من سيطرة عسكرية وإنشاء قواعد أجنبية إلى توزيع النفط والغاز اليمني بناء على حصص سيتم الاتفاق عليها أو قد تم الاتفاق بين الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين، إلى مصالح أخرى غربية وخليجية يسعى الإقليم والغرب لتحقيقها في جنوب اليمن على حساب مصلحة الشعب اليمني عموماً وأبناء الجنوب خصوصاً.
فيما يخص تفاصيل التدخل الأمريكي، يمكن قراءة التحركات الأمريكية الأخيرة على أنها تأتي بشكل متوافق مع التوجهات السعودية حول منع الانتقالي من السيطرة على مناطق النفط جنوب البلاد وشرقها، الدليل على ذلك الرد السعودي والأمريكي الواضح عندما حاول الانتقالي فرض سيطرته العسكرية على معاقل النفط بشبوة، حيث سارعت الخارجية الأمريكية ومبعوث واشنطن لليمن إلى التعبير عن قلقهما البالغ إزاء ما يجري في شبوة فيما لم يكونا قد أبديا أي تعليق حين كانت المعارك فقط في مدينة عتق عاصمة المحافظة.