خلافاً للموقع الاستراتيجي.. ما الذي تحويه المهرة وجعلها هدفاً بارزاً لتحركات القوى الإقليمية والدولية
الجنوب اليوم | تقرير
قال مهندس يمني متخصص بالنفط، أن هناك سراً جديداً يدفع القوى الإقليمية والدولية للصراع على محافظة المهرة شرقي اليمن، المطلة على جزء كبير من المحيط الهندي والبحر العربي والذي يحظى بأهمية استراتيجية بالغة بالنسبة للقوى الغربية التي تحاول السيطرة على المنطقة كمنطلق لمواجهتها للقوى الدولية الشرقية.
هذا ما كان يُعرف عن سبب وأطماع الغرب في التواجد عسكرياً في المهرة بدءاً بالقوات السعودية والإماراتية وليس انتهاء بالقوات الأمريكية والبريطانية التي تدعي أن تواجدها في المهرة وتحديداً في مطار الغيضة الذي حوله التحالف لقاعدة عسكرية، هدفه محاربة الإرهاب، لكن في المهرة هناك أسباب أخرى لم يسبق أن تم كشفها بشكل مستفيض في وسائل الإعلام اليمنية والإقليمية وحتى الدولية.
أبرز هذه الأسباب ما تحدث به المهندس النفطي الجنوبي محمد سعيد باحداد والذي أكد أن المهرة تحتوي على أكبر أحواض النفط في اليمن والذي يعرف بحوض (جيزع – القمر).
باحداد أشار إلى أن الحوض يتميز بسماكة كبيرة للتتابع الطبقي، كما أشار إلى احتمال وجود أكثر من نظام بترولي في هذا الحوض، مؤكداً إن معلوماته تؤكدها المسوحات الجيولوجية للشركات الأجنبية التي سبق أن نقبت عن النفط في المهرة قديماً.
ما كشفه با حداد سبق أن تطرق إليه الزعيم القبلي بمحافظة المهرة ورئيس لجنة الاعتصام السلمي المناهض للتحالف العسكري السعودي الإماراتي الشيخ علي سالم الحريزي والذي يقود قبائل المهرة وأبناءها المناهضين “للاحتلال العسكري السعودي للمهرة”.
الحريزي في إحدى لقاءاته مع قيادات مقاومة المهرة ضد التحالف السعودي كشف عن حجم المؤامرات السعودية التي مورست ضد المهرة منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
وقال الحريزي إن العديد من الشركات النفطية والغازية جرى منعها من السعودية من استخراج ثروة المهرة من النفط والغاز.
كما كشف عن احتلال السعودية منطقة جغرافية شمال المهرة حين اكتشفت أن شرخاً أرضياً في المهرة كشف وجود ثروة هائلة من النفط.
وتحدث الحريزي بتفصيل في اللقاء المصور عن الشركات النفطية العالمية التي جاءت إلى اليمن وشرعت بأعمال تنقيب في المهرة، مؤكداً أن السعودية دفعت ضغطت على كل تلك الشركات على مدى العقود الماضية لمغادرة المهرة وعدم التنقيب عن النفط أو الغاز بما في ذلك المدينة النفطية الاستكشافية التي كانت قد أنشأتها شركة إيطالية في البحر العربي قبالة سواحل المهرة والتي اضطرت أمراء الرياض للذهاب إلى روما والتفاوض مع إدارة الشركة الأم هناك وتمكنت من إقناع الإدارة بالرحيل وهو ما حدث فعلاً بعد أسبوع منذ تلك المفاوضات التي انتهت بموافقة الشركة رفع كل معداتها وتفكيك منصاتها في البحر العربي بعد تلقي أموالاً من السعودية مقابل ذلك.
وقال الحريزي إن السعودية كانت تدفع المال لكل الشركات التي تأتي للمهرة للتنقيب عن النفط والغاز في البر أو البحر وذلك مقابل منعها من التنقيب، مؤكداً أن الأذى السعودي ضد المهرة وضد اليمن عموماً ممتد لعشرات السنين وليس من اليوم، لافتاً إلى أن على من يروجون للسعودية واحتلالها للمهرة أن يدركوا أن السعودية لا تريد الخير لأي يمني ولو كانت تريد الخير لهم لما تتعامل مع أبنائهم من المغتربين سواء من عموم اليمن أو من أبناء المهرة لديها بتلك المعاملة السيئة وتمنع عنهم الحصول على الجنسية كما تمنعهم من مغادرة أعمالهم داخل السعودية والعودة إلى اليمن بأموالهم التي اكتسبوها.
ومع استعار الحرب في أوروبا ومحاولة الغرب قطع إيرادات النفط والغاز الروسية لمعاقبتها، تعمل القوى الغربية بقيادة واشنطن على البحث عن بدائل عن النفط والغاز الروسيين، ولعل اليمن واحدة من مناطق النفط والغاز الذي قد يمثل مخزونها من هذه الثروات جزءاً لا بأس به لتغطية احتياجات أوروبا التي تستورد معظم وقودها من النفط والغاز من روسيا الأقرب إليها.