ماذا وراء وصول تعزيزات عسكرية سعودية إلى عدن ؟
الجنوب اليوم – خاص
بالتزامن مع وصول اول لواء عسكري سعودي متكامل إلى العاصمة عدن مساء اليوم الخميس ، اتجه الرئيس عبدربه منصور هادي نحو المملكة المغربية للقاء الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الذي يقضي فترة نقاهه في احدى الجزر المغربية منذ أسابيع ، وذلك في إطار مساعي هادي التي يبذلها منذ أسابيع لحل الخلافات المحتدمة مع دولة الإمارات وحكومته ، والتي تسببت بتحجيم دور حكومة احمد عبيد بن دغر واعاقة أي نشاط للمحافظ المعين من قبل هادي عبدالعزيز المفلحي ، زيارة هادي للقاء الملك السعودي جائت عقب تعرضة لضغوط كبيرة من قبل نائب رئيس الإمارات محمد بن زايد طالبة فيها باقالة المحافظ المفلحي وتغيير اخر بدلاً عنه ، بالاضافة إلى قيام القوات الموالية لابو ظبي في عدن بتهميش اي دور لحكومة هادي واجهزتها التنفيذية .
تلك الزيارة التي تزامنت ووصول قوات سعودية الى عدن مساء اليوم الخميس على متن سفينة سعودية الى ميناء المنطقة الحرة ، قالت مصادر مطلعة ان جزء من تلك القوات اتجهت صوب قصر المعاشيق الرئاسي الذي تتخذه حكومة هادي مقراً لها وذلك لحمايته رغم وجود قوات من الوية الحماية الرئاسية الموالية لهادي في القصر ، ووفق المصادر فأن طبيعة مهام تلك القوات السعودية تأمين عدد من المواقع بينها المطار وميناء عدن وميناء الزيت وقصر معاشيق ، ووفقا للمصادر فأن تلك القوات تم ارسالها بناءً على توجية من محمد بن سلمان نائب الملك السعودي والقائم باعمالة حالياً لتعزيز الامن في المدينة ، وفرض حكومة هادي وتمكينها من ممارسة مهامها دون مضايقات الجانب الإماراتي .
من جانبة أكد رئيس الوزراء اليمني احمد عبيد بن دغر اليوم الخميس ، انه سيعود الى العاصمة المؤقتة عدن، بعد أيام من مغادرته الي العاصمة السعودية الرياض باستدعاء من الرئيس هادي ، وقال بن دغر في منشور بصفحته علي فيسبوك”سنعود ياعدن، نحن لم نغادرك حتى نعود إليك، سنعيد الاستقرار للكهرباء والخدمات، وسنصرف المرتبات للمدنيين والعسكريين وقبل العيد“ ، وأضاف: ”وسنكون معكم في السراء والضراء، ولن نيأس، أو نستكين، كما لن تقهرنا الصعاب“، راجياً تعاون الجميع قبل فوات الأوان، حسب قوله.
حديث بن دغر الذي بدا واثق من نفسة هذه المرة محدداً موعد العودة ، أعتبره مراقبون دليل على حصول حكومة هادي على وعود سعودية باعادتها إلى عدن ومساعدتها على فرض سيطرتها على حساب النفود الإماراتي ، وذلك بعد أن شكى هادي لبن سلمان أن حكومتة تواجه انقلاب ابيض من قبل الجانب الإماراتي الذي بات المتحكم الوحيد في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية .
محاولة استعادة حكومة هادي السيطرة على عدن وتجحيم الدور الإماراتي عن طريق تشديد تحالفها مع الرياض ، لايزال حتى الآن يكتنفة الغموض في ظل عدم صدور أي رد فعل من قبل الإمارات التي سحبت البساط فعلياً من تحت اقدام حكومة هادي عسكرياً وادارياً واقتصادياً في الجنوب ، ومع ذلك تراهن على الدور الامريكي في مساعدتها من العودة إلى المدينة وممارسة صلاحياتها كحكومة شرعية ، ولعل لقاء المحافظ المفلحي بالسفير الإمريكي في اليمن ماثيلو تيلر اليوم الخميس لدليل على محاولة الحصول على تاييد امريكي أيضاً ، وخصوصاُ أن امريكا لاعب اساسي في الازمة اليمنية .
وياتي ذلك التحرك السياسي التي تقوم به حكومة هادي عقب تحجيم الإمارات لدورها في الجنوب منذ قرابة العامين والذي وصل مؤخراً إلى أعلى المستويات وهو ما دفع عدد من مسئولي حكومة هادي إلى الخروج عن دائرة الصمت ، وتوجيه اتهامات غير مباشرة لابو ظبي باستلاب كافة الصلاحيات ومصادرة قرار حكومة هادي وتحويلها إلى حكومة شكلية، وهو ما عبر عنه محافظ عدن المعين من قبل هادي عبدالعزيز المفلحي خلال لقائة بقيادات السلطة التنفيذية في عدن الاسبوع قبل الماضي لاول مره منذ تعيينه محافظاً للمدينة مطلع مايو الماضي ، وعلى الرغم من أن الرد الأماراتي على تصريحات المفلحي الذي رفض العمل تحت أي وصاية اجنبية جاء سريعاً من خلال الضغوط التي يمارسها محمد بن زايد على هادي والتي تتضمن اقاله المفلحي واستبدالة باحد الموالين لها ، إلا أن أتهامات أخرى وجهها محافظ البنك المركزي المعين من قبل هادي ” منصر القعيطي للإمارات باعاقة نشاط البنك والتدخل في شئونه ومنع وصول 13 شحنه مالية من النقد المطبوع في روسيا جواً إلى عدن ، وهو ما حال دون تمكن البنك من صرف رواتب موظفي الدولة الموالين لهادي وتحالف العدوان ، تلك الاتهامات لم تمر مرور الكرام بل ردت عليها قيادة التحالف ” الإمارات ” المتواجدة في عدن بالتخطيط والتهديد باقتحام مبنى وزارة المالية الواقع في مديرية خور مكسر ، واثبات وقائع فساد حكومة هادي والتي تتهمها ابو ظبي بتبديد قرابة 280 مليار ريال دون صرف رواتب موظفي الدولة ، وهو ما دفع بوزارة مالية هادي إلى تعمد إحراق كافة الوثائق المتعلقة بالنفقات العامة الاربعاء الماضي ، بحريق وصف بالمفتعل حتى لاتقع بايدي الجانب الإماراتي .