رسالة لقيادات المؤتمر المجتمعة بمنزل البركاني
الجنوب اليوم | مقال
عادل الشجاع
إلى المجتمعين في منزل الشيخ سلطان البركاني كل باسمه وصفته ، فقد وصل إلى مسامعنا أنكم تعقدون اجتماعات لإعادة تدوير أنفسكم على رأس المؤتمر الشعبي العام ، هذه الاجتماعات تأتي في ظل ظروف استثنائية بالغة الحساسية على الصعيد الحزبي والوطني ، ويؤسفني أن أخاطبكم عبر صفحتي ، بعد أن تحولت اللقاءات إلى غرف مغلقة وبين أشخاص كانوا سببا في اختطاف المؤتمر خلال الفترة الماضية وتعطيل اجتماعاته الرسمية منذ العام ٢٠١٨، ومع ذلك ونتيجة لدقة المرحلة ألزمت نفسي بالتواصل بكم مدفوعا بإيصال رسالة قيادات وقواعد وازنة في المؤتمر من ناحية ، ومدفوعا بأسباب الواقع المؤلم لحزبنا ، وكيفية الخروج من هذا الواقع والعودة بالمؤتمر إلى دوره القيادي بالشراكة مع بقية الأحزاب والقوى السياسية الأخرى .
تعلمون بأن الانتماء إلى المؤتمر لا يأتي بقرار من أي شخص ، ولا يزول الانتماء بمزاج فرد أو أفراد ، وعلى هذا الأساس فإنني أكرر مجددا ما تعرفونه جميعا وما سبق أن تقدمنا به في كل الاجتماعات واللقاءات بأن تكون هناك قيادة جماعية وقد تنازلنا عن كثير من حقوقنا الشخصية ، لكننا لن نتنازل عن انتمائنا للمؤتمر ولن نساوم فيه أو عليه.
واستمرارا لنهجنا الوحدوي، منذ أن بدأ البعض يقفز من سفينة المؤتمر في ٢٠١١، والذين لحقوا بهم في ٢٠١٤، ثم أولئك الذين رهنوا الحزب لدى جهات داخلية أو خارجية مقابل مصالحهم الشخصية وتفصيل المؤتمر على مقاسهم والعمل ليومهم وعيالهم والخصم من سمعة المؤتمر ومستقبله ، فإننا سنظل على ذلك النهج مدافعين عن المؤتمر ومصححين لأي انحراف .
يجلس اليوم على رأس السلطة التنفيذية والتشريعية قيادات مؤتمرية وهذا جعل الداخل والخارج يعتقد بأن المؤتمر يقود المرحلة ويعتقد أن مؤسسات الدولة تحت هيمنة الحزب الذي لا يجني سوى تحمله فاتورة الفساد والحقد من الآخرين ، بينما في الحقيقة كان العجز عنواناً واضحاً والصمت عن نمو المشاريع المناطقية والهويات المحلية بارزا ، وهنا لا بد من التذكير بأن المؤتمر علمنا بألا نكون يوما عبيدا أو رعاعا بلا قيمة ، ويجب ألا نكون كذلك .
أصدقكم القول من منطلق صديقك من صدقك لا من صدقك ، لقد تخبطتم كثيرا والمؤتمر دفع الثمن ، وصمتم في مواقف ما كان لكم بحكم تربيتكم المؤتمرية أن تصمتوا ، ورأيتم بأنفسكم عن المصالحة الوطنية وتهربتم من خارطة الطريق التي قدمناها سواء في لقاء أبو ظبي أو في لقاءات القاهرة والتي كانت تقدم مقترحات عملية لإنقاذ العمل الوطني من الانهيار والتفيتم على مقترحات الحوار مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية بلقاءات جدة واخترتم أشخاصا لحضور هذه اللقاءات هدفتم من اختيارهم تعطيل أي تقارب بين قيادات المؤتمر أولا وبين المؤتمر والأشقاء في المملكة ثانيا .
رسالتي هذه إليكم هي دعوة للتفكير المشترك بعيدًا عن تجاوز اللوائح والأنظمة أو البحث عن المناصب ، كما يتبادر إلى أسماعنا من تقاسم استجابة للأطماع الشخصية ، فما كان جائزا بالأمس لا يجوز اليوم ، وما تقدمون عليه يعد خطرا وخطيئة لا يجوز تكرارها ، فمن أراد مصلحة المؤتمر فليقدم مصلحة قواعده ومن أراد المصلحة الوطنية فليختار قيادة تكون عند مستوى القدرة والمسؤولية .
وبناء على ما تقدم فإنني لا أجد برنامجا بديلا غير الاحتكام إلى لقاء موسع يضم كل القيادات ويوازن بين الداخل والخارج وفق المشروع الوطني وليس وفق الأهواء والمصالح ، فالمؤتمر إما أن يكون أو لا يكون ، وهنا أختم بالقول ، بأن المؤتمر لا بد أن يكون شريكا في السلطة وفي المفاوضات ، فالممارسات السابقة وضعتنا أمام مشكلتين ، الأولى تمثلت في طرف قبل بالفتات وباع أهداف ومبادئ الحزب وحرف مساره ، أما الثانية ، فقد تمثلت بطرف خدر قواعد الحزب معتمدا على انتظار ما لن يأتي أبدا والحقيقة أن ذلك لم يكن انتظارا بل تعايشا مع تجميد المؤتمر وإفساح الطريق للآخرين لتقويضه وتمزيقه ، واليوم مطلوب ممن يتصدى لقيادة المؤتمر أن يتحمل المسؤولية ويحافظ على ميراث الشهداء وأحلام وطموحات شعبنا اليمني .