ما هو موقف الشارع الحضرمي من منع صنعاء نهب النفط الخام للمرة الثانية؟ (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
ليست مبالغة إن قلنا أن حضرموت قاطبة كانت أول المحتفلين بقدرة صنعاء على منع نهب شحنة نفطية من حضرموت للمرة الثانية ومن الجنوب للمرة الثالثة منذ انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر الماضي.
فالحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها عن العالم هي أن اليمنيين في مناطق سيطرة التحالف السعودي الإماراتي يؤيدون بشكل كامل خطوات أنصار الله “الحوثيين” في منع نهب النفط الخام اليمني.
حضرموت هي أكبر محافظة منتجة للنفط الخام، ورغم ذلك لم تستفد المحافظة وأبناؤها من هذه الثروة التي تذهب لمصلحة السعودية والتي لا تمنح من عائدات مبيعات النفط الخام سوى 20% فقط منها ليس لمصلحة اليمنيين ولا الجنوبيين ولا أبناء حضرموت حتى بل لمصلحة المسؤولين التابعين للتحالف المقيمين خارج اليمن والذين يبنون بهذه الأموال استثمارات في دول الخليج وتركيا ومصر والأردن وبعض الدول الأوروبية.
ووفقاً لمراسل الجنوب اليوم بحضرموت فإن استطلاعاً سريعاً أجراه مراسل الموقع على عينة من المواطنين والناشطين السياسيين ونشطاء التواصل الاجتماعي وإجراء جولة على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي المغلقة والمفتوحة التي تضم المئات من أبناء حضرموت لمعرفة مواقفهم وانطباعهم عقب تمكن الحوثيين من حماية محاولة ثالثة لنهب النفط الخام اليمني، فكانت النتيجة هي التأييد النخبوي والشعبي بالإجماع لما حدث يوم أمس.
كانت المفاجأة في أن مسؤولين بارزين في سلطة حضرموت عسكريين وأمنيين ومدنيين أبدوا هم أيضاً ارتياحهم الواضح من الهجمة التي نفذتها صنعاء أمس بميناء الضبة النفطي، لدرجة أن بعض المسؤولين تحدثوا صراحة أن الهجمة أتت بمثابة التحدي للأمريكيين الذين تعهدوا لحكومة معين عبدالملك بحماية موانئ تصدير النفط والعمل على ضمان استئناف تصدير النفط بدون الرجوع لصنعاء.
ما أشار له المسؤولين في حضرموت في أحاديثهم الداخلية بشأن الدور الأمريكي يتطابق مع ما كشفه سياسيون تابعون لأنصار الله “الحوثيين” عقب الضربة بشأن قيام قوات أمريكية بمحاولة حماية السفينة وتضليلها وطمأنتها بعدم تعرضها لأي هجمة بعد تكفل فرق أمريكية من مشاة البحرية التي يتواجد بعض نخبتها داخل قاعدة مطار الريان المغلقة وبعد فشل الأمريكيين في حماية السفينة فضل الفريق الأمريكي تجاهل نداءات طاقم السفينة البنمية عقب الضربة مباشرة وهو ما اضطر الطاقم للاستجابة لنداءات وتحذيرات السلطات الملاحية البحرية التابعة لصنعاء.
ختاماً فإن من غير المبالغ فيه إن قلنا نقلاً عن شخصيات لها وزنها بحضرموت أن الصورة النمطية التي حاولت واشنطن رسمها لجيشها بأنه الجيش الذي لا يقهر قد كُسرت أمس في اليمن كما كسرت سابقاً في البحر الأحمر خلال أعنف هجوم جوي وبحري تتعرض له اليمن عام 2018، فهل سيسأل التحالف السعودي الإماراتي نفسه هذه المرة عن سبب تأييد حضرموت قاطبة لما حدث أمس في ميناء الضبة؟