إخفاق ذريع للسعودية في احتواء الوضع جنوب اليمن بين فصائل التحالف (تقرير)

الجنوب اليوم | تقرير

بكل المعايير أخفقت السعودية وأثبتت فشلاً ذريعاً في محاولة احتواء الأدوات التابعة لها وللإمارات في إطار مساعيها توحيد الجبهة المناهضة لصنعاء.
فالمجلس القيادي لا يزال خارج البلاد، عوضاً عن كونه لا يزال خارج الحسبة السياسية، بدليل أن المباحثات بين صنعاء والتحالف بشأن تمديد الهدنة لا تزال قائمة حتى الآن عبر الوسيط العماني ووسيط دولي آخر، ورغم ذلك لم يتم إشراك هذا المجلس الشكلي في هذه المباحثات، ما يؤكد أن المجلس مجرد ديكور وأداة بيد التحالف.

وعلى مستوى الفصائل التابعة للتحالف لا يزال جزء من المجلس الانتقالي التابع للإمارات يتخوف حالياً من رشاد العليمي، فقيادات الانتقالي من غير المرتبطة سابقاً بجناح عفاش يرون أن هناك مؤامرة سياسية يقودها العليمي ضد الانتقالي، يضاف إلى أن الانتقالي يمنع عودة العليمي إلى عدن من دون عودة رئيسه عيدروس الزبيدي المحتجز هو وبقية أعضاء المجلس في السعودية باستثناء طارق صالح وممنوعون من العودة إلى عدن.

الإخفاق السعودي في احتواء أدواتها جنوباً شجع الانتقالي المدعوم إماراتياً لأن يرفع من سقفه ويبدأ بالمطالبة بهيكلة المجلس القيادي، ووصل الأمر برئيس وفد الانتقالي المفاوض الدكتور ناصر الخبجي لأن يطالب علناً في القناة الرسمية للانتقالي بتقليص عدد أعضاء المجلس بدلاً من إبقائهم ثمانية، حيث اتهم الخبجي من أسماهم أعضاء داخل المجلس بعرقلة قرارات المجلس وأي توافق سياسي مطالباً في المقابلة ذاتها في عدن المستقلة، بالاكتفاء برئيس للمجلس ونائب واحد فقط.

الصراع بين الانتقالي والعليمي امتد بدوره ليصبح صراعاً بين الانتقالي والسعودية من خلال الجناح المتشدد داخل الانتقالي الرافض لأي تواطئ من قبل قيادة الانتقالي مع طارق صالح والسماح بأن يكون الانتقالي جسر عبور لتحالف 7/7 للعودة للحكم في الجنوب من جديد، فالسعودية ترفض السماح بعودة الزبيدي إلى عدن إضافة لرفضها السماح للانتقالي بالتقدم عسكرياً وفرض سيطرته على المحافظات الشرقية الغنية بالنفط (شبوة حضرموت) أما المهرة فالسعودية تريد فرض سيطرة شكلية للانتقالي في هذه المحافظة لكنها لا تزال تصطدم بمعارضة أبناء المهرة وعلى رأسهم القيادي القبلي البارز الشيخ علي سالم الحريزي والذي استطاع حشد القبائل المهرية خلفه نظراً لمكانته الاجتماعية ومواقفه السياسية الرافضة للاحتلال السعودي الإماراتي، في المقابل يرفض الانتقالي السماح للعليمي بالعمل من عدن في ظل بقاء الزبيدي خارجها.