30 نوفمبر: هل تحتفل حكومة الاحتلال الجديد بذكرى جلاء المستعمر القديم؟ (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
بعد ايام قليله تحل علينا الذكرى الـ55 لـ 30 نوفمبر 1967 وهي نتاج واحدة من أبرز الثورات التي قامت ضد الغزاة والمستعمرين في العالم في القرن الماضي.
فهل تحتفل الفصائل التابعة للتحالف السعودي الإماراتي بهذه المناسبة؟ ام أنها ستتجاهلها كما تجاهلت سابقاً الاحتفال بذكرى ثوره 14 اكتوبر؟.
الثلاثين من نوفمبر هو جلاء آخر جندي بريطاني عن ارض جنوب اليمن وتحديدا من عدن التي ظلت محتله من البريطانيين منذ عام ١٨٣٩.
وتحل على اليمنيين عموماً والجنوبيين خصوصاً هذه الذكرى في وقت تعيش فيه المحافظات الجنوبية تحت الوصاية الخارجية وبعض المناطق تعيش تحت الاحتلال العسكري حرفياً.
و كما فعلت بريطانيا مع مشائخ القبائل المحيطة بعدن، في القرن الماضي، تفعل اليوم السعودية والامارات الشيء ذاته مع قيادات عسكرية وسياسية جنوبية تخلت عن مبادئها واستجابت لإغراءات الأموال ووعود السلطة.
فالمستعمر البريطاني كان يدعم قبائل الجنوب ضد بعضها البعض، وكانت بريطانيا، تتعامل مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكان المستعمر يدعم من يتعاون معه ضد الجنوب او ضد القبائل الأخرى، واليوم وبعد ٥٥ عاما على خروج آخر جندي بريطاني من الجنوب اليمن، يحدث الشيء ذاته مرة أخرى بمستعمرين جدد وأدوات جديدة، من خلال دعم التحالف لقيادات وشخصيات جنوبيه يعملون لصالح هذا التحالف ضد بلادهم.
فالإمارات على سبيل المثال، تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي بانفصال جنوب اليمن، فيما تدعم السعوديه فصائل أخرى أبرزها حزب الاصلاح والذي يتم استخدامه كأداة لمواجهة أنصار الله الحوثيين شمالاً أو مواجهة أدوات الإمارات الجنوبية جنوباً، رغم ذلك يبقى استخدام السعودية للإصلاح فقط حسب الحاجة إذ سبق أن توافقت السعودية مع الإمارات في العداء ضد الإصلاح أبرز أدوات التحالف في هذه الحرب على اليمن التي اندلعت في ٢٦ مارس ٢٠١٥.
وكما استخدم المستعمر البريطاني أبناء الجنوب وصنع من بعض قياداتهم سلطه تتبعه، يفعل اليوم السعودي والاماراتي الشيء ذاته، فالحكومة التابعة للتحالف التي يرأسها معين عبد الملك تعتبر حكومة احتلال كونها تابعة لمن يحتل جنوب اليمن اليوم، والمجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية في 7 ابريل الماضي هو مجلس يحكم لمصلحة من أتى به، ولا شك لدى أبناء المحافظات الجنوبية في أن من يحكمهم اليوم هي حكومة احتلال بدليل دفاع هذه الحكومة على استمرار نهب التحالف السعودي للثروات اليمنية واحتلال مناطق استراتيجية.
ولو لم تكن حكومة معين عبد الملك حكومة احتلال لما سكتت طوال هذه الفترة على استمرار التحالف منعها ومنع اليمنيين من الاستفادة من ثرواتهم النفطية والغازية ولما سكتت على استمرار احتلال الإمارات منشأة بلحاف الغازية في شبوة ولما سكتت على استمرار التحالف فرض وصايته وسيطرته على العسكرية على جزر يمنية تحتل أهمية استراتيجية قصوى في المنطقة، بل لو لم تكن هذه الحكومة حكومة احتلال لما سكتت على استمرار منعها ومنع قيادتها من التحرك يميناً أو شمالاً ولما سكتت على فرض السعودية والإمارات الإقامات الجبرية على أعضائها ورئيسها في أكبر إهانة تتلقاها هذه السلطة الشكلية.
وحتى لو احتفل المجلس الانتقالي الجنوبي بذكرى 30 نوفمبر فسيكون هذا الاحتفال تحت الضغط والإحراج الشعبي فقط، إذ كيف سيحتفل المجلس بهذه الذكرى وهي ذكرى تحرير اليمن من اخر جندي مستعمر بريطاني في الوقت الذي فيه الانتقالي نفسه أداة بيد مستعمر جديد وهو التحالف السعودي الإماراتي، وهذا باعتراف عيدروس الزبيدي نفسه رئيس الانتقالي والذي قال في مقابله تلفزيونية علناً بأنه وأبناء الجنوب أداة وبنادق في يد محمد بن سلمان، وقال انهم مستعدين ان يوجههم بن سلمان اينما يشاء إذا أراد أن يضرب بهم البحر فاليضرب وإذا أراد أن يضرب بهم داخل او خارج اليمن فهم رهن الإشارة.