فيما العليمي يحتجب كي لا يحرج التحالف.. المشاط من صنعاء يوجه خطاباً هاماً بمناسبة 30 نوفمبر
الجنوب اليوم | خاص
أكد رئيس المجلس السياسي في صنعاء السلطة الأعلى في مناطق سيطرة أنصار الله “الحوثيين” مهدي المشاط، على استمرار قواته في منع التحالف السعودي الإماراتي من نهب الثروة النفطية اليمنية.
وقال المشاط إن موقفهم ثابت فيما يتعلق بحماية مقدرات الشعب ومنع نهب ثرواته النفطية والغازية باعتباره التصرف الدستوري الصحيح والسلوك المنطقي والشرعي.
جاء ذلك في كلمة للمشاط ألقاها مساء اليوم بمناسبة ذكرى عيد 30 نوفمبر 67م لجلاء آخر جندي بريطاني من أرض جنوب اليمن.
وبدا المشاط واثقاً من خطابه فيما يخص الثروات النفطية والغازية، وعلى الرغم من أن هذه الخطوة كانت قاسية جداً على التحالف السعودي وعلى المسؤولين التابعين له من اليمنيين الذين كانت الرياض تنفق عليها الفتات من إيرادات النفط المنهوب من الجنوب طوال سنوات الحرب، إلا أن هذه الخطوة لقيت ترحيباً شعبياً واسعاً في المحافظات الجنوبية، حيث يعود السبب في ذلك إلى عدم استفادة أبناء المحافظة الجنوبية من الثروة النفطية التي يبيعها التحالف ويصادر إيراداتها إلى البنك الأهلي السعودي منذ منتصف العام 2016 حتى مطلع أغسطس الماضي بحسب ما كشفه تقرير لمنظمة الأوبك.
وكانت حكومة التحالف قد صعدت من خطابها الإعلامي الهجومي ضد أنصار الله الحوثيين وسلطات صنعاء بعد قرارها بمنع نهب النفط اليمني عبر اتهامها بأن هجماتها التحذيرية في كل مرة تحاول فيها سفن نقل النفط الخام الدخول إلى الموانئ النفطية اليمنية شرق البلاد بأنها تهديد لأمن الملاحة العالمية، وفي هذا الصدد رد المشاط على هذه الاتهامات بالقول إن “هذا الحق لا يعني أي تهديد للملاحة الدولية كما تدعي أبواق العدوان” حسب ما ورد في نص كلمته التي بثتها تلفزيونات محلية.
ورغم تمسك صنعاء بمسألة وقف تصدير النفط الخام اليمني في ظل استمرار استيلاء السعودية على الإيرادات، إلا أن المشاط أبدى في كلمته استعدادهم لفتح المجال أمام استئناف التصدير من جديد وذلك من خلال تأكيده على أن الثروة اليمنية النفطية والغازية حق من حقوق المواطنين كافة شمالاً وجنوباً ومستحقاته الطبيعية والتي قال إن على رأس هذه المستحقات دفع المرتبات لكافة موظفي الدولة من إيراداتهم النفطية، مؤكداً أن هذا الأمر غير قابل للنقاش، ما يعني إصرار صنعاء على موقفها تجاه عدم السماح باستئناف التصدير إلا في حال قبل الطرف الآخر لدى التحالف بأن تورد إيرادات النفط الخام لصالح تسديد مرتبات الموظفين اليمنيين شمالاً وجنوباً وهو ما ترفضه حكومة التحالف السعودي الإماراتي حتى اليوم باعتبار أن تسليم المرتبات بعد إصرار صنعاء على هذا الشرط سيمثل انتصاراً لصنعاء ليس على مستوى الشمال فقط بل وعلى مستوى الجنوب أيضاً.
المشاط اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر بأنها الطرف الخارجي الأكثر تمسكاً بعدم صرف مرتبات موظفي الدولة، وقال إنها تعطل جهود السلام، لافتاً إلى أنهم يعتبرون ذلك عملاً عدوانياً، كما هدد بأن هذا العمل العدواني سيكون له عواقب وتداعيات تتحمل مسؤوليتها واشنطن، كما هدد بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي ومتفرجين على خيراتهم التي تنهب أمام أعينهم فيما هم يعانون أشد الحصار المفروض على الشعب اليمني في أكبر حصار يتعرض له اليمن في تاريخه الحديث والقديم.
الجدير بالذكر أن خطاب مهدي المشاط الذي يبث من صنعاء يأتي في وقت احتجب فيه رشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الذي شكلته السعودية مطلع أبريل الماضي، عن الظهور في مناسبة كهذه، حيث كان يفترض أن يظهر الرجل ويلقي كلمة بهذه المناسبة كأقل ما يمكن عمله في ظل عدم قدرته على إقامة احتفال رسمي في عدن التي لم يستطع الرجل العودة إليها كما كان حال سلفه عبدربه منصور هادي وجميعهم يخضعون للإقامة شبه الإجبارية في السعودية.