الحوثيون يكشفون لأول مرة منذ انتهاء الهدنة تطورات المباحثات مع التحالف
الجنوب اليوم | خاص
خرجت حركة أنصار الله الحوثيين اليوم بمكاشفات هي الأولى من نوعها بشأن تطورات الوضع السياسي في اليمن من بعد انتهاء الهدنة.
وطرح زعيم الحركة عبدالملك الحوثي أمام اليمنيين ملامح واضحة بشأن تطورات المباحثات غير المعلنة والمراوحات ذهاباً وإياباً للدبلوماسيين والوفود والأوراق والمقترحات والردود بين حكومة صنعاء والتحالف والتي استمرت شهرين متتالين منذ انتهاء العمل بموجب الهدنة المتفق عليها التي انطلقت في 2 ابريل وانتهت في 2 أكتوبر الماضيين.
وقال الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة ما تطلق عليه حكومة صنعاء “أسبوع الشهيد” بأن التحالف السعودي الإماراتي الذي يحظى منذ انطلاقه بدعم وغطاء سياسي وعسكري واستخباري من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وحتى من إسرائيل، قال الحوثي بأن التحالف لا يزال يعتبر أن هناك مشكلتان أساسيتان لديه بشأن اليمن وأن هاتان المشكلتان هما ما دفعتاه لشن الحرب على اليمن.
وقال الحوثي أن المشكلة الأولى لدى التحالف هي رفضه بأن هناك من اليمنيين من يتجه للتحرر ويريد للشعب بأكمله أن يكون حراً وعزيزاً وكريماً ومستقلاً على أساس هويته الإيمانية واليمانية وانتمائه للإسلام، وأما المشكلة الثانية فقال الحوثي بأنها تكمن في رغبة التحالف في جعل اليمن دولة وشعباً واحداً من البلدان العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني ومعادياً للدول المناهضة للكيان الصهيوني والواقفة جنباً إلى جنب مع قضايا الأمة العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبخصوص هاتين المشكلتين قال الحوثي بأن موقفهم لم ولن يتغير، الأمر الذي يمكن اعتباره مؤشراً على أن مباحثات الجانبين بشأن وقف الحرب على اليمن وصلت لطريق مسدود من جديد.
الحوثي أوضح في كلمته العديد من النقاط التي يمكن اعتبارها بأنها تمثل رؤية واضحة بشأن ما وصلت إليه المباحثات بين الجانبين وفيما تم التباحث من أجله وما الذي لا تزال السعودية والإمارات والولايات المتحدة تتمسك به بشأن اليمن وما الذي يرفض أنصار الله “الحوثيين” وحلفائهم التنازل عنه مهما كان الثمن ومهما كانت الإغراءات التي قدمتها السعودية سابقاً من تحت الطاولة لصنعاء للتراجع عن مواقفها وثوابتها التي تؤكدها باستمرار.
من بين هذه النقاط أن كلاً من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات يريدون إبقاء اليمن في حالة احتلال وخضوع مطلق لكل ما يأتي من سياسات وتوجهات والقبول بكل ما تصيغه واشنطن وحلفها من تحالفات، حيث أوضح الحوثي بأن الأطراف الخارجية تريد أن تكون مصلحتها مأخوذة بعين الاعتبار قبل كل شيء، أي تقديم مصلحة الخارج على مصلحة اليمن واليمنيين، وفي هذا الصدد كشف الحوثي فيما يبدو أنه جزء من الاشتراطات التي تطرحها السعودية على صنعاء مقابل إنهاء الحرب والحصار على اليمن، حيث قال “يريدون منا السكوت والموافقة على إقامة قواعد عسكرية لهم في أي مكان استراتيجي في هذا البلد والسيطرة على منشئاته الحيوية ويريدون أن يكون وضعنا السياسي خاضعاً لهم لدرجة أن يختاروا هم من يكون رئيساً ومن يكون رئيس وزراء بل وحتى من يكون مديراً هنا أو هناك”.
وأضاف الحوثي بأن المطلوب من اليمنيين هو القبول بأن يستفيد الخارج من ثرواتهم الغازية والنفطية الاستفادة الأكبر بينما لا يحصل الشعب إلا على القليل والفتات وهو ما يعني أن يبقى وضع اليمن المعيشي والاقتصادي في أزمة دائمة ويبقى الشعب يعاني فيما تذهب مئات المليارات للشركات الأمريكية والأوروبية.
وفيما يتعلق بالهدنة كشف الحوثي بأن التحالف لا يزال حتى اليوم يرفض القبول بأن يتم تسليم مرتبات الموظفين اليمنيين في القطاع العام شمالاً وجنوباً من عائدات مبيعات النفط التي يتم كان توريدها للبنك الأهلي السعودي والتي بسببها قررت صنعاء مطلع أكتوبر الماضي وقف نهب الثروة النفطية اليمنية إلى أن يتم الاتفاق على جعل هذه الثروة بالكامل في خدمة اليمنيين لا غيرهم.
ويتضح من حديث الحوثي بأن المباحثات بين صنعاء والتحالف لم تصل إلى طريق، إضافة لاستمرار تمسك الطرف الخارجي بحرمان اليمنيين من الاستفادة من ثرواتهم وعدم تمكين اليمنيين من قرارهم السياسي والسيادي على كامل جغرافيتهم ومياههم.
وفيما يتعلق بردة الفعل من صنعاء لقاء ما وصلت إليه الأمور بين الجانبين، ألمح الحوثي إلى أن الاستسلام لما يريده الخارج ليس في قاموس اليمنيين لا شمالاً ولا جنوباً وأنهم لن يبقوا مكتوفي الأيدي تجاه استمرار فرض الحصار على اليمنيين من قبل التحالف، وهو ما يعني أن هناك خطوات عملية ستنفذها صنعاء لكسر الحصار وإبطال مفعول العقوبات التي تفرضها حكومة التحالف على الجزء الأكبر من اليمنيين مستغلة بذلك الاعتراف الدولي بها، وإزاء خطوات صنعاء القادمة والتي لا تزال غير معروفة حتى فإن من المتوقع أن يتجه التحالف للتصعيد العسكري من جديد، وفي هذا الصدد هدد الحوثي كلاً من السعودية والإمارات بأن أي إقدام على استخدام الخيار العسكري سيقابل برد من صنعاء أقوى وأكثر تهديداً وخطراً على ما قد تعرض له البلدان سابقاً.