السعودية تواجه الإنتقالي رسمياً ..حضرموت خط أحمر

الجنوب اليوم | خاص 

أعلنت السعودية اليوم بشكل رسمي دعمها لبقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى المتمردة على قرارات رئيس المجلس الرئاسي ، رشاد العليمي. واحتفى الإعلام السعودي بتخرج أول دفعة عسكرية من أبناء حضرموت عددها ٥٠٠ عنصر ، تلقت تدريب عسكري على أيدي خبراء عسكريين سعوديين ، وبحضور رئيس أركان القوات السعودية وقائد قوات التحالف في اليمن ، الفريق أول مطلق الازيميغ ، وهو حضور رسمي حمل دلالات ورسائل للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواصل تحشيد قواته في محيط مدينة سيئون واستخدم ورقة الشارع للمطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الاولى ، يضاف إلى أن الرياض أعلن تدخلها بشكل رسمي لمواجهة الأجندات الإماراتية في المحافظة النفطية من جانب لتؤكد للجميع الفصائل الموالية للإمارات بأن حضرموت الوادي والصحراء خطاً أحمر .
التوجة السعودي الأخير ، جاء في أعقاب تصاعد مشروع استقلال حضرموت ورفع علم دولة حضرموت ونشيدها الوطني الخاص من قبل مؤتمر حضرموت الجامع الذي يعتقد أنه يتلقي دعم سياسي ومالي من قبل السعودية بذريعة مواجهة مشروع الانفصال الذي يدعو له الانتقالي التابع للإمارات ، إلا أنه كشف عن تعاظم النفوذ السعودي في المحافظة على حساب النفوذ الإماراتي الذي وجد نفسه أمام مواجهة مصيرية مع مشاريع ومطامع آخرى تعود إلى عقود زمنية ، فالرياض التي تمتلك علاقات وطيدة مع المجتمع الحضرمي بحكم قربها الجغرافي من أراضي المملكة ، عملت على إبقاء حضرموت، الوادي والصحراء، بعيدة عن الصراع، لإدراكها أن القوات الموجودة التي كانت تابعة لحزب الإصلاح جناح على محسن الأحمر موالية لها، وأن لا صعوبات بالنسبة إليها في نشر أي قوات عسكرية لها هناك، أو تدريب مليشيات جديدة تعمل تحت إطار المنطقة العسكرية الاولى  على عكس المهرة التي ترفض ذلك الوجود وتصفه بالاحتلال، وتصاعد ذلك منذ مطلع العام الجاري بالتزامن مع  تحركات قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي ، وتوعّده بالسيطرة على الوادي والصحراء، وهو ما دفع الرياض إلى تعزيز حضورها العسكري في المحافظة من خلال تعيين المقدم ، فواز بن شوية كأول حاكم عسكري لها ، تلى ذلك تعيين اللواء الركن ، ضيف الله المطيري قائداً للقوات السعودية في حضرموت ، الا أن الاهتمام السعودي بوادي وصحراء المحافظة تصاعد بشكل كبير بالتزامن مع اهتمام امريكي كبير أيضاً ، رغم تواجد القوات الإماراتية في ساحل المحافظة وسيطرتها على مطار الريان وميناء الضبة النفطي ووجود مليشيات تابعة لابوظبي تعمل بشكل منفصل عن قيادة المنطقة العسكرية الثانية .
التحرك السعودي الأخير في حضرموت جاء بعد لقاءات مكثفة أجرتها قيادات عسكرية سعودية مع قبائل حضرموت،وكذلك عملية استقطاب كبرى جرت للفاعليين القبليين في الوادي والصحراء  للحد من نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي الذي حاول تحرك بغطاء قبلي مطلع العام الجاري، وأكد أن الرياض لن تسمح بتعاظم نفوذ الانتقالي  في الوادي والصحراء .

ووفقاً لتلك المؤشرات ، فإن مصير الانتقالي الجنوبي في حضرموت سيكون مشابة لوضعة الحالي في محافظة شبوة النفطية والتي تم اخراجه بالقوة وتجريدة من كل المكاسب التي حققها مطلع العام ٢٠٢٢ .