الجنوبيون في جبهات الشمال .. العدو مجهول والتضحيات جسيمة؟
الجنوب اليوم | خاص
تحولت الجبهات الشمالية التي يشارك فيها الآلاف من شباب المقاومة الجنوبية إلى ساحة تصفية لابناء الجنوب وليس ساحات مواجهات عسكرية مع الحوثيين ، فبين يوماً وأخر يسقط المزيد من القيادات الجنوبية في جبهات المخا والوازعية وموزع وكهبوب والعمري والبقع ومريس ونهم وصرواح والجوف وجبهات الحدود السعودية اليمنية المشتعلة ، فالجنوبيون الذين زج بهم في معارك الشمال تحولو الكثير منهم إلى درع بشري للإراضي السعودية التي باتت مسرح عملياتي لجماعة الحوثي .
وفيما ابتلعت المخاء المئات من خيرة شباب الجنوب ، فأن ابناء الجنوب يواجهون مؤامرة خطيرة في مختلف جبهات الشمال ، فجبهات البقع يسقط فيها الجنوبين دون سواهم، وتتعرض المواقع التي تسيطرعليها قوات لواء المحضار هجمات يومية الكثير منها تتم بدقة وتوحي بأن الهجوم الحوثي تم بناء على معلومات مسربة ، وهو الحال في المخا التي التهمت الالغام العشرات من الجنوبين وتعرض العشرات للتصفيات الجسدية بكمائن يكتنفها الغموض ، وتعرض الكثيرمن الجنوبيين المشاركين في الصفوف المتقدمة لجبهات الوازعية وموزع للغدر من الخلف من قبل مجهولين .
عمليات التصفية التي يتعرض لها عناصر المقاومة الجنوبية في جبهات الشمال، أثارت الشكوك بدور حزب الاصلاح الذي يتواجد في غرف العمليات الميدانية ، وكذاك وجود عناصر مدسوسة من الجنوبيين انفسهم تعمل لصالح الحوثيين في جبهات المخا وباب المندب .
العبيدي يحذر
المصورالجنوبي صالح العبيدي هو مصور واعلامي غطى الحرب في المخا خلال الأشهر الماضية حذرمن مؤامرة خطيرة تستهدف الجنوبيين في المخا ، وقال ان القوات الجنوبية والافراد المقاتلين باتوا يواجهون نفس المصير الذي لاقاه الجيش المصري في شمال اليمن قبل عقود من اليوم ، وأضاف قائلا :” بعد 1962 جاء الجيش المصري الى شمال اليمن ظنا منه انه سيحرر الشمال من الحكم الامامي ، وبعد اكثر من 10 سنين من محاولة التحرير هذه خرج المصريون باكثر من26 الف شهيد مصير والآلاف من الجرحى .
وأعاد العبيدي السبب إلى أن الشعب هناك كان صباحا جمهوري وفي المساء ملكي ، وبعد اكثر من 60 عام يتكرر المشهد لكن مع الجنوبيين بجبهة المخا .
وأكد أن الجنوبيون الذين ذهبوا الى المخا ظنوا انهم سيحررون المخا والشمال لكن اليوم يتبادى المشهد بوضوح ، وكل يوم نسمع بتفجير بهجوم بلغم انفجر بقوات المقاومة ، مشيراً إلى أن قوات الحوثي لم تعد من تقتل افراد المقاومة الجنوبية ، فهناك المئات من المندسين من ابناء المنطقة هم من يرصد الاحداثيات يفجر ويغدر ، وقال اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ان المخا ستبتلع الالاف من الجنوبيين.
إلى ذلك قتل مساء اليوم الثلاثاء العقيد يسلم سعيد المقفعي خلال المعارك التي تدور رحاها بين قوات الجيش والمقاومة الجنوبية والجيش الوطني من جهة الحوثيين في جبهة المخأ بقذيفة هاون أستهدفت المكان الذي كان يتواجد فيه بدقة حسب المصادر ، ويعد العقيد يسلم سعيد المقفعي من القيادات السلفية التي سبق أن شاركت في جبهات البقع وعاد بعد ذلك ليلتحق بجبهة المخا ، وكان قائد سرية ضمن اللواء الأول عمالقة .
100 قتيل في شهر
100 قتيل وجريح من عناصر المقاومة الجنوبية سقطو في أغسطس الماضي في جبهات باب المندب ، إلا أن معظم اولئك الضحايا قتلوا بنيران صديقة واخرى مجهولة ، ويكتنف قضية الكثير من القتلى الغموض كما اكتنف من قبل ملابسات مقتل عدد من القيادات الجنوبية الكبيرة في ذات الجبهة كقائد جبهة شرق كهبوب القيادي سلطان محمد جوهر الصبيحي والقيادي محمد سيف ناشر الحالمي وعبدالناصر يحي قاسم الداعري والعقيد صالح سالم صالح الصبيحي، ركن استطلاع اللواء الاول مشاة بالعاصمة عدن ورفاق دربه ، يضاف إلى ملابسات مقتل اللواء أحمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية الرابعة في فبراير الماضي بقصف صاروخي استهدفه بأطراف مدينة المخا ، بعض تلك القيادات الجنوبية اما استهدفت بضربات صاروخية موجهه من قبل القوات الموالية لجماعة الحوثي بعد تلقيها احداثيات عن مكان تواجدهم وعن مسار تحركهم ، كما تعرض اخرين منهم لقصف من قبل طيران التحالف على موكبة وكمثال على ذلك استهداف مواكب عدد من القيادات العسكرية الجنوبية في جبهة المخا كما حدث في 23 من ينايرالماضي عندما استهدفت طيران التحالف موكب قائد اللواء الأول حزم عبدالغني الصبيحي في منطقة كهبوب مما أدى إلى مقتل 6من مرافقيه ، إلا أن الظاهرة الجديدة والخطيرة في آن واحد ، تصاعد ضحايا النيران المجهولة التي تستهدف المقاتلين الجنوبيين دون غيرهم من الخلف والتي اودت بحياة العشرات من عناصر المقاومة الجنوبية منذ قرابة الشهرين وخصوصاً في جبهات موزع ومعسكر خالد بن الوليد .
الغارات الجوية .
الغارات الجوية الخاطئة لاتصيب إلا مواقع تابعه للمقاومة الجنوبية أبتداء من كهبوب وذوباب ووصولاً إلى جبل النار بالمخا ومشارف معسكر خالد بموزع ، في الثامن من الشهر الجاري ، أستهدف طيران التحالف العربي مجاميع مسلحة من المقاومة الجنوبية بغارة جوية أودت بحياة 15من المجنديين الجنوبيين في طراف مدينة ذباب الساحلية ، تقول المصادر أن المجنديين كانوا على متن شاحنه عسكرية في طريقهم إلى المخا ، تلك العملية ذكرت بعملية مماثلة تعرض لها العشرات من الجنوبيين المنتسبين للواء المحضار في البقع محافظة صعدة شمال اليمن الشهر الماضي وادت إلى مقتل 9 جنود ، وأصابة 3 آخرين في تبة السنترال، قبالة منفذ البقع، بصعدة ، الغارة التي اودت بحياة القيادي محمد فضل علي الحوشبي ورفاقة، أثارت أستياء قائد لواء المحضار الذي طالب بالتحقيق الفوري والكشف عن الجهة التي قدمت الاحداثيات الخاطئة ، إلا أن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة لم تعبر مطالب المحضار أي أهتمام ، ورغم مايتعرض له أبناء الجنوب من تصفية ممنهجة تتمثل في رفع احداثيات للتحالف بمواقع الجنوبين تمهيداً لاستهدافهم وتعرضهم للعشرات من الغارات أدت إلى مقتل وإصابة المئات في معركة باب المندب المحتدمة منذ قرابة 7 اشهر ، وصولاً إلى مقتل العشرات من الجنوبيين برصاصات مجهولة من الخلف تحت مبرر هجوم مباغت من قبل الحوثيين ، كما حدث خلال الاسابيع الماضية في جبهات موزع ، إلا انهم لايزالون صامدون في مواقعهم رغم تضاعد فاتورة المشاركة في تلك الجبهات .
كمائن .
في الرابع من اغسطس قتل قتل القيادي في المقاومة الجنوبية هشام عادل سعيد الودودي الصبيحي وجرح 11 اخرين من منتسبي كتائب الحمدي في كمين مسلح أستهدف موكب الصبيحي في بمنطقة الكدحة في المخا ، واتضح فيما بعد أن عناصر محسوبة على الجنرال علي محسن الاحمر يقاتلون إلى جانب قوات التحالف التي تقودها الإمارات في الساحل الغربي وراء العملية .
دعوات لوقف القتال
تصاعدت ظاهرة قنص عناصر المقاومة الجنوبية من الخلف في الاونه الاخيرة في جبهات الوازعية وموزع ، وقتل واصيب العشرات من أبناء الصبيحة وردفان ويافع برصاص غادر ، يطال المجنديين الجنوبيين فقط بصورة ممنهجة ، خلال الشهر الماضي قتل قرابة العشرة من عناصر المقاومة الجنوبية برصاص من الخلف في موزع وفي معسكر خالد ، إلا أن تلك الظاهرة انتقلت إلى المخا حيث تعرض احد الجنود الجنوبيين المرابطين في مداخل المدينة للقتل برصاص غادره من الخلف.
في تطور لمجريات الأحداث في المحافظات الجنوبية التي تديرها حكومة هادي، دعا شيخ قبلي بمحافظة لحج ابناء الجنوب إلى عدم القتال في صف التحالف بجبهة المخا الساحلية، غرب محافظة تعز ، ونقل موقع “عدن الغد” عن الشيخ علي بارجيلة، و هو شيخ قبيلة المسعودي بردفان، دعوته لأبناء قبيلته الذين يقاتلون في صف التحالف السعودي بجبهة المخا إلى عدم القتال ، وأعتبرا بارجيله أن القائمين على ملف الجنوب يتآمرون على أهداف الشعب الجنوبي التي بذل الكثير من التضحيات، كي تكون هناك دولة بكل مقوماتها، تتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها شعب الجنوب و لا زال يقدمها.
و قال بارجيله: حان الوقت كي يدرك مشائخ و وجهاء الجنوب هذه الاعمال و التحركات التي تخالف تطلعات و آمال شعب الجنوب و حقيقة ما يحدث من قتل لأبنائنا في جبهات القتال، و هم يقاتلون مع قوات التحالف، و ذلك خير مثال على التآمر ونصح بارجيله بإتخاذ حازم تجاه هذا الواقع الضبابي الذي يتكشف يوما بعد يوم و الذي يخالف أهداف شعب الجنوب.
خيانه الاصلاح في شبوة
اللجنة التنسيقية لمكونات الحراك والمقاومة الجنوبية بشبوة، في بيان صادر عنها تلقى “الجنوب اليوم ” نسخه منه المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب بالعمل منذ على إفشال وتفتيت جبهة المقاومة في بيحان لتوجيهاتها من جهات نافذة ” بالاشارة إلى الجنرال علي محسن الاحمر ” بهدف السيطرة على منابع النفط والغاز ، وأكد البيان أن صمود المقاومة الجنوبية لن تكسره مؤامرات هيئة الاركان في الجيش الموالي لهادي والمنطقة العسكرية الثالثة ، وأكد اللجنة التنسيقية أن التآمر على جبهة بيحان من القيادات العسكرية الموالية لحزب الاصلاح ، وذلك بقطع الامدادات وخلخلت الجبهات لن يمر مرور الكرام ، وطالبت اللجنة التنسيقية الرئيس هادي والتحالف العربي بسرعة تشكيل لجنة تحقيق من جميع اطراف التحالف بما فيها الشريك الاساسي على الارض المقاومة الجنوبية للتحقيق في ماتتعرض له المقاومة الجنوبية من تفتيت ومؤامرات ، أخرها تفريخ المقاومة وإيجاد تشكيلات عسكرية أخرى تكون الغلبة فيها للاصلاح .
وجاء ذلك بعد ظلوع القوات الموالية لحزب الاصلاح في التواطؤ قي معركة عيد الاضحى التي دارت بين عناصر المقاومة في بيحان والحوثيين وسقط فيها 20 مابين قتيل وجريح من عناصر المقاومة الجنوبية أثناء تصديهم لهجوم شرس في جبهة بيحان ، ورغم ذلك رفضت القوات التابعة للاصلاح والمرابطة في بيحان التدخل لتعزيز المقاومة ، مما حد بقبيلة بني الحارث بالدفع بالعشرات من مسلحيها لنجدة عناصر المقاومة الجنوبية .