شبوة بلا مشتقات نفطية: معاناة شعبية وصمت حكومي مطبق
الجنوب اليوم | متابعات
تعيش محافظة شبوة أزمة حادة وخانقة تتعلق بالمشتقات النفطية، التي بالكاد تكون معدومة منذ أكثر من عشرين يوماً مما عرقل حركة المواطنين، وانعدمت المواصلات وتعطلت الخدمات الضرورية والمهمة للمواطن في محافظة شبوة، وذلك بعد انقطاعها عن الوصول إلى مركز المحافظة عتق والمديريات من محافظة حضرموت.
وتسببت أزمة الوقود الخانقة التي تشهدها عدد من المحافظات، ومنها محافظة شبوة، في انتعاش السوق السوداء، حيث وصل سعر لتر البترول إلى 500 ريال، في ظل صمت مطبق من الجهات المختصة في الحكومة.
وأدّى ارتفاع أسعار الوقود في ظل الأزمة التي تشهد انعدام هذه المادة في المحطات، إلى ارتفاع أسعار النقل والمواصلات، وهو ما زاد من معاناة المواطنين اليومية. فيما قام عدد قليل من المحطات التجارية في شبوة باستيراد البترول بصعوبة من حضرموت، حيث بيعت الدبّة 20 لتر بـ5000 ألف ريال، فيما تبيع محطات أخرى بسعر أعلى من دون رقيب أو حسيب، ولجأ بعض المواطنين، من ذوي الدخل الميسور إلى شراء المشتقات النفطية من السوق السوداء، التي تصل أسعارها إلى ما بين 10 آلاف و12 ألف ريال لـ20 لتراً.
وقد اختفت المشتقات النفطية في بعض اﻷحيان حتى من السوق السوداء، وذلك لتوقف شركة النفط بمحافظة حضرموت عن تسليم أي مشتقات نفطية لمحافظة شبوة إلا نادراً، إضافة إلى اقتصار شركة النفط في توريد المشتقات النفطية على تاجر واحد فقط، مع وجود الكثير من التجار القادرين على توفير المشتقات النفطية مندون انقطاع.
وقال الناشط الحقوقي مهدي علي الجبواني، لـ«العربي»، لقد «دخلت عتق قبل أيام والمحطات تغلق الشيش بسبب عدم وجود بترول»، متسائلاً «هل من المعقول أن كل تلك المحطات بعتق عاصمة المحافظة لايوجد بها ولو دبه بترول ولماذا؟».
وأضاف «واصلت السير لمكان السوق السوداء فوجدت سيارة هيلوكس غمارتين موديل 2005 فيها ثلاثة رجال وحوالي أربع نساء والسطحة مفروشة بفرش وعليه ينطرح المريض في غيبوبة»، مشيراً إلى أن «سائق الهيلوكس توقف ليبايع في البترول، حيث طلب البائع مقابل الدبتين 40 لتر 24 ألف ريال».
وتابع الجبواني «المريض في غيبوبة والنساء يظهر عليهن التعب، والمرافقون كذلك، وسائق الهيلوكس الله يعلم بحاله».
بدوره، أكّد سائق باص أجرة بعتق يدعى عبدالرحمن صالح عوض، لـ«العربي»، أن «عشرات السيارات لا تزال متوقفة منذ أيام وسط لهيب الشمس في العديد من المحطات في انتظار دورها للتموين بالوقود، راضين باﻷمر الواقع نتيجة للأزمة المتفاقمة بين الحين واﻷخر».
وطالب العديد من زملائه سائقي المركبات عبر «االعربي»، محافظ المحافظة اللواء علي بن راشد الحارثي، وشركة النفط بمحافظتي شبوة وحضرموت حيث يأتي اعتماد محافظة شبوة من المشتقات النفطية، بـ«سرعة توفير المشتقات النفطية»، موضحين بأنهم «يتحملون كل ما يحصل للمواطن المغلوب على أمره من معاناة ومشقة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية بصورة خيالية في السوق السوداء»، آملين أن «تُحل اﻷزمة الخانقة بصورة دائمة من دون أي انقطاعات، مراعاة لظروف المواطنين الصعبة».
من جانبه، أكّد مصطفى صالح بن عامر، رئيس غرفة عمليات شركة النفط اليمنية بمحافظة شبوة، في تصريح لـ«العربي»، أن «اﻷزمة الخانقة التي شهدتها شبوة خلال اﻷسابيع الماضية في طريقها للإنفراج على مدى اﻷسبوعين القادمين»، مشيراً إلى أنه «تم اليوم تحميل من ميناء المكلا في حدود 200 ألف لتر بترول و360 ألف لتر ديزل إلى شبوة، وسيتم توزيعها على كافة المحطات في مختلف مديريات المحافظة».
كما «تم مساء اليوم شحن 80 ألف لتر بترول وأكثرمن 300 ألف لترديزل، وسيتم التحميل غداً الخميس وذلك بفضل المتابعة الحثيثة لقيادة شركة النفط بمحافظة شبوة وبالتنسيق مع شركة النفط اليمنية بساحل حضرموت، وسيتم تموين كافة المحطات بالمحافظة وستنتهي الطوابير والسوق السوداء خلال اﻷيام المقبلة»، بحسب بن عامر.
المصدر العربي