الوديعة السعودية.. كذبة غرضها سياسي (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
جاءت الوديعة السعودية المزعومة والتي تبين أنها مجرد قرض بفوائد، من أجل إنقاذ الريال اليمني في مناطق سيطرة حكومة العليمي ومعين والتحالف.
مع أخبار الوديعة شهدت أسعار الصرف انخفاضاً لحظياً لكن سرعان ما عاود الريال انهياره من جديد وانخفض سعره أكثر مما كان منخفضاً قبل إعلان الوديعة.
كان خبراء اقتصاد قد أكدوا أن الوديعة لن تحدث أي تغيير في الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة حكومة التحالف.
في السابق كان سعر الصرف يتغير لمدة طويلة نوعاً ما بعد الإعلان عن أي وديعة أو أي مبلغ مالي تقدمه السعودية لمساعدة الحكومة الموالية لها ولكن بعد أن تبين أن المبالغ المالية التي تزعم الرياض تقديمها ليس علاقة بالجانب الاقتصادي وإنما لها حسابات سياسية فإن شيئاً لم يتغير في سعر الصرف هذه المرة كالمرات السابقة.
حتى الحكومة نفسها اعترفت هذه المرة أن الوديعة لن تقدم أو تأخر في سعر الصرف والوضع الاقتصادي، وهذا باعتراف محافظ مركزي عدن بنفسه أحمد غالب المعبقي والذي قال إن الوديعة السعودية بمبلغ مليار دولار ليست الحل للوضع الاقتصادي الكارثي في مجمله العام باليمن وإنما متنفس للبنك ولحكومته لتنفيذ إصلاحات اقتصادية.
الدليل الأبرز على أن ودائع السعودية الغرض منها سياسي بحت وهدفه تسهيل أرضية استمرار بقاءها وسيطرتها على اليمن، هو اختلاف المبلغ الذي كانت قد وعدت به رشاد العليمي لحظة تشكيل الرياض للمجلس القيادي الرئاسي والمبلغ الذي سلمته في الأخير وبعد قرابة العام من تشكيلها هذا المجلس.
حينها (أي أثناء تشكيل المجلس القيادي الرئاسي) في أبريل 2022، كانت السعودية تهدف فقط من أخبار منحها للسلطة الجديدة وديعة بثلاثة مليار دولار استرضاء الرأي العام في مناطق سيطرتها باليمن وإقناع من استدعتهم إلى الرياض لأداء مسرحية نقل السلطة من هادي إلى مجلس العليمي بأنها (أي الرياض) مضطرة لإبعاد هادي ونائبه عن السلطة واستبدالهم بشخصيات جديدة كونهما أبرز عائق أمام الإصلاح الاقتصادي في مناطق سيطرة التحالف.
لم تف السعودية بما وعدت به ولم تقدم سوى مليار دولار بعد مرور عام على وعدها وحتى هذا المليار لا يزال أمره مجرد أخبار في وسائل الإعلام ولن تسلمه السعودية إلا على دفعات يقول حزب الإصلاح أبرز أدوات الرياض في اليمن بأن مدة تسليم هذا المبلغ قد تصل إلى العام 2025 سيكون المشرف على إنفاق هذا المبلغ صندوق النقد العربي لعدم ثقة الرياض في المسؤولين الموالين لها الذين أتت بهم كبديل عن هادي والإصلاح الذين استخدمتهم 7 سنوات من بداية الحرب حتى احترقت كروتهم وأصبح من الضروري استبدالهم لاستمرار مسلسل السيطرة على اليمن أطول مدة ممكنة.