منبر كل الاحرار

مشاهد مخيفة ومحزنة من عدن !

الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ عصام هديل

 

كم يحزنني ويحز في صدري وضع كثيرا من الأسر إننا نشاهد يومياً بشكل روتيني متسولين من النساء والأطفال الصغار ومن الشيوخ والشباب..أنا شخصياً أصبحت لا الومهم في بلدي أثقلت الجراح المواطنين ونهشت الحرب القيم وسقط كثيرا من الأسر ماديا.

*-* ففي المدن الكبيرة بذات نرى ما يخيفنا اتكلم اليوم عن موقف حصل معي لم أستطع نسيانه حيث اديت إحدى الصلوات في أحد المساجد في عدن وما أن فرقنا من الصلاة حتى سمعنا مناشدات واستغاثات من مجموعة من النساء تلك التي تحلف بالله أن أباها مريض وهو المعيل الوحيد لهم ويحتاج إلى عملية وتلك التي تشكي ايجار المنزل وأن صاحبه قد اعطاهم انذارا باخلاء المنزل لتأخرهم عن تسديد الاجار وغيرهن كثير.

*-* مشهد مرعب ومخيف كذبت على نفسي واخذتني العزة بالاسم وقلت لحالي هذا تسول بل اتخذوه مهنه وطريقة لربح السريع الغير متعب وكان البكاء يعم المكان وتجاوزتهن حتى صدمت بشابه في الثلاثينيات وحولها اطفالها الثلاثة واحدهم ممسكا بجلبابها يبكي وهو يقول امي اريد طعام لم تستطع الأم كبت بكائها ولكنها بكت من غير دموع لعل دموعها جفت ، لحسن حظها كان هناك احد الخيرين برفقتي انتظرنا خروجها من المسجد فقال صديقي لها والدموع تملأ عينيه لماذا لم تتركي اولادك في المنزل حتى تحضري لهم طعامهم قالت إنهم ايتام ولا أمن عليهم في المنزل تقدم هذا الصديق وافرغ مافي جيبه وأعطاه المرأة وكان عباره عن خمسين ألف.

*-* توجهنا بعد ذلك إلى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء ولم يكن المطعم يقل عن المسجد تغديت أما صديقي أكل القليل وجلس شارد الذهن قلت له مابك قال اخافني مشهد المرأه وأولادها ضحكت وقلت له هذا حال البلد يجب عليك التعايش مع هذا الوضع خرجنا من المطعم وقد تركنا خلفنا أكثر الطعام الذي طلبناه  لأن مشهد المرأة وأولادها تبكي أثر علينا تفاجات بأحد المباشرين في المطعم ياخذ بقايا الطعام ويلفها في كيس بعناية فائقة وقدم بعض الخبز طلبه على حسابه خرجت فإذا هذا الشاب الشهم يدقمه لهذه المرأة غضب صديقي فذهب إليها وقال لها ألم اعطيك مايكفيك حتى تعذبي أولادك في حرارة الشمس قالت قولها الثقيل على كل قلب انسان في ضمير، أخي الكريم وحفظكم الله وجزاكم عنا خير أنا واولادي ليس كل الناس مثلك إن صاحب المنزل طلب ايجار البيت وزوجته كل يوم وهي تهددني بطردنا أنا واولادي ساعطي هذا المبلغ للايجار.

*.* فظهر لي من حديثها أنها متعلمه فقلت لها لماذا لا تعملين قالت أنا خريجة كلية الإقتصاد تزوجت وكان زوجي شهم ومعيشنا ملوك رغم فقره إلى أن قتل في الحرب وقبله توفي والدي الذي معاشه لا يتجاوز 30000 واقاربي وضعهم ليس افضل من وضعي رغم أنها متسولة لكني رأيت فيها المرأة العظيمة التي تقاتل من أجل صغارها خلصنا يومنا ومشاغلنا حتى جن علينا الليل وتفرقت أنا وصاحبي وذهب كلا إلى منزله وفي الليل ذهبت إلى أحد الافران لشراء روتي للعشاء وأنا عائدا رأيت رجلاً واقف ملثم وكأنه مجرماً يتربص بضحيته وما أن اقتربت منه حتى مد يده وقال لي أخي واحد روتي إذا سمحت فأعطيته حسب طلبه كون مكان وقوفه وتلثمه كان مخيفا تجاوزته فإذا الازقه القريبة من الفرن مليئة بالنساء والرجال والأطفال وكلهم طلبهم واحد روتي فقط رأيت من هذا المشهد قدر الفقر الذي وصل إليه المواطنون.

تراحموا حفظكم الله خصوصا في هذا الشهر اصنع حاجتك من الطعام وتصدق بما كنت تصنع ويفض عليك تراحموا حفظكم الله فإن التحالف على الأطراف السياسية في البلاد على الأمم المتحدة يتاجرون بمعاناتكم اللهم في هذا الشهر المبارك عافي اليمن وأهلها وفرج هم الناس فيها أللهم من أرادها بسواء فجعل كيده في نحره ورده خائبا ذليلا..  رمضان مبارك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com