السعودية تستعيد تحالفها مع الإصلاح.. تهديد وجودي للانتقالي أم تكتيك مؤقت لتمرير الاتفاق مع صنعاء؟
الجنوب اليوم | تقرير
أقيمت اجتماعات مكثفة في العاصمة السعودية يوم الأربعاء بين قيادات سعودية مع قادة الإصلاح – جناح الإخوان المسلمين في اليمن، بالتزامن مع ترتيبات لتوقيع اتفاق هدنة بين صنعاء والرياض.
وكشف صالح الحنشي، الصحفي الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي ومدير إذاعة أبين، في منشور على صفحته بوسائل التواصل الاجتماعي، أن قائد التحالف السعودي، مطلق الأزيمع، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، التقيا بقيادات بارزة في حزب الإصلاح وأبلغوهم بقرار الرياض “فتح صفحة جديدة مع الحزب”.
وأشار الحنشي إلى أن السفير قال خلال اللقاء إن بلاده اكتشفت مؤخرًا أن الحزب هو المكون الأقرب لها.
وفيما تم استثناء قيادات في الحزب من هذا اللقاء. كانت السعودية قد استدعت قيادات الصف الأول للإصلاح من مقر إقامتهم في تركيا والقاهرة، حيث يأتي اللقاء ضمن سلسلة تحركات سعودية في صفوف القوى الموالية لها جنوب اليمن، والهادفة لإقناع تلك القوى بالقبول باتفاقها مع أنصار الله “الحوثيين”.
كما يتزامن اللقاء مع تصاعد وتيرة مخاوف الإصلاح من أن تؤدي التحركات السعودية الجديدة الهادفة للتغيير في طبيعة السلطة الموالية لها وعلى رأسها مجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين عبدالملك، إلى فرض الرياض المزيد من الإجراءات التي تؤدي لإقصاء الحزب أكثر من السلطة بناء على رغبة إماراتية، خاصة أن المرحلة الماضية تعرض فيها الحزب لعمليات تقليص لنفوذه من قبل السعودية نزولاً عند الرغبات الإماراتية، وشملت هذه الإقصاءات المستويات العسكرية والسياسية خلال الفترة الأخيرة، وآخرها إسقاط القيادي في الحزب محمد قحطان من اتفاق تبادل الأسرى، وتسريبات إسقاط الحزب خلال المؤتمر المرتقب في الرياض والهادف لإعادة هيكلة الحكومة والرئاسي.
واعتبر مراقبون هذا اللقاء بأنه محاولة سعودية لتهدئة الإصلاح وضمان عدم قيامه بأي أعمال داخل اليمن، للحيلولة دون التشويش على المشاورات التي تحاول الرياض تمريرها بهدوء.
من الصعب التنبؤ بشكل دقيق بتأثير هذا التقارب السعودي مع حزب الإصلاح اليمني على وضع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات. إلا أن هناك بعض التوقعات بأنه قد يزيد من التوترات بين المجلس الانتقالي وحكومة التحالف التي لا يزال الانتقالي يعتبر أن الإصلاح لا يزال مؤثراً فيها بقوة، ومن الممكن أن يؤدي هذا التوتر إلى تعقيد المشهد اليمني جنوب البلاد على المستويين السياسي والعسكري وقد يطال أيضاً المستوى الاقتصادي، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى عرقلة التوصل لحل سياسي شامل لإنهاء الحرب على اليمن.