ما وراء الحضور العسكري المصري جنوب اليمن؟
الجنوب اليوم | تقرير
زار وفد عسكري مصري مدينة عدن والتقى فيها برشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الذي شكلته الرياض كسلطة بديلة عن سلطة هادي التي ظلت منفية خارج اليمن، كما التقى بنائبه عيدروس الزبيدي ورئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، حيث التقى الوفد العسكري المصري بالشخصيتين كلاً على حده.
وأثير جدل بشأن زيارة الوفد المصري العسكري والغرض منها وماذا يحدث بين مصر وحكومة التحالف، خاصة أن زيارة الوفد العسكري المصري جاءت بعد زيارة قام بها وزير الدفاع بحكومة العليمي، اللواء محسن الداعري للعاصمة المصرية القاهرة ولقائه بوزير الدفاع المصري مطلع مايو الجاري.
حتى اللحظة لا يوجد توضيح رسمي من حكومة التحالف في عدن كما لا يوجد توضيح من الجانب المصري، غير أن التسريب الوحيد الذي خرج حتى الآن هو من الجانب السعودي الذي سرب عبر استخباراته معلومات بأن الأمر يتعلق بباب المندب وجنوب البحر الأحمر والحضور المصري هناك ضمن ما يسمى القوات المشتركة 153 التي تم تشكيلها بإشراف أمريكي ومشاركة استخبارية إسرائيلية قبل أعوام قليلة في إطار محاولات واشنطن حشد المنطقة عسكرياً في مواجهة مع إيران.
في هذا السياق نشر الناشط السعودي المحسوب على مخابرات الرياض، علي العريشي تغريدة، علق فيها على زيارة الوفد العسكري المصري لعدن، حيث ألمح في تغريدته إلى مساعي بلاده إزاحة الإمارات من قيادة القوات المشتركة البحرية في البحر الأحمر والمسماة القوة (153) واستبدالها بالقيادة المصرية، وهي ترجمة لاستمرار الصراع والصدام بين الرياض وأبوظبي وتوسعه ليطال ملفات غير اليمن.
وقال العريشي إن زيارة الوفد تأتي ضمن مهام تأمين باب المندب وخليج عدن، مشيراً إلى قرار بلاده تسليم مصر قيادة هذه القوة بدل الإمارات.
خطوة السعودية تسليم مصر قيادة القوة 153 قد تكون حسب مراقبين تهدف لتقليص النفوذ والحضور العسكري الإماراتي جنوب اليمن خاصة بعد أن أصبحت الإمارات ترتب وضعها للبقاء بشكل دائم في جزيرة ميون بباب المندب بعد أن سحب عتادها العسكري وجزءً من قواتها من حضرموت وشبوة ونقلتها إلى ميون فيما لا تزال متمركزة أيضاً في سقطرى وجزيرة عبدالكوري التابعة للأرخبيل المطلة على المحيط الهندي.
في السياق لا يستبعد مراقبون أن يكون الأمر متعلقاً أيضاً بما يحدث في السودان من صراع وصدام مسلح بين الجيش السوداني المدعوم سعودياً وقوات محمد حمدان حميدتي المسماة (الدعم السريع) التي يتم دعمها من الإمارات، إذ أن وقوف مصر الواضح مع الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان يعني بشكل واضح أنها ورغم خلافها (أي مصر) مع السعودية في ملفات أخرى إلا أنها متوافقة معها في هذا الهدف الذي يلتقيان فيه وهو تحجيم تأثير الإمارات عسكرياً في السودان خاصة أن الإمارات تتخذ من وجود في باب المندب إضافة لجيبوتي وأرتيريا منطلقاً لهذا الدعم لقوات حميدتي.