أسد على الضعيف ودجاجة أمام القوي
الجنوب اليوم | مقال
كتب/ شائع بن وبر
شخصية اجتماعية لها ثقلها، سألتها ذات مرة ما سر ابتعادك عن الفصل في الخصومات والنزاعات؟ فردّ والحسرة تراوده قائلاً : الشعور بالذنب في الوقوف مجبراً مع الجلاد الجائر خوفاً على الضحية من ردة فعل أقوى وأخطر !
اقنعني كثيراً، فهناك مواقف كثيرة تجسد هذا الصراع ويبقى عامل القوة ميزانه، فترتفع كفة القوي طالما الكفة الأخرى أكثر ضعفاً، وتهوي للأسفل في حال الكفة الأخرى أكثر قوة وصلابة !
يستقوي ويتهنجم ويمارس كل صفات القوة ويصير أسدا ونمرا و ذئبا وصقرا حينما خصمه ضعيف، وما أن يقع في موقف مماثل وخصمه قوي، يصير الأسد نعامة والنمر زرافة والذئب دجاجة والصقر حمامة !
يعيث في الأرض فسادا، ويتأذى منه شيوخاً وأطفالا، وعند شكوى الضعيف ليس له سماعا، وإذا قاومه أتوك كلهم تباعا، غلّطوه ووبخوه وخسّروه أموالا، وعند شكوى القوي أتوه بعشر أذانا، أو بريئون منه فليس له بينهم مكانا، فكيف بالأمس عند الضعيف أنتم له إخوانا، واليوم عند القوي تركتموه مهانا!
في الأخير ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس, فيتصارعون لأجل البقاء, متناسين أنّ لله وحده البقاء, فظهرت لنا أزمات كثيرة وأوبئة مقيتة وأمراض عديدة وكوارث خطيرة!
فهل سنتعظ أم سيبقى صراع الأقوياء شعاراً ننتهجه للأبد؟
ودمتم في رعاية الله