عدن.. كيف خذلها الجميع؟
الجنوب اليوم | مقال
كتب/ محسن فضل
منذ تحرير العاصمة عدن في يوليو – تموز 2015م ، استبشر الجميع خيراً ، لكونها جاءت اللحظة المناسبة التي ستصبح فيها مدينة عدن ثغراً باسماً لكل اليمن.
إلا أن الرياح جرت بما لاتشتهي السفن ، وتحول ثغر عدن نفسها إلى ثغر يرتسم فيه الحُزن والكآبة وكل صنوف العذاب.
كان بمقدور عدن أن تكون عاصمة لدول التحالف العربي في اليمن ، كان بمقدور عدن أن تكون عاصمة لدولة الشرعية الدستورية ، كان بمقدور عدن أيضاً أن تكون عاصمة لدولة الجنوب ، ونموذجاً يليق بتضحيات من يحلمون بدولة جنوبية متقدّمة وناجحة .
ما الذي حدث ؟
دول التحالف التي جاءت لإعادة الحكومة الشرعية إلى صنعاء ، تخلّت عن دورها في الحفاظ على عدن كعاصمة بدلية يفترض أن تحظى بالرعاية والاهتمام ، وأن تجعل منها مدينة نشطة وجاذبة للاستثمار وكل ما يسهم في تنمية المدينة وتوفير فرص العمل وتحديثها في شتى مجالات الحياة .
الحكومة الشرعية ، تنازلت عن واجبها الدستوري والوطني والإنساني بحق عاصمتها المؤقتة ، وذهبت تبحث عن مصالحها الذاتية في عواصم دول الجوار ، واقتصر واجبها على الندب والمواساة وذرف دموع التماسيح .
المجلس الانتقالي الجنوبي ، خذل عدن وخذل أبنائها ، وهو القادم بقوة من ميادين النضال حاملاً مشروع دولة جنوبية متحضّرة ومزدهرة من المهرة حتى باب المندب ، لكنه فشل في إدارة أصغر حيز جغرافي من دولة الجنوب التي يناضل مع كل صباح في سبيل استعادتها .
على مدى ثمان سنوات وعدن المدينة الجميلة ضحية الإهمال والتلاعب والفساد ، يتحمل مسؤولية ذلك تحالف عربي وحكومة شرعية ومجلس انتقالي ، ومن المُعيب على أي طرف من الأطراف الثلاثة أن يعفي نفسه من الخراب الذي لحق بعدن وحياة أبنائها..
والله المستعان.