رغم تهديدات الانتقالي (الجوفاء) السعودية تُعيد العليمي إلى المكلا وليس عدن
الجنوب اليوم | خاص
على إثر الخلافات والانقسام الحاد بين الانتقالي الجنوبي من جهة والعليمي وبقية أعضاء الرئاسي من جهة إلا أن هذا الخلاف والانقسام لا يزال في إطار المجلس الواحد والسلطة الواحدة التي يستفيد كل طرف فيها من وجوده شريكاً خاصة حين تكون الشراكة في المؤسسات الإيرادية التي تدر مليارات الريالات يومياً على كل طرف، غير أن هذه الإيرادات يتم تحصيلها من جيوب المواطنين.
المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر على الأرض في بعض المناطق الجنوبية، وبالتالي فإن مسؤولية توفير الخدمات للمواطنين تقع على عاتقه، وتزداد مسؤوليته أكثر حالياً بعد أن وضع الانتقالي يده على مؤسسات إيرادية، ما يعني أنه لم يعد يخضع مالياً لسلطة المركز المتواجدة معظم أشهر العام خارج البلاد.
غير أن الانتقالي يريد أن يكون شريكاً في جني الإيرادات فقط وليس شريكاً في تقديم الخدمات، وبالتالي ذهب إلى تحميل حكومة معين مسؤولية انهيار الخدمات في المحافظات الجنوبية وأبرزها الكهرباء ويتخذ من هذه الكارثة مبرراً لمطالباته الوهمية بالإطاحة بمعين عبدالملك، وهو بذلك يستخدم هذه العناوين فقط لدغدغة مشاعر الشارع الجنوبي ولإبعاد التهمة عنه بكونه سبباً رئيسياً ومشاركة في هذه المعاناة التي يعانيها المواطنون في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى، إذ يرى مراقبون إن الانتقالي لو كان صادقاً في اصطفافه مع المواطنين لكان أعلن انسحابه من السلطة التي يشارك فيها بالنصف والتي يتهمها أيضاً بأنها السبب في معاناة المواطنين.
وبالمثل أيضاً وفي سياق دغدغة مشاعر الشارع الجنوبي والمؤيدين للانتقالي تحديداً، ذهب نشطاء المجلس إلى التهديد بمنع عودة رشاد العليمي إلى أي محافظة جنوبية، بعد أن كانت قيادات الانتقالي تظهر في قناة المجلس الرسمية (عدن المستقلة) وتصرح علناً بأن على الحكومة أن تعود إلى أي منطقة شمالية لا تزال تسيطر عليها.
ومثلما تلاشت دعوات الانتقالي وتبخرت حين طالب بالإطاحة بالحكومة وفرض إجراءات سرعان ما تراجع عنها بعد تهديدات تلقاها من السعودية، مثل إعلان وقف الإيرادات إلى البنك المركزي والتراجع عن ذلك، تلاشت أيضاً تهديدات المجلس المدعوم إماراتياً تجاه عودة رشاد العليمي، وطأطأ الانتقالي ونشطاؤه رؤوسهم بمجرد وصول العليمي إلى المكلا قادماً من السعودية، الأمر الذي يؤكد أن صراخ الانتقالي وتهديداته لإيهام الشارع الجنوبي أنه حريص على مصالحه ومدافع عن حقوقه المسلوبة من قبل من يصفهم الانتقالي بـ”سلطة الشمال” وأحياناً “سلطة المنفى” كلها تهديدات (جوفاء).
وكان رشاد العليمي قد وصل إلى المكلا عصر اليوم ومعه عدد من المسؤولين الحكوميين القادمين من الرياض، وقبل ذلك بيومين وصل رئيس الحكومة معين عبدالملك إلى مدينة عدن وكان في استقباله محافظ عدن والقيادي البارز بالمجلس الانتقالي أحمد لملس، في الوقت الذي كان فيه معين بالنسبة للانتقالي شخصاً منتهياً.