من قتل المحارب الأول للتنظيمات الإرهابية في محافظة أبين?
الجنوب اليوم | خاص
قُتل المحارب الأول للتنظيمات الإرهابية في محافظة أبين جنوبي اليمن ، ليس برصاص القاعدة كما روج الأمريكان والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات للاغتيال الذي أودى بحياة قائد الحزام الأمني في أبين، عبداللطيف السيد ، ورفيقة صلاح اليوسفي، صبيحة يومنا الخميس أثناء استهداف موكبه على مشارف مديرية موديه شرق محافظة أبين.
ووفقاً لمصادر عسكرية ومحلية، قُتل السيد مع خمسة من مرافقيه على الأقل نتيجة انفجار استهدف سيارته المدرعة التي كان يستقلها أثناء مروره في وادي الجن، قرب وادي عومران في المحافظة ، و أسفر الانفجار عن مقتل الشيخ بن كريد الجعدني.
ووفقاً للمصادر فإن العميد السيد كان في طريقة لتنفيذ اتفاق أُبرم بين المجلس الانتقالي في أبين بطلب من رئيس المجلس عيدروس الزبيدي وبين تنظيم القاعدة في المنطقة الوسطى، والذي التزم الانتقالي بسحب وحدات تابعة له تنحدر إلى الضالع ويافع وردفان من المنطقة الوسطى إلى مدينة عدن ، وإحلالها بوحدات يقودها العميد عبداللطيف السيد تنتمي إلى محافظة أبين، إلا أن تسليم الملف الأمني للسيد يبدو أنه أثار استياء منافسية من قيادات وحدات الانتقالي التي تقود عملية سهام الشرق، وهي عملية أدت إلى استنزاف عناصر الانتقالي في عدد من مناطق أبين وفشلت في تحقيق أي تقدم منذ نحو عام من انطلاقها ، يضاف إلى أنها تسببت بتراجع الحاضنة الشعبية للانتقالي في أبين بشكل لافت جراء الممارسات التي استفزت قبائل مودية وجعار ، وعدد من المناطق التي دخلتها قوات الانتقالي ومارست فيها انتهاكات جسيمة أثارت استياء عارم في صفوف أبناء المحافظة الذين افهموا الوحدات العسكرية القادمة من يافع والضالع وردفان بارتكاب جرائم مناطقية بحق المئات من أبناء المحافظة تحت ذريعة التستر على عناصر التنظيم الارهابي تم مداهمة واقتحام عشرات المنازل الآمنة وتم ترويع سكان القرى والعزل التي استباحتها وحدات مختار النوبي ونبيل المشوشي في أبين.
في أول رد فعل على اغتيال السيد ، عزت السفارة الأمريكية بمقتله واعتبرت اغتياله يؤكد تعاظم مخاطر تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وياتي ذلك في إطار بحث أمريكا عن ذرائع لفرض تواجدها في محافظة عدن وقاعدة عدن واالبريقة في عدن وفي باب المندب ومطار الريان في المكلا عاصمة حضرموت ، الموقف الأمريكي تطابق مع اتهامات الانتقالي للتنظيم بالوقوف وراء الاغتيال الذي استهدف قائد الحزام الأمني في أبين .
ورغم اتهام القاعدة بالوقوف وراء اغتيال السيد، إلا أنها تبقى مجرد فرضية ، سيما وأن مصادر محلية قالت بأن اغتيال العميد السيد لم يجري بواسطة زرع عبوات ناسفة في طريقة ، بل أن المدرعة التي كان يستقلها تعرضت للاستهداف من الاعلى وليس من الأسفل، يضاف إلى أنه كان في مهمة عسكرية واخذ كافة احتياطاته لحدوث اي استهداف من قبل تنظيم القاعدة، وقالت المصادر إن السيد تعرض للاستهداق بصاروخ حراري حديث استهدف سيارته من الأعلى وأدى إلى مقتله هو ورفاقه كانوا على متن المدرعة ، وما رجح هذا الفرضية هو عدم الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن ملابسات الاستهداف ، واكتفى الانتقالي باتهام تنظيم القاعدة الإرهابي الذي لم ينفي أو يؤكد ضلوعه وراء استهداف قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين، عبداللطيف السيد.
وكان الانتقالي قد أعلن الأحد دخول اتفاق الانتقالي والقاعدة في محافظة أبين حيز التنفيذ في عميرات أهم معاقل تنظيم القاعدة جنوبي اليمن، ووفقاً لأكثر من مصدر فقد قضى الاتفاق بانتشار محدود للحزام الأمني التي يقودها عبداللطيف السيد بمديريات أبين الوسطى مقابل انسحاب ما تعرف مليشيات “سهام الشرق” والتي يقودها مختار النوبي ونبيل المشوسي .
وكان السيد قد أرسل عدداً من وحداته إلى مدخل وادي عومران المعقل الأبرز للقاعدة في حين بدات “سهام الشرق” الانسحاب صوب عدن الإثنين الماضي. وأوضحت المصادر بأن انتشار فصائل السيد ، جاء عقب وساطة بعثها السيد لزعماء القاعدة في عومران طلب خلالها الهدنة ووقف التصعيد بين الطرفين .
اللافت في الأمر أن قوات النوبي والمشوشي، صعَّدت عملياتها منذ أيام في المنطقة الوسطى وهو ما يؤكد رفضها تنفيذ الاتفاق ورفضها تسليم الملف الأمني وقيادة المعركة في المنطقة الوسطى للعميد عبدالطيف السيد.
ناشطين موالين لأبو ظبي، قالو إن تصفية العميد عبداللطيف السيد، تأتي في صالح الانتقالي في محافظة أبين كونه حسب قولهم مشكوك في ولائه للمجلس وأن تحالف الانتقالي معه كان تحالف الضرورة دون توضيح الأمر . وقال رئيس تحرير صحيفة الشارع الموالي لأبوظبي والمدعوم من طارق عفاش ، نائف حسان، في منشور له ، على صفحته في الفيس بوك ، أن عبداللطيف السيد، قاتل في البداية، مع تنظيم القاعدة لفترة من الزمن، وكان هدفة الحصول على المال حد قول حسان الذي أشار إلى أن السيد كان الأقرب للانتماء إلى الحوثيين، واصفاً إياه بتاجر مواقف .
ووفقا لرئيس تحرير صحيفة الشارع المقرب من طارق ، فإن السيد انقلب على القاعدة وقاتل ضدها، عندما قاد اللجان الشعبية في أبين في عهد الرئيس السابق عبد ربه، ولما دخل الحو،ثيين عدن لم يطلق رصاصة واحدة في مواجهتها، بل انسحب ومقاتليه من المدينة .
وأشار حسان إلى أن عبداللطيف السيد للقتال مع عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي.وتشفى باغتيالة بقولة ” عاجله الموت قبل أن ينتقل إلى حضن داعم جديد ، ولفت إلى أن “الانتقالي” هو المستفيد الحقيقي من العملية؛ لأنه تخلص من شخص يفتقد للولاء، وأجبره الواقع على استيعابه خلال الفترة الماضيةحد قولة .
تشفَّى المقربين من طارق عفاش ، آثار استياء عارم في أوساط الناشطين الجنوبيين الذين استنكروا تشفي الموالين لطارق والإمارات بمقتل العميد عبداللطيف السيد ، واعتبروا ذلك أسلوب جبان .