الكشف عن أول مهام طارق صالح البحرية لحماية السفن المرتبطة بكيان الاحتلال الإسرائيلي
الجنوب اليوم | تقرير
سجلت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم السبت بلاغاً عن هجوم جديد وقع في منطقة باب المندب جنوب البحر الأحمر من دون أن تذكر الهيئة تفاصيل وطبيعة الهجوم أو تفاصيل السفينة التي تعرضت لهذا الهجوم.
في السياق أيضاً قالت شركة “أمبري” للأمن البحري، البريطانية، أنها تلقت تقريراً عن حدث أمني بحري في منطقة باب المندب، ونصحت الشركة في تقريرها أفراد الأطقم العاملة على متن السفن التجارية العابرة من الممر الملاحي بالبحر الأحمر إلى تقليل تحركات أفرادها على أسطح السفن إلى الحد الأدنى وضرورة أن يكون الطاقم الأساسي فقط هو المتواجد في غرفة القيادة.
وفي وقت لاحق اليوم من إعلان هذه التقارير، عاودت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية نشر تقرير آخر أفادت فيه باقتراب 6 قوارب صغيرة من سفينة تجارية قبالة منطقة المخا اليمنية الساحلية جنوب البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة قوات طارق صالح المدعوم من الإمارات، ثم في تقرير آخر عادت الهيئة البريطانية ونشرت معلومات إضافية وصفت فيها القوارب الستة بأنها تابعة لمن أسماها التقرير بـ”السلطات” في إشارة لحكومة التحالف السعودي الإماراتي المعترف بها دولياً، حيث ورد في التقرير أن الهيئة البريطانية تلقت إشارات من “السلطات” بأن القوارب الـ6 التي قالت إنها لا تحمل على متنها أسلحة والتي اقترب على مسافة ميل بحري واحد من السفينة التجارية، قال التقرير البريطاني بأن هذه القوارب الستة قامت بتطهير المنطقة وأن السفينة التجارية وطاقمها آمنون.
ووما يتضح من تقارير هيئة التجارة البحرية البريطانية بشأن التطورات التي شهدتها منطقة جنوب البحر الأحمر اليوم، يتبين أن القوارب الستة التي اقتربت من السفينة التجارية والتي قالت عنها الهيئة البريطانية أنها قامت بتطهير المنطقة، هي قوارب تابعة لقوات طارق صالح التي أعلن الأخير استعداده واستعداد قواته المشاركة في تأمين حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر ومواجهة ما أسماها طارق صالح في أحد خطاباته بـ”القرصنة الحوثية على السفن التجارية في المياه الدولية بالبحر الأحمر” في موقف كشف فيه طارق صالح عن اصطفافه الصريح إلى الكيان الإسرائيلي الذي منعت صنعاء وقوات أنصار الله الحوثيين عليه الملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي وفرضت عليه حصاراً مقابل استمرار حصاره على قطاع غزة وعدوانه على المدنيين من أبناء القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
ومنذ أول عملية لصنعاء ضد الحركة الملاحية الإسرائيلية في البحر الأحمر، بدأ طارق صالح تحركاته بتوجيهات أمريكية للعمل على تقديم أي مساهمة لتحييد صنعاء عن تأدية مهام قواتها البحرية في مساندة المقاومة الفلسطينية وفرض الحصار البحري على كيان الاحتلال الإسرائيلي من الجهة الجنوبية.
وفي هذا السياق كشفت تقارير صحفية محلية وغربية سابقة عن تواصل مكثف جرى بين الأمريكيين وطارق صالح الذي تتمركز قواته جنوب الساحل الغربي لليمن بالقرب من باب المندب، وبالتزامن مع ما نشرته تلك التقارير، غادر طارق صالح مدينة المخا متجهاً إلى العاصمة الجيبوتية على الضفة الأخرى لمضيق باب المندب والتي تضم في أراضيها العديد من القواعد العسكرية الغربية ومن جيبوتي انتقل طارق صالح إلى البحرين التي يقع فيها مقر قيادة الأسطول الأمريكي الخامس ومقر القيادة الأمريكية الوسطى، حيث بقي صالح هناك مدة طويلة، ليتبين أن الرجل ذهب للتنسيق مع القيادات العسكرية الأمريكية على مسألة مشاركة قوات طارق صالح في المخا بأي دور في حماية سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي في حال قررت شركات الشحن المرتبطة بإسرائيل إعادة استخدام الممر الملاحي بالبحر الأحمر للوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة بعد أن تم حظر عبورها بقرار من قيادة قوات صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين.
هذه التطورات المتعلقة بطارق صالح والذي يمثل أبرز أداة عسكرية زرعتها الإمارات حليفة إسرائيل جنوب غرب اليمن، تزامنت أيضاً مع ورود معلومات تشير إلى وصول طائرة عسكرية تحمل أسلحة وعناصر من المارينز التابعين للأسطول الأمريكي الخامس إلى مدينة المخا التي أنشأ لها طارق صالح مطاراً زعم أنه لاستخدام الداخلي فيما لم تستخدمه حتى هذه اللحظة منذ إنشائه منذ عام تقريباً سوى طائرات شحن عسكرية إماراتية وأمريكية.
ويصف مراقبون مشاركة طارق صالح في حماية السفن الممنوعة من العبور بالبحر الأحمر والذاهبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بأنها تأتي في الوقت الضائع، خاصة بعد، أولاً: المؤشرات القوية على انهيار تحالف حماية السفن الإسرائيلية الذي أنشأته أمريكا والذي مثّل فضيحة أمريكية بعد إعلان بعض الدول التي أعلن الأمريكي أنها مشاركة في هذا التحالف انسحابها منه وعدم موافقتها على المشاركة، وثانياً: فشل هذا التحالف بما لديه من قوة بحرية من بوارج ومنظومات استخبارية وحاملة طائرات أمريكية ومدعوماً بقواعد عسكرية أمريكية وغربية منتشرة في المنطقة في ردع صنعاء عن مواصلة فرض قرارها المتمثل بحصار كيان الاحتلال الإسرائيلي وهو ما ظهر جلياً من خلال استمرار منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور، ففشل واشنطن وحلفائها بما يمتلكونه من قطع بحرية عسكرية منتشرة في المنطقة في تحييد اليمن دفع للسخرية من إبداء طارق استعداده ممارسة مهام عسكرية يحمي بها سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وهو الذي لا يمتلك أي قوة بحرية ليرتد قرار اصطفافه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي سلباً عليه على مستوى الشارع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي وليقدم طارق صالح نفسه جندياً لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية ومن يساندها إلا أن الفارق بينه وبين الأدوات الأخرى في المنطقة أنه أداة غير فاعلة ولا تسمن أو تغني من جوع ولعل ما كشفته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية اليوم من أن الزوارق التي اقتربت من السفينة التجارية والتي تبين أنها زوارق تتبع “السلطات” كانت زوارق لا تحمل أي أسلحة، أبرز دليل على أن هذه الأداة التي يتزعمها طارق صالح غير فاعلة في حماية سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي.