خلافات تضرب تحالف السعودية والإمارات
الجنوب اليوم | صحافة
تتصاعد الخلافات وتتضارب المصالح بين السعودية والامارات ربما تؤدي الى معركة طاحنة بينهما في اليمن الذي تحول الى ميدان صراع ؛ وتبدو الإمارات مصممة على المضي بإستراتيجيتها الواضحة في السيطرة على جنوب اليمن، باعتباره منصّة القفز الرئيسية إلى النفوذ البحري في الشرق الأوسط، واقناع القوى الدوليّة الكبرى بأهليتها لممارسة الدور السعودي التاريخي كوكيل رئيسي لأمريكا في المشرق العربي والخليج، بينما تبدو السعودية بلا أي رؤية لما أرادته من حملتها العسكريّة، وبلا أي إستراتيجية لمواجهة هذا التغوّل الإماراتي في اليمن والبحر الأحمر. ويكشف مدى التوسع والتوغل والقمع الإماراتي في الجغرافيا والمجتمع السياسي اليمنيَّيْن، إنها تضع كل ثقلها السياسي والمالي والعسكري لاغتنام هذه الفرصة التاريخيّة لوراثة التركة السعودية، باحكام السيطرة على الساحل اليمني الخَطِر.
وخلص الكاتب والباحث اليمني ايمن نبيل، في تحليل بعنوان “الخلافات الإماراتية السعودية وتأثيراتها باليمن” نشره موقع “الجزيرة نت” إلى ان سيطرة الإمارات على محافظة حضرموت اليمنية وميناء المكلا على بحر العرب؛ يعني تركيزَ هيمنتها على الخط البحري لنقل نفط الخليج أولًا، وثانيًا خنق السعودية والخليج مستقبلًا؛كما أن دخول الإمارات الحرب للسيطرة على الموانئ اليمنية في بحر العرب والبحر الأحمر، يعني أنها مستعدة لتسليم اليمن أو شطره الشمالي — على الأقل — إلى الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله والحوثيين.
واكد نبيل في خلاصة تحليله، انه سواء امتلكت السعودية رؤية مستقبلية لوضعها في اليمن أم لا، فإنها ستدفع الثمن في الحالتين؛ فبقاء الأمور كما هي عليه يعني استمرار الحرب اليمنية والاقتتال وانهيار المجتمع، واستمرار فشل وإفشال حكومة عبد ربه منصور هادي، وهذا كله يؤدي إلى تطور أُسّي في معدلات نمو وتمكّن مشاريع الطائفية في الشمال، والانفصال تحت راية الإمارات في الجنوب.أما إذا قررت السعودية تدارك وضعها في حال نجا ولي العهد الطموح وخرج سالمًا من معركته للجلوس على العرش، وقرر استرجاع ما بذله للإمارات في مقابل دعمه؛ فهذا يعني تأجيل التسوية السياسيّة في اليمن، واستمرار حالة الشلل الاقتصادي والبيروقراطي اليمني.
من جهة اخرى، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيسلي إن التحالف الذي تقوده السعودية يتحمل الوزر الأكبر في تفاقم النزاع في اليمن وتدهور الوضع الإنساني. وحذر بيسلي في مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة” على شبكة سي بي أس الأمريكية، من أن عشرات الآلاف من الأطفال قد يموتون في اليمن بسبب نقص الإمدادات من الغذاء والدواء وندد المسؤول الأممي بالحصار الذي يفرضه التحالف على اليمن الذي شمل موظفي الإغاثة والصحفيين، قائلا “لا أفهم لماذا لا يسمحون للعالم برؤية ما يحدث؟ لأنني أعتقد أنه إذا رأى العالم هذه المأساة من المعاناة الإنسانية فسيهب لتقديم الدعم ماليا للأطفال الأبرياء كي يوفر لهم الطعام”. وتابع “ستجد الفوضى والمجاعة والجوع. إنه صراع غير ضروري صنعه الإنسان قطعا. جميع أطراف هذا النزاع أياديها آثمة ومتسخة”. وأكد بيسلي أن التحالف و الحوثيين يستخدمون الطعام كسلاح حرب في اليمن، واصفا ذلك بالأمر المشين.
وفي غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية منعت 32 رحلة طيران محملة بالمساعدات الإنسانية من الوصول إلى اليمن، خلال الـ16 يومًا الماضية، وانها تجري اتصالات مع واشنطن ولندن من أجل فك حصار اليمن. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، إن الأمم المتحدة تجري اتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا من أجل اقناع دول التحالف بضرورة فك الحصار المفروض على اليمن، الذي دخل يومه السادس عشر، دون أن يوضح طبيعة تلك الاتصالات لكنه استدرك بالقول: تمت إعادة تشغيل مطار عدن وان العاملين في المجال الإنساني غير قادرين على الدخول أو الخروج من وإلى صنعاء.
جريدة الشرق