من “فيرلوز” إلى “روبي مار”.. ذرائع بريطانيا عبر التاريخ لفرض الهيمنة في البحار
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ عبدالرزاق علي
أثار غرق السفينة “روبي مار” في المياه الإقليمية اليمنية تساؤلات وشكوكا حول الحادثة والهدف منها، خصوصا في ظل فشل العملية الأمريكية ـ البريطانية في الحد من الهجمات على السفن الإسرائيلية.
ما يزيد من هذه الشكوك هو السياسة التي انتهجتها بريطانيا في البحار منذ قرون.
فلطالما سعت بريطانيا إلى فرض نفوذها في البحر الأحمر وخليج عدن، لأسباب اقتصادية وسياسية وعسكرية. وتنوعت ذرائعها لتحقيق ذلك عبر التاريخ، ونذكر منها:
1. حماية التجارة:
اعتمدت بريطانيا بشكل كبير على التجارة البحرية، وكان البحر الأحمر وخليج عدن من أهم الطرق البحرية للتجارة بين أوروبا والشرق.
سعت بريطانيا لضمان أمن هذه الطرق البحرية من خلال فرض نفوذها على المنطقة.
استخدمت بريطانيا ذريعة حماية التجارة للتدخل في شؤون الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.
2. مكافحة القرصنة:
كانت القرصنة منتشرة في البحر الأحمر وخليج عدن في القرنين التاسع عشر والعشرين.
استخدمت بريطانيا ذريعة مكافحة القرصنة لتبرير وجودها العسكري في المنطقة.
ساعدت بريطانيا في تأسيس قوة بحرية دولية لمكافحة القرصنة في البحر الأحمر.
3. حماية المصالح الاستعمارية:
سيطرت بريطانيا على العديد من الدول في المنطقة، مثل مصر والسودان واليمن.
استخدمت بريطانيا البحر الأحمر وخليج عدن لنقل القوات والإمدادات إلى مستعمراتها.
سعت بريطانيا لضمان أمن هذه الطرق البحرية للحفاظ على مصالحها الاستعمارية.
4. التنافس مع الدول الأوروبية الأخرى:
كانت بريطانيا تتنافس مع دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا وروسيا، على النفوذ في المنطقة.
سعت بريطانيا لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر وخليج عدن لمنع الدول الأخرى من التوسع في المنطقة.
5. تأمين طريق الهند:
كان طريق الهند من أهم الطرق البحرية للتجارة بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند.
سعت بريطانيا لضمان أمن هذا الطريق من خلال فرض نفوذها على البحر الأحمر وخليج عدن.
أمثلة على استخدام بريطانيا لهذه الذرائع:
احتلال عدن عام 1839: ادعت بريطانيا أن السلطان عبد الله بن محسن الكثيري لم يحمي السفينة فيرلوز البريطانية من القراصنة.
احتلال مصر عام 1882: ادعت بريطانيا أنها بحاجة إلى حماية قناة السويس من تهديدات الدول الأخرى.
تأسيس قاعدة عسكرية في جزيرة بريم عام 1869: ادعت بريطانيا أنها بحاجة إلى قاعدة عسكرية لحماية التجارة من القرصنة.
ولا تزال بريطانيا تسعى إلى فرض نفوذها في البحر الأحمر وخليج عدن حتى اليوم. وتستخدم ذرائع مختلفة لتحقيق ذلك، مثل مكافحة الإرهاب وحماية التجارة البحرية.