واشنطن منعت المبعوث الأممي وحذرته من إعلان خارطة الطريق لإنهاء الحرب في اليمن
الجنوب اليوم | تقرير
علم “الجنوب اليوم” من مصدر خاص مطلع على تطورات الملف السياسي والمفاوضات في القنوات الخلفية بين صنعاء والرياض، أن الولايات المتحدة الأمرسكية حذرت المبعوث الأمريكي هانس غروندبيرغ، من إعلان خارطة الطريق للحل وإنهاء الحرب في اليمن الممتدة منذ مارس ٢٠١٥، وذلك على خلفية الموقف اليمني الصادر غن صنعاء المساند للشعب الفلسطيني من خلال قطع الملاحة الإسرائيلية وحظرها من العبور من مضيق باب المندب.
وقال المصدر إن صنعاء بقيادة أنصار الله “الحوثيين” وحلفائهم وشركائهم في السلطة، والرياض ممثلة بالقيادة السعودية وتحديداً وفدها المعني بملف اليمن برئاسة وزير الدفاع السعودس خالد بن سلمان، كانا قد توصلا ولأول مرة لاتفاق نهائي عبر وساطة عمانية، على كل القضايا الخلافية العالقة بين الطرفين والتي حالت دون إعلان نهائي لوقف الحرب على اليمن منذ بدء الهدنة بين الطرفين والتي رعتها ألمانيا بدفع أمريكي في مارس ٢٠٢٢.
وكانت السعودية على لسان وزير خارجيتها فيصل بن فرحان، قد اعلنت أنها توصلت لاتفاق نعائي مع صنعاء وأنها وافقت على خارطة الطريق للحل الشياسي وإنهاء الحرب وترتيبات كل النقاط الخلافية الشائكة سابقاً بما في ذلك الاتفاق على الخروج العسكري الأجنبي من اليمن واستئناف تصدير النفط وتوريد عائداته إلى مركزي صنعاء وآلية صرف مرتبات الموظفين اليمنيين.
كما أن صنعاء وعلى لسان كبير مفاوضيها، محمد عبدالسلام وفي حوار لصحيفة سعودية، أعلن أنه تم الاتفاق النهائي مع السعودية على إنهاء الحرب على اليمن ورفع الحصار كلياً وخروج القوات الإجنبية، وتسليم المرتبات ودفع التعويضات، وغير ذلك من النقاط الشائكة والعالقة بين الطرفين، واصفاً حينها المفاوضات التي انتهت مطلع أكتوبر الماضي بأنها جرت بشكل إيجابي جداً.
ويشير المصدر إلى أن الطرفين (صنعاء والرياض)، كانا قد اتفقا أيضاً على أن تعلن الأمم المتحدة عبر المبعوث الى اليمن غروندبيرغ خارطة الطريق في اليمن، بشكل رسمي، على الرغم من أن الاتفاقات والتفاهمات بين الطرفين كان المحرك لها والوسيط فيها هو الطرف العماني عبر الوفد المكلف من سلطان عمان، هيثم بن طارق، مشيراً إلى أن كلا من صنعاء والرياض كانا بانتظار أن تعلن الأمم المتحدة عبر غروندبيرغ اتفاق خارطة الطريق والسلام في اليمن، إلا أن الولايات المتحدة حذرت المبعوث الأممي من الإقدام على أي خطوة لإعلان خارطة الطريق في حال استمرت هجمات قوات صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وحالياً يعتبر الاتفاق النهائي بين صنعاء والرياض لوقف الحرب تماماً ورفع الحصار ودفع التعويضات والانسحاب الأجنبي وترتيبات الملف الاقتصادي بما فيها توحيد البنك المركزي واستئناف تصدير النفط وصرف مرتبات الموظفين، قد تم بشكل كامل ولم يعد هناك أي خلافات بين الطرفين، وما يعرقل الإعلان الرسمي عن الاتفاق عبر المبعوث الأممي وبدء تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع هو الضغوط والتدخلات الأمريكية التي ربطت اتفاق إنهاء الحرب في اليمن بوقف صنعاء مساندتها للمقاومة الفلسطينية، حيث تشترط واشنطن رفع أنصار الله الحوثيين حصارهم على الملاحة الإسرائيلية من باب المندب.