الحسني يكتب عن: الـ 100 المعدنية
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ عادل الحسني
لم يمر إعلان حكومة صنعاء بإصدار عملة معدنية جديدة بديلة عن فئة الـ 100 ريال المهترئة مرور الكرام، حتى خرج المستشرفون يلومون ويحللون وينثرون كل ما يفقهونه لإثبات أنَّ هناك خطأ ما عملته صنعاء.
يرددون بإنَّ تلك عملة غير معترف بها دوليًا، والمضحك المبكي بأنَّ الريال اليمني شمالًا وجنوبًا لا يعترف به أحد، ولا يتعدى الاعتراف به حدود البلد.
إنَّ تلك الأصوات المعترضة على العملة المعدنية هي نفسها المعترضة على سابقتها المهترئة، وستظل تعترض على أي خطوة مهما كانت؛ لأنها لا تبحث عن مصلحة الوطن الحقيقة، بل تنشر ما يتم تحديده لها.
الحل الذي يروج له أولئك أن يتم اعتماد العملة التي طبعها التحالف، والتي تسببت بتهاوي الصرف في مناطق التحالف، ويرى أولئك بأنَّ الأصح هو تعميم التجربة الفاشلة على جميع اليمن، وإغراق البلد بمزيد من القرارات عديمة الفائدة.
بدلًا من تجاذب الآراء، ومحاولة جر الوضع المستقر نوعًا ما إلى نقيضه المتهاوي، لماذا لا تقومون بتشكيل نموذج ناجح ثم تدعون بعد ذلك صنعاء للاقتداء بكم؟
للأسف فمناطق حكم التحالف لم تفلح في حرب أو سلم ولا في اقتصاد ولا حتى أخلاق!
أتريدون نموذج سقطرى أن ينتقل إلى صنعاء لتصبح العملة والاتصالات إماراتية، ويسلم الشعب رقبته لرحمة الشركات الإماراتية؟
أتريدون نموذج ميون التي حولتها الإمارات إلى مستعمرة، وجعلت من أدواتها كـ ـلاب حراسة عليها مقابل دراهم معدودة؟
هل نموذج كانتونات التحالف من عدن إلى مأرب والمخا هو النموذج الذي تريدونه لصنعاء؟
أتريدون أن يتمايز الشعب اليمني بالعنصرية والمناطقية والمذهبية؟
هل استبدال الميليشيات بالقوات النظامية هي الحرية التي منحكم إياها التحالف؟ ألم يكفِكم ما وهبتم بن زايد في اليمن، لتحاولوا عبثًا منحه صنعاء؟
بلدنا يُمزق وشعبنا يُفرَّق، وأنتم مشغولون بمائة ريال! من لديه كلمة تساهم في لم الشمل وجمع الكلمة ودعم السلام فليتحدث وليُعلِ صوته، ومن يريد باليمن سوءًا بعد سوء فليصمت.
أنا جنوبي، وأقولها بحق بأنَّ صنعاء هي عاصمة كل اليمن، ومنها منطلق التفكير بمستقبل اليمن.
أكرر دعواتي للجميع بأن يلتفوا حول صنعاء، ولا عيب إن كانت هناك تنازلات لمصلحة البلد العليا، فلم يخسر من كسب الوطن. الخسارة الحقيقية هي بيع البلد ببحاره وخيراته وموقعه وشعبه لدول عابثة. راجعوا أنفسكم، وترفعوا عن الترهات.