اليمن ساحة خلافات واستخبارات بين السعودية والإمارات
الجنوب اليوم | صحافة
محللون : أبوظبي استغلت انشغال الرياض بأوضاعها الداخلية
المخطط الإماراتي يسعى لفصل جنوب اليمن بما يهدد مصالح الرياض
السعودية ترى التحركات الإماراتية تدخلا في نطاقها الاستراتيجي
خطط أبوظبي تستهدف خنق السعودية والسيطرة على الجنوب
يوما بعد الآخر، تتصاعد الخلافات بين السعودية والإمارات في اليمن. ومع معاناة الشعب اليمني من طموحات الإمارات التوسعية وجهالة الرياض تمضي أبوظبي في مخططها في السيطرة الكاملة على جنوب اليمن، لما يمثله من بعد استراتيجية للنفوذ والسيطرة البحرية في الشرق الأوسط من ناحية، ومد خطوط تحالفها الدولي وتثبيته مع القوى الكبرى، بينما تقف المملكة العربية السعودية عند هذا الحد بلا رؤية في مقاومة الرغبة الإماراتية في السيطرة على البحر الأحمر، وهو ما تراه الرياض بمثابة التدخل في نطاقها الاستراتيجي.
الإمارات من جانبها تضع كل ثقلها السياسي والمالي والعسكري لاغتنام هذه الفرصة التاريخية لوراثة التركة السعودية، بإحكام السيطرة على الساحل اليمني المضطرب.
وحسب دراسة بحثية بعنوان “الخلافات الإماراتية السعودية وتأثيراتها باليمن” نشرت على موقع «الجزيرة نت»، فإن سيطرة الإمارات على محافظة حضرموت اليمنية وميناء المكلا على بحر العرب؛ يعني تركيز هيمنتها على الخط البحري لنقل نفط الخليج من جانب، وخنق السعودية والخليج مستقبلًا من جانب آخر، كما أن دخول الإمارات الحرب للسيطرة على الموانئ اليمنية في بحر العرب والبحر الأحمر، يعني أنها مستعدة لتسليم اليمن أو شطره الشمالي إلى الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله والحوثيين.
وبعد ما يقارب 3 أعوام على التدخل العسكري المؤيد للشرعية في اليمن،بقيادة المملكة العربية السعودية،ودحر قوات الحوثيين والرئيس السابق صالح،التي انقلبت على الدولة، فرضت الإمارات نفسها كواحدة من أبرز دول التحالف العربي في اليمن،وطرفًا فاعلاً على الأرض،لا سيما في جنوب اليمن.فمن السيطرة العسكرية على العاصمة المؤقتة عدن،و دعمها لمكونات وفصائل الحراك الجنوبي الانفصالي، وقامتها سجون سرية واعتقال أبرز قيادات المقاومة الجنوبية المنضوين في جناح الإصلاح، إلى استهدافها لأبرز حلفاء السعودية في اليمن،خاصة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
تسليح كبير
وعمدت ابوظبي عقب دخولها عدن في يونيو 2015م، الى تسليح مجموعات عسكرية بخلفيات مناطقية تابعة لها،واقامة سجون خاصة تمارس فيها شتى أنواع التعذيب ضد المعتقلين في اكثر من محافظة جنوبية، مثل سيئون، وعدن، والمكلا، وآخرها ما ظهر قبل أيام في بئر أحمد في عدن.
يرى الكثير من المراقبين في تصريحات للشرق ان النفوذ الإماراتي في اليمن بدأ توسعه،بسبب انشغال المملكة العربية السعودية بالوضع الداخلي لها ،اضافة إلى المعارك العسكرية في حدودها مع جماعة الحوثي وقوات صالح،الأمر غيبها عن مجمل المشهد في اليمن.
في حين يذهب اخرون، بالقول ان تحركات أبوظبي مضت في الفراغ الذي تركته الشرعية،بغيابها عن الأرض، ما جعلها تتمدد وتفرض اجندتها العسكرية،من خلال تشكيل قوات الحزام الأمني،الذي اصطدم بقرارات الرئيس هادي،و تشكيل مجلس انتقالي جنوبي، بدعم اماراتي،لإدارة المحافظات الجنوبية،برئاسة المحافظ السابق وعدد القادة السياسيين والعسكريين.
الناشط السياسي يونس عبد السلام، يكشف أن ما يجري الآن في عدن أن الإمارات تستعد لتنصيب فصيل آخر غير السلفيين وهم الصوفيين الذين ترى فيهم الإمارات الإخلاص الأكثر من السلفيين لتنفيذ أجندتها وإتمام سيطرتها على كافة المناطق الخاضعة لسيطرة هادي،مع احتفاظها بالمجلس الانتقالي وقواته للتوسع،واستخدامها للعمليات الإرهابية الأخيرة” .والتي يعتقد أنها تأتي في إطار إيجاد مبرر كافي لسيطرة “الحزام الأمني” التامة على عدن والتخلص نهائيا من أي وجود لهادي أو حكومته.
ويضيف يونس أن “الإمارات تسعى لاحتلال وابتلاع كل شيء، وسحب البساط من تحت هادي وشرعيته، وتجريده من كل قوة على الأرض، حتى يتسنى لها إعادة ببحاح وهاني بن بريك وباقي المجلس الانتقالي خصوم هادي الآن إلى سدة الحكم”.
ويؤكد في حديثه : ” لن تتوقف الإمارات عن ممارساتها حتى تحقق هذا إلا إن حدثت معجزة وأعلن هادي موقفا صريحا من تحركاتها، ووضعها في مواجهة مع الرأي العالمي، بالتوازي مع تحرك عسكري قوي للجيش والمقاومة في كل محافظات الجنوب وتعز ومأرب، وتجريد القوات التي تعمل خارج إطار الدولة من سلاحها، وهذا ما لا أعتقد حدوثه “.
طموح خبيث
ويذهب الخبير العسكري والاستراتيجي، علي الذهب في حديثه للشرق ، بالقول: “في تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن والمعني باليمن لعام 2016، ما يكشف حقيقة الدور السلبي للإمارات في اليمن، الذي يكشف عن صفحة سوداء لا تقف عند حد المطامع بل في مصادرة سيادته وقراره المستقل.
” وبحسب الذهب؛ فإن قضية السجون والمعتقلات التي تدار بعيدا عن السلطات المحلية، وإدارة العمليات العسكرية والأمنية والهيمنة على الجزر والموانئ، والتشكيلات العسكرية التي يطلق عليها “قوات النخب” كالنخبة الحضرمية والشبوانية، وكذا ما يسمى الحزام الامني في كل محافظة، كل ذلك يؤسس لها ولاءات مسلحة تصادر من خلالها قيم السيادة بما فيها قرار السلطة الشرعية.
ويضيف الخبير العسكري: “ما تقوم به الإمارات في الجنوب جزء مما يدور في منطقة غربي المحيط الهندي وخليج عدن وجنوبي السويس.. صراع على النفوذ بين قوى دولية وإقليمية، هذا النفوذ يعتمد على تقسيم، وتجزئة بعض الدول وفقا سياسة استعمارية.
ووفق الذهب، استطاعت الإمارات التوغل في الصومال من خلال عقود الموانئ التي تمتد لعقود، واستئجارها لجزر أريتيرية -مثل مصوع- لتعمل كقواعد عسكرية- وهذا الكلام مصدره تقارير مختلفة لمجلس الأمن- ومن هذه القواعد تنفذ عملياتها العسكرية الجوية والبحرية في اليمن.
ويقول الناشط اليمني، محمد المقبلي، للشرق: “النفوذ الإماراتي أصبح واضحا ومسلكا يعكس استلاب وهيمنة متكاملة المعالم لدرجة ان مدير امن مبنى محافظة عدن يطلب ورقة من الإمارات لكي يسمح للمحافظ الذي قدم استقالته بدخول المحافظة”.
الخروج عن الشرعية
من جانبه قال مختار الرحبي مستشار وزير الاعلام والمستشار السابق لريس الجمهورية إن الامارات للاسف الشديد دخلت المناطق الجنوبية كدولة حليفة مساعدة للشرعية ومن أجل هدف كبير وسام وهو استعادة الدولة من أنياب الانقلابيين لكن بعد تحرير المناطق الجنوبية قامت بتشكيل قوات عسكرية خارج اطار الدولة مع أن الرئيس كان قد أصدر قرارا بدمج كافة التشكيلات المسلحة التي شاركت في معارك التحرير في إطار الجيش والأمن لكن هذه التشكيلات رفضت الدمج وظلت مدعومة من الامارات حتى اليوم وهذا يضعف الدولة الشرعية بينما تكتفي الرياض بإبقاء اليمن فقيرا عملا بمقولة خرافية بأن سعادة السعودية في إفقار اليمن