قيادة الانتقالي: أي اتفاق سعودي مع الحوثيين بدون ضمان وقف هجماتهم في البحر الأحمر هو مكافأة لهم
الجنوب اليوم | تقرير
شعر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات بالخطر من تسريبات إعلامية عن اقتراب الاتفاق بين صنعاء والرياض.
وكغيره من بقية الفصائل والأطراف اليمنية التابعة للتحالف السعودي فيما يسمى المجلس القيادي الرئاسي، لا يعرف الانتقالي ما يدور من تطورات سياسية بين صنعاء والرياض، ولهذا وبمجرد خروج تسريبات عن اقتراب الحل والاتفاق والتوقيع بين صنعاء والرياض، يخرج المجلس الانتقالي وبقية الفصائل في (القيادي الرئاسي) المشكل سعودياً إلى إطلاق التصريحات والتهديدات (الجوفاء في حقيقتها) لتخويف السعودية بكونها صاحبة القرار عنهم من مضيها في اي اتفاق مع حكومة صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين.
هذه المرة وتحت عباءة كيان الاحتلال الإسرائيلي وحليفه الأمريكي، خرج الانتقالي حاملاً لافتة الدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي وضمان أمن الكيان أولاً قبل أي اتفاق تبرمه السعودية مع صنعاء.
القيادي البارز في المجلس الانتقالي، عمرو البيض، قال في تصريحات صحفية إن المبعوث الأممي وبتعاون دولي يحاول وضع خارطة الطريق على الطاولة وزعم أن “التصعيد الحوثي في البحر الأحمر صعّب العودة إلى التوقيع”.
ومع التحركات التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ للعودة إلى تنفيذ الخطوات الإجرائية لاتفاق خارطة الطريق الذي تم بين صنعاء والرياض والذي تم فيه تهميش الأطراف التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، لا تجد قيادات الانتقالي سوى التمسك بالعصا الأمريكية والإسرائيلية لحماية بقاءها في السلطة (الشكلية عملياً) وإفشال أي تفاهمات أو خطوات بين صنعاء والرياض تقود لإنهاء الحرب كلياً ورفع الحصار.
وفي هذا السياق قال القيادي بالانتقالي (البيض) إن “العودة إلى إكمال اتفاق خارطة الطريق مع الحوثيين في ظل غياب ضمانات بإيقافهم لهجماتهم في البحر الأحمر يعد مكافأة لهم”، في إشارة للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية التابعة لصنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين ضد سفن الملاحة الإسرائيلية والتي أدت لقطع عبورها تماماً من البحر الأحمر بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي يعتبر اصطفافاً واضحاً من عمرو البيض القيادي في الانتقالي مع الكيان الصهيوني على حساب دماء أبناء ونساء وأطفال غزة والمقاومة الفلسطينية.
وأكد البيض على موقفه المساند للكيان الصهيوني جراء ما يتعرض له من حصار بحري من قبل البحرية اليمنية التابعة لصنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين، حيث دعا في تصريحاته أيضاً إلى ما أسماها “ضرورة إزالة هذا التهديد الحوثي في البحر الأحمر والعودة لإعادة هندسة العملية السياسية والجلوس على طاولة حوار شاملة لكل القضايا لمعالجتها”.
الموقف المتصهين الذي صدر من عمرو البيض نجل الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض، ليس الأول من نوعه الذي يصدر متعاطفاً مع كيان الاحتلال الصهيوني من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أنشأته الإمارات جنوب اليمن في العام 2017، إذ سبق للمجلس الانتقالي أن أصدر البيانات والتصريحات الرسمية من المجلس بعد انطلاق عمليات أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر لمساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بوصف هذه العمليات بأنها (أعمال إرهابية وقرصنة على سفن الشحن والملاحة الدولية) كما سبق للانتقالي أن حاول استجداء الأمريكيين والأوروبيين تقديم الدعم المالي والعسكري له لتشكيل قوة بحرية للانتقالي كي يتسنى لها المشاركة في التحالف الأمريكي البريطاني البحري ضد اليمن لوقف هجمات أنصار الله على السفن التجارية الإسرائيلية تحت غطاء المشاركة في حماية الملاحة الدولية ووقف تهديدات الحوثيين ضد السفن التجارية.
كما سبق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي عام 2019 أن كشف صراحة استعداده التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني، وقال في لقاء تلفزيوني على قناة روسيا اليوم، إن الانتقالي لا يمانع في أن يقيم علاقة مع إسرائيل والشراكة معها في عدة مجالات لمواجهة التهديدات المشتركة بعد أن يصبح للجنوبيين دولتهم الخاصة جنوب اليمن، وكانت تلك التصريحات من الزبيدي قد أتت عقب إشهار التطبيع الرسمي بين الإمارات الراعية للانتقالي وبين كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن مساندة صنعاء للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عملياً بفتح جبهة عسكرية فعالة وقوية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، ليس لها علاقة بالأزمة اليمنية والصراع القائم بين صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين وقبائل اليمن والأطراف السياسية والمكونات الأخرى وبين السعودية التي قادت تحالفاً عسكرياً ضدهم ومن معها من أطراف يمنية من بقايا نخبة الطبقة الحاكمة السابقة، إلا أن الأطراف المحلية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي تحاول الربط بين الأحداث في البحر الأحمر المرتبطة بغزة وبين الوصول لحل لوقف الحرب في اليمن التي اندلعت منذ التدخل السعودي العسكري في مارس 2015 وتوقفت نسبياً في أبريل 2022 بهدنة موقعة بين صنعاء والرياض لا يزال العمل بها سارياً حتى اليوم.