الصمود الأسطوري لشعب غزة الصامد
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ موسى المليكي
تهدف الحروب على الدوام لفرض إرادة المنتصر على الأرض، وعلى طاولة السياسة، وبمعنى أخر الحروب في الغالب تخدم أغراض السياسة.
من هذا المنطلق يمكننا القول أن حرب 6 اكتوبر 1973م التي انتصر فيها الجيش المصري ميدانيا على جيش الاحتلال الصهيوني كان من غريب أمرها أنها فرضت إرادة المنهزم على طاولة السياسة في كامب ديفد على المنتصر وليس العكس، وذلك بفضل ثعلب السياسة الامريكي الهالك كسينجر الذي هندس لتلك الإتفاقية.
واليوم وبعد نصف سنة من الحرب الهستيرية على غزة لم تحقق هذه الحرب على طول مدتها أي هدف من أهداف الإحتلال، في الوقت الذي حققت فيه للمقاومة الكثير من الأهداف سواء المرسومة -معلنة، وغير معلنة-، أو التي لم تكن بالحسبان كمقاضات سلطات الاحتلال في المحاكم الدولية لأول مرة في تأريخ الكيان،
وكإحداث تصدعات داخلية اسرائيلية عميقة على المستويين الشعبي، والرسمي، والعزلة الدولية التي باتت تتهدد الكيان برمته في الوقت الذي لو توقفت فيه الحرب فإن توقفها سيسجل نصر كبير للمقاومة، وهو ما لا يرغب به الكيان، وداعموه الدوليين، فاتجهوا لممارسة الضغط على الوسطاء من جهة، وممارسة الضغط العسكري على الأرض المفاقم لأزمة المجاعة من جهة ثانية. لثني حماس، وإرغامها على التخلي عن شروطها، والنزول على شروط الاحتلال التي لو تم القبول بها لتحقق للإحتلال من على طاولة السياسة النصر الذي يعول عليه في إستعادة ولو شيء من الصورة التي كانت قد ارتسمت عن جيشه، ومخابراته في الأوساط الرسمية في المنطقة بعد تهاوي تلك الصورة في 7 اكتوبر بفعل الطوفان العظيم المبارك #طوفان_الأقصى.
ما يعني أن العدو يسعى لتحقيق مكاسب ليس على حساب المقاومة، وحسب بل على حساب المنطقة برمتها. ولهذا فإن معركة السياسة التي تصر حماس على أن لاتكرر فيها مآساة كامب ديفد لاتقل أهمية عن المقاومة المسلحة، والصمود الاسطوري لشعب غزة الصامد الصابر، والمحتسب، وصمود حماس ، وتحقيقها لمكاسب على طاولة السياسة سينعكس أثره إيجابيا على المنطقة برمتها،
ولعل تباشير الفرج بات تلوح في الأفق بإذن الله تعالى من خلال ما نرى، ونسمع في الأخبار، وحينها سيتأكد للقاصي والداني أن النصر مع الصبر، وهو صبر ساعة، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.