الجنوب اليوم يكشف أسرار معركة صنعاء ودور الإمارات في مقتل صالح
الجنوب اليوم | تقرير خاص
حسم الحوثيين في صنعاء الإنقلاب الذي أعلنه الرئيس السابق السبت الماضي بالسيطرة على العاصمة وقتل صالح ونجل شقيقه طارق صالح وعارف الزوكا أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام ، والقاء القبض على نجلي صالح محمد ومدين ، وفرض السيطرة الكاملة على العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعه تحت سيطرة الحوثيين ، كما سلمت عدد من كبار القيادات العسكرية نفسها لقوات الحوثيين .
تلك المعركة التي رجحت كفه صالح لساعات فقط في العاصمة ومحافظات حجة وعمران والمحويت وذمار وإب وصنعاء أنقلبت رأساً عن عقب يومي الاحد والاثنين الماضيين لتنتهي بمقتل صالح أثناء فراره خارج صنعاء ، إلا أن اسباب المعركة وطريقه إنقلاب صالح على شريكة الحوثي بعد أيام من توعدة التحالف والموالين له بهزيمة نكراء حملت أكثر من علامة استفهام .. فهل وقع صالح في خدعه التحالف وهل التحالف تخلص من صالح بطريقة غير مباشرة ,, أم ان ماحدث كان مخططاً نفذه صالح واجهضة الحوثيين .
خطة مكشوفه
القيادي في حركة الحوثيين حمزة الحوثي كشف مساء السبت الموافق 2 ـ 12 ـ 2017م عبر قناة المسيرة التابعه للحوثيين عن تورط الإمارات وراء تفجيير الاوضاع في صنعاء ، وقال الحوثي أن ماحدث كان مخطط مسبقاً من قبل الإمارات وتم الترتيب له منذ أشهر ، وكان الحوثيين يراقبون تحركات جناحاً في أوساط حزب المؤتمر الشعبي العام كان مخترقاً من الإمارات، وتم رصد كل التحركات المشبوهة التي قادها العميد طارق صالح ابن اخ صالح الذي تولى قيادة الانقلاب والتهيئة له منذ أشهر ابتداء بتجنييد الآلاف من عناصر «المؤتمر»، واستقطاب عدد كبير من عناصر قوات الحرس الجمهوري في سبتمبر الماضي، وتدريبهم في عدن وشبوة وإبّ عسكرياً، بالإضافة إلى قيامه بتدريب المئات من القناصة في معسكر أطلق عليه «معسكر الملصي»، في سنحان مسقط رأس صالح تحت مبرر المشاركة في المواجهات العسكرية التي يخوضها الحوثيين مع القوات المواليه للرئيس عبدربه منصور هادي والمدعومة من التحالف براً وجواً ، إلا أن تلك القوات كانت تختفي ولاتشارك في أي مواجهات .
طارق صالح بعث بأكثر من 820 عنصراً من المستقطبين للتحالف في عدن للتدريب وصلوا على دفعات متعددة لحضور دورة عسكرية مدرّبوها ضباط إماراتيون تلك المعلومات، أكدها ناشطون جنوبيون في الثامن من أكتوبر الماضي، وابدى عدد منهم استغرابهم من دخول عدد من الباصات إلى عدن تقل عناصر شماليين من بير أحمد، ولم يتم ايقافها في جميع النقاط الأمنية التابعه لقوات «الحزام الأمني التابعه للإمارات من منطقة سناح في منطقة الضالع، حتى وصلت عدن .
وبالتزامن مع بدء التدريب في عدن أكد حمزة الحوثي إن الحركة «رصدت معسكر تدريب تابع لقوات تابع لطارق صالح، في وادي عدس الواقع في مديرية الصعيد بمحافظة شبوة، وتم التأكد من قيام ضباط إماراتيين بالإشراف على تدريب المئات من العناصر فيه، وتم رصد معسكر رابع في مديرية العود في محافظة إبّ، يضاف إلى دخول ثلاث شحنات سلاح عبر طرق غير رسمية، مقدّمة من الإمارات إلى طارق صالح، ، كما أكد المصدر أن الإمارات قامت بصرف رواتب للآلاف من الموالين لطارق صالح في العاصمة صنعاء منذ أشهر .
الانقلاب
خطة الإنقلاب بدأت قبيل 24 أغسطس 2017م إلا أنها فشلت بسبب ابلاغ الحوثيين المؤتمر أن الخطة مكشوفه وان الآلاف من مسلحي الحركة متواجدون في صنعاء ، إلا أن جناح الإمارات بصنعاء أستمرت في التهيئة للإنقلاب من خلال ثلاثة مسارات اقتصادياً وأمنياً وعسكرياً ، حيث أستغلت الاوضاع الاقتصادية المتدهورة بسبب الحرب ووقفت وراء عدد من الازمات كاإحداث أزمة مشتقات نفطية، وأزمة غاز، وعملت على تعطيل مؤسسات الدولة، وخصوصاً تعطيل العام الدراسي، واتهام الحوثيين بالفساد، ومحاولة تأجيج الشارع ضد الحوثيين تحت مبررات وإشاعات واتهامات باطلة تستهدف مشرفي الحركة وعناصرها.
ومنذ فشل الخطة في الـ 24 من اغسطس الماضي تبنى الجناح الموالي للإمارات مهمة اشاعه الخوف في اوساط المجتمع وبث أخبار رعب كاختطاف الاطفال من الشوارع وغيرها ، وعسكرياً حاول إفشال عدد من الجبهات العسكرية من خلال محاوله اختراق الجبهات وتقديم الاحداثيات للتحالف ، وقال الحوثيين أنهم شعروا بذلك ومنعوا دخول أي عناصر مواليه لصالح للمشاركة في الجبهات .
أحداث صنعاء .
الأربعاء الماضي سجل اول مواجهة عسكرية بين الحوثيين وجنود موالين لطارق صالح ،على خلفية رفض حراسات الجامع السماح للحوثيين بالدخول لتأمين الفعالية وصعود للجنة الإعلامية للإحتفال بذكرى المولد النبوي إلى مآذن الجامع لنقل الفعالية وتصوريرها، وعقب ذلك تم نشر الآلاف من المسلحين في تبة توفيق صالح أحدى التباب الكبيرة المسيطر عليها من قبل صالح وانجال اخوه في منطقة بيت بوس وعدد من مناطق العاصمة صنعاء، كما تم تجهيز المئات من المسلحين في مديريات طوق صنعاء كبني الحارث وفي السواد وبني مطر ، وتم ترتيب الوضع عسكرياً في شارع الجزائر والشوارع المجاورة له كشارع بغداد وعمان وتم أغلاق كافة الطرقات المؤدية لتلك الشوارع وبدأ التجهييز للمواجهات .
تلك الاستعدادات اتسع نطاقها إلى مديريات طوق العاصمة والمحافظات الأخرى كذمار والبيضاء والمحويت وحجة وعمران وإب، وتم تكليف شخصيات عسكرية واجتماعية بالقيام بقطع كامل الامدادات العسكرية للحوثيين .
في صباح السبت وبوقت واحد قطع موالون لصالح الطرقات العامة التي تصل المحافظات بالعاصمة صنعاء وتم قطع كافة طرق الامدادات العسكرية بالتزامن مع استعدادات للتحالف والقوات المواليه لهادي في مأرب للزحف نحو صنعاء ، حيث تم قطع طريق صنعاء ــ خولان ــ صراوح في خولان لمنع وصول أي إمدادات وتعزيزات عسكرية إلى جبهات صرواح التي لو سقطت لسقطت نهم، لأهميتها الاستراتيجية.
مشاركة أسرائيليه .
إلى ذلك كشف الكاتب اللبناني محمد صادق الحسيني عن تفاصيل أخرى من مؤامرة إسقاط صنعاء من قبل الإمارات بتخطيط إسرئيلي وقال الحسيني أن صالح حاول الإنقلاب على شريكة الحوثي تنفيذاً لمخطط إماراتي كبير كانت تهدف أبو ظبي من تنفيذه السيطرة على شمال اليمن وتنصيب العميد أحمد علي عبدالله صالح رئيساً موالياً لها ،
وأكد الحسيني ان التخطيط للانقلاب ضد حركة ألحوثي بدأت فعلياً قبل حوالي ٨ أشهر من الان ، وشارك في التخطيط كلا من محمد بن زايد ، والجنرال شاؤول موفاز وزير الحرب الاسرائيلي السابق ، ومحمد دحلان عضو مركزية فتح السابق ، بالاضافة الى احمد علي عبد الله صالح ، ابن الرئيس اليمني السابق ، ولفت إلى أن عملية التخطيط للعمليه بدأت في ابو ظبي حيث تم اعتماد خطة الانقلاب بخطوطها العريضه من قبل محمد بن زايد ، وبعد ذلك نقل مقر اللقاءات الى جزيرة سقطرى الواقعه تحت سيطرة الإمارات وعقد في الجزيرة الواقعه وسط الخليج الهندي تسعة اجتماعات رئيسيه شارك فيها ضباط اماراتيون من المنتشرين في جنوب اليمن وضباط اسرائيليون اقترحهم شاؤول موفاز للتخطيط لإحداث صنعاء ، ولفت إلى أن الخطة أقرت أعادة تدريب الف ومائتي عنصر من المقربين للرئيس اليمني السابق وذلك في معسكرات للقوات الاماراتية في مدينة عدن ليكونوا نواة القوة التي سيتم تدريبها في صنعاء ومحيطها والتي ستكلف بتنفيذ خطوات الانقلاب بمعزل عن قيادة حزب الرئيس السابق وقد شارك في التدريب ضباط اسرائيليين سابقين حد وصفه .
389 مليون دولار
واشار إلى أن الإمارات قررت تمويل العملية مالياً واقرت اعتمادات مالية لتدريب ستة آلاف عنصر في صنعاء ومحيطها تحت ساتر التدريب من اجل رفد الجبهات ، وقد قامت غرفة عمليات محمد بن زايد بنقل ماليه مجموعه ٢٨٩ مليون دولار من عدن الى صنعاء ، عبر وسطاء من أقارب علي عبد الله صالح ، في الفترة الممتدة بين شهر فبراير وشهر يونيو ٢٠١٧. بالاضافة الى مائة مليون دولار تم تسليمها لصالح في الفترة بين بداية شهر أغسطس ونهاية نوفمبر الماضي .
وأكد أن الخطة أقرت تنفيذ الانقلاب في ٢٤أغسطس الماضي ،إلا أن الضباط الإماراتيين والإسرائيليين آجلوا العملية الى وقت لاحق لعدم جهوزية قوات صالح ، ولاكتشاف الحوثيين خطة الانقلاب واحكام السيطرة على كافة منافذ العاصمة والسيطرة على محيطها بشكل محكم.
تسليح الآلاف
واشار إلى قيام مجموعه من ضباط العمليات التابعين لصالح في النقطة رقم واحد بإعداد خطة تسليح لما مجموعه ثمانية آلاف مقاتل في صنعاء ومحيطها ، وقد أوكلت المهمة الى مهربين محليين الى جانب ستة عشر خبير تزويد وامداد من داعش كانوا قد نقلوا من العراق الى منطقة الشيخ عثمان في عدن وذلك في وقت سابق من هذا العام بالاضافة الى اربع ضباط اسرائيليين سابقين دخلوا الى المحيط بمساعدة الاماراتيين..
كما تم تخزين الاسلحه في ٤٩ نقطه سريه مختلفه في صنعاء ، وذلك حسب خطة تعبئه محدده تعتمد على توزيع السلاح على الأفراد ونشرهم في المدينة عند ساعة الصفر التي تحددها غرفة العمليات وذلك لضمان عنصر المفاجأة وسرعة الحسم عند بدء التحرك ضد حركة الحوثي.وقد تم تنفيذ هذه الخطة بشكل معقول من الناحية الفنيه العسكرية .
نهايه صالح
تلك الإستعدادات دفعت صالح إلى رفض تقديم أية تنازلات لحركة الحوثيين حتى مساء أو ليلة ٣/١٢/٢٠١٧ ، فقد كان يعتقد أن لديه ما يكفي من السلاح والمسلحين للسيطرة على صنعاء خلال مدة اقصاها ست ساعات ، وأكد الحسيني أن الحوثيين أدركوا أن الوساطات لن تجدي نفعا خلال اليومين الاولين للإنقلاب وقاموا بإبلاغ الوسطاء بأنهم يضمنون له خروجا امنا مقابل وقف الانقلاب وفِي حال عدم موافقته فانهم قادرون على حسم الموقف عسكريا والسيطره على صنعاء ومحيطها خلال ثلاث ساعات ، إلا أن صالح رفض أي وساطات .
وبعد أن حسم الحوثيين الموقف عسكرياً في صنعاء أضطر علي عبدالله صالح للهرب الى خارج صنعاء ، وقد تم ذلك بالتنسيق مع الإمارات من خلال أبنه حيث قامت الطائرات الحربية للتحالف بمرافقة موكبه ، المكون من ثلاثة مدرعات ، أماميه كحراسة مقدمه وسطى يجلس فيها هو بالاضافة الى ثالثة كحماية خلفية لمدرعة صالح ، كما ضم الموكب ست سيارات دفع رباعي مزوده برشاشات ٢٣ملم وسيارتي تويوتا بيك اب تحملان رشاشات ٣٧ ملم.
ولتمشيط الطريق امام صالح ، قامت طائرات التحالف بقصف اثني عشر حاجزا وموقعا عسكريا للحوثيين على الطريق بين صنعاء وسنحان ، حيث كان يتجه صالح ؛ وذلك ( اَي القصف ) لتأمين تحرك الموكب.
وقبل وصول الموكب الى سنحان في الطريق الى مآرب وقع الموكب في كمين كبير لمقاتلي الحوثي ومقاتلي القبائل الذين أمطروا الموكب بالقذائف المضادة للدروع ونيران الرشاشات الثقيلة والاسلحه الفردية ومن مسافة مائة متر فقط في محاولة لوقف الموقف والقبض على الرئيس الفار واسرة .