الإمارات تصعد ضد الإصلاح: تقويض للسلام أم تعزيز للأطماع الإقليمية؟

الجنوب اليوم | خاص

يكثف الإعلام الإماراتي جهوده في تسليط الضوء على التوترات المتزايدة بين حزب الإصلاح والسعودية، مروجاً لما يسميه “التحديات التي تواجه جهود السلام في اليمن”.

من خلال هذا النهج الإعلامي، تسعى الإمارات إلى تأكيد دورها كحليف رئيسي للسعودية في مواجهة التهديدات المشتركة، وتقويض نفوذ الإخوان المسلمين في اليمن، وهو ما يتماشى مع استراتيجيتها لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي وتحقيق أهدافها الإقليمية.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “العرب” الصادرة من لندن والممولة من الإمارات تقريراً يسلط الضوء على تدهور العلاقة بين الرياض وحزب الإصلاح اليمني، الذي يشارك في السلطة الشرعية المدعومة من السعودية.

ويهدف التقرير إلى تصوير الوضع على أنه تصادم بين الإصلاح والرياض، مع إبراز السعودية كوسيط في جهود السلام باليمن بدلاً من كونها طرفاً في الحرب.

التقرير يشير إلى أن حزب الإصلاح حاول تعطيل المفاوضات بشأن الأسرى في مسقط، وقام بتصعيد الصراع المالي بين حكومة التحالف وصنعاء، مما يثير الشكوك حول دوافعه وولاءاته.

كما ذكر التقرير أن الإصلاح استخدم قاعدة جماهيرية في تعز ومأرب لتنظيم مظاهرات مؤيدة للعقوبات الاقتصادية والمالية ضد صنعاء، مما يعكس استخدام قضية محقة لغايات حزبية ضيقة.

كذلك، انتقد حزب الإصلاح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، مما يعكس تباين رؤيته مع الرؤية السعودية.

وأشار التقرير إلى أن الإخوان أجروا اتصالات سرية وعلنية مع الحوثيين، مما يعزز التوتر بين حكومة التحالف وحكومة صنعاء.

من جهتها، زعمت الإمارات في تقريرها أن السعودية تسعى بجدية لتحقيق حل سلمي للصراع اليمني، بينما يسعى حزب الإصلاح للحفاظ على مكاسبه في مأرب.

هذا النهج الإعلامي يعكس محاولة أبوظبي التقرب من الرياض، مع تعزيز سردية أن الإصلاح يسعى للحفاظ على مكاسب حزبية ضيقة في مأرب، وهو ما يعزز من موقف المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق عفاش كقوة عسكرية وسياسية رئيسية في مناطق نفوذ التحالف السعودي جنوب وشرق اليمن.

ومنذ انخراطها في الحرب على اليمن عام 2015، تلعب الإمارات دوراً رئيسياً في جنوب اليمن، متبعة استراتيجية واضحة لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعارض حزب الإصلاح والإخوان المسلمين.

ومن خلال تحليل الخطاب الإعلامي الإماراتي، يمكن استخلاص أن الإمارات تسعى لتقويض حزب الإصلاح، وتعزيز العلاقات مع السعودية، وتأكيد السيطرة في الجنوب.