الإمارات تتخلى عن المجلس الجنوبي وتعيد حلفاء حرب صيف 94 إلى الواجهة .
الجنوب اليوم | تقرير خاص
يتكشف الدور الإماراتي في اليمن يوماً بعد اخر ، وتتغير ادوار أبو ظبي في الشمال والجنوب وفق مصالح أولاد زايد ومطامعهم الإستعمارية .
هذه المرة اتجهت الإمارات صوب صنعاء بعد ان حولت مدينة عدن إلى سجن مفتوح لابنائها وانشأت اكثر من عشرة سجون سرية وعطلت ميناء عدن الذي يعد واحد من اهم موانئ موانئ العالم ..
إلا سيطرة ابو طبي على عدن منذ اكثر من عامين واستخدام الآلاف من الجنوبين ايادي طولى لمخططها الإستعماري الهادف إلى فرض وجودها في البحرين الاحمر والعربي من خلال سيطرتها على موانئ الجنوب وتمددها نحو جزيرة ميون الإستراتيجيه للإقتراب من التحكم في مظيق باب المندب واخيراً دفعت بالآلاف من الجنوبين إلى شواطئ الخوخه الواقعه في الساحل الغربي لليمن للسيطرة على جزيزتي حنيش الكبرى والصغرى لإستكمال التحكم بمسار حركة الملاحة في البحر الاحمر ..
الإمارات التي باتت تعرف باسبرطة الصغيرة استغلت عاطفة الجنوبيين ومظلوميتهم وقدمت نفسها كمنقذ للجنوب وشعبة من سطو دولة الوحدة وقبضة نظام صنعاء حتى تمكنت من تفتيت الصف الجنوبي وإنهاك قواه الحية وتصفية القيادات الجنوبيه العسكرية والدينية والاجتماعيه بطرق غير مباشرة كالاغتيالات الغامضه والاخفاء القسري وكذلك إستهداف القيادات العسكرية الجنوبية بغارات صديقة في الجبهات التي تزج بالآلاف من الجنوبيين تحت مبررات مختلفة منها إستعادة الارض الجنوبيه من سقطرى إلى باب المندب ومحاربة القاعدة وداعش واجتثاث حزب الإصلاح شريك حرب صيف عام 1994م إلا ان حقيقة دور أبو ظبي محدد بدقة لايخرج عن مصلحة الإمارات ومطامعها الإستعماريه في الجنوب أو الشمال ..
فبعد ان الهت الجنوبيين عن قضيتهم الاساسية ، واخرجت الحراك الجنوبي عن مسارة السلمي والحضاري وحولته إلى حراك مسلح يقاتل دون ادراك ودون قضية في معارك الشمال وتحت شعار إستعادة شرعية دولة الوحدة ، ودفت بالآلاف من الجنوبين إلى محارق الموت في باب المندب والمخا والخوخه , تنقلب اليوم على كل جنوبي وتتنصل عن كل الوعود التي اطلقتها بشكل علنى أو سري بشأن القضية الجنوبية والحق الجنوبي المسلوب والمستلب اليوم منها , فسلطات أبو ظبي التي تحالفت مع التيار الجهادي السلفي ودفعت به إلى مقاتلت الحوثيين في عدن وتعز ومن ثم تخلت عنه ووقفت وراء إصدار قرارات دولية تعتبر حلفائها السابقين جماعات إرهابية لتتخلى عنهم بسهولة , تتجة إلى التخلى عن المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي وقفت وراء تاسيسه كبديل لكافة المجالس والتيارات المنظوية في إطار الحراك الجنوبي.
ذلك الإتجاة كشف عنة هاني بن بريك الذي تحولت نظرتة لحكومة هادي من خانة العداء إلى الصداقة ، وبات بن بريك يدعو لدعم حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بعد اسابيع قليلة دعواته لطردها تهديده بإقتلاعها من الجنوب ، إلا التغيير الملفت في تعامل المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي صنعته الإمارات مطلع مايو الماضي واعتبر حزب الإصلاح في اول بيان له في الرابع من مايو 2017م حزب إرهابي واعلن الحرب عليه في الجنوب متوعداً الاصلاح بالاجتثاث من الجنوب دعا الجنوبيين إلى لايخرج عن مسار الدور الإماراتي ولايكترث رئيس ونائب واعضاء المجلس الإنتقالي الجنوبي بمطالب الجنوبيين ولا بقضيتهم كونه اداة طائعة تلعب دور معين لصالح ابو ظبي التي تنفق 60الف دولار شهرياً على كل عضو من اعضاء المجلس الجنوبي الموالى لها مقابل تنفيذ اجندتها .
وبما إن المجلس الإنتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وشلال هادي شائع والقيادي السلفي المتشدد هاني بن بريك بعد ان فشلت في السيطرة على عدن خلال عام 2015م وبعد استقطابهما وبناء تحالفات مشبوهه معهما وعبرهما في عدن ساهمت في توطيد الإحتلال للإحتلال الإماراتي لعدن وتعاظم نفوذها في عدد من محافظات الجنوب خلال العامين الماضيين .
تبحث ابوظبي اليوم عن حلفاء جدد في شمال اليمن بعد أن فقدت حليفها القوى الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح الذي قتل خلال المواجهات العسكريه التي اشرف على تمويلها وزير الدولة لشؤون الخارجيه الإماراتي أنور قرقاش بقرابة 387 مليون دولار ومولها بثلاث شحنات سلاح وقدم الدعم الإعلامي الكبير لها .
إلا إن الإمارات بعد أن فقدت صالح تبحث اليوم عن حليف جديد باغتها بشروط تستهدف الجنوب ووحدته وإستقلالة ، وطالبها بالتخلى عن المجلس الإنتقالي الجنوبي والإسهام بتعزيز حضورة ونفوذه في المحافظات الجنوبيه .
الحليف الجديد ليس احد الاحزاب اليساريه بل حزب الإصلاح الذي حولت منه الإمارات احدى الذرائع الاساسية لإحتلال الجنوب , وهاهي اليوم تقترب من الإصلاح المتشدد لتفرض سيطرتها على تعز وتبسط نفوذها على عدد من مناطق الشمال التي تتواجد فيها مصالح الإمارات الخفيه .
إنتقال العلاقة بين الإمارات وحزب الإصلاح من العداء إلى الصداقة ولشراكة بعد مقتل الحليف السابق علي عبدالله صالح وتمكن الحوثيين من إفشال مخطط إسقاط صنعاء الاسبوع الماضي ، يعيد الجنوب إلى مابعد حرب صيف عام 94م ويبدد اي آمال للجنوبيين بتحقيق الإستقلال , فحزب الإصلاح ابدى إستعداده بناء تحالف قوى مع ابو ظبي بشرط ,عودته إلى الجنوب والحفاظ على مصالحه واعادت نفوذه فيها, وقوبل ذلك بموافقة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد خلال لقائه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي وأمين عام الحزب عبدالوهاب الانسي في الرياض أمس الاربعاء , وخلال اللقاء طلب محمد بن زايد من الإصلاح دعم عودة نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح إلى المشهد السياسي وتشكيل تحالف جديد معه لمحاربة الحوثيين .
واكدت مصادر سياسيه في العاصمة السعوديه الرياض إن اللقاء الذي انعقد عقب وصول ابن زايد إلى العاصمة السعودية صباح الاربعاء مسؤولين سعوديين وإماراتيين , وتم استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والجهود المبذولة بشأنها وفق ثوابت تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني»
وعقب اللقاء برئيس الإصلاح وامينه العام التقى ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، في القصر الملكي بالرياض , و جرى خلال اللقاء، «بحث تطورات الأوضاع الراهنة في اليمن وسبل معالجتها .