عودة انتشار وباء الكوليرا في اليمن وتحميل التحالف السعودي الإماراتي مسؤولية تفاقمه
الجنوب اليوم | تعز
عاد وباء الكوليرا للانتشار مجددًا في مناطق واسعة من اليمن، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية نتيجة الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي منذ عام 2015. وقد تسببت هذه الحرب في تفاقم معاناة الشعب اليمني، حيث أصبح من الصعب على المواطنين الحصول على الرعاية الصحية اللازمة لمواجهة هذا الوباء الفتاك.
وتُعد محافظة تعز من أكثر المحافظات تأثرًا بانتشار الكوليرا، حيث أصدرت السلطات الصحية المحلية هذا الأسبوع إحصائية جديدة تشير إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات والوفيات. وبحسب مكتب الصحة في تعز، فإن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد (AWD) قد ارتفع إلى 3,950 حالة منذ بداية العام وحتى 9 أغسطس الجاري، منها 679 حالة مؤكدة مختبريًا، بينما بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالوباء 34 حالة.
وأفاد أطباء في مستشفى الجمهوري الحكومي بمدينة تعز التي تسيطر عليها حكومة التحالف السعودي بأنهم يستقبلون يوميًا عشرات الحالات المصابة بالكوليرا، مشيرين إلى أن الأعداد في تزايد مستمر، حيث تتوافد العديد من الحالات من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تفتقر إلى أبسط الخدمات العلاجية.
وفي تقرير حديث لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، أشار الخبراء إلى أن سوء إدارة المياه والنفايات، بما في ذلك استخدام مياه الصرف الصحي لأغراض زراعية، قد ساهم بشكل كبير في انتشار وباء الكوليرا. وأكدت المنظمة أن حوالي 70% من السكان لا يستطيعون الوصول إلى مياه نظيفة أو التخلص من النفايات بشكل صحيح، مما أدى إلى تلوث بيئي خطير وانتشار الوباء.
وأكد مسؤولون في مكتب الصحة في تعز الحاجة الملحة إلى دعم إضافي من السلطات الحكومية لتنقية خزانات المياه في المناطق الريفية، وتعزيز جهود المياه والنظافة بشكل عام.
وقد أظهرت البيانات التي جمعتها وكالات الإغاثة أنه بين 1 يناير و19 يوليو، تم تسجيل حوالي 95 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، وأسفر الوباء عن وفاة 258 شخصًا على الأقل. وتؤكد هذه الأرقام على فشل التحالف السعودي الإماراتي في التعامل مع الوضع الإنساني والصحي في اليمن، بل واستخدامه للأوبئة كسلاح في حربه ضد اليمنيين، مما جعل البلاد تواجه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.