تفكك المجلس الرئاسي: صراع على الأموال السعودية واتهامات بالتفرد تعصف بقياداته
الجنوب اليوم|خاص
في مشهد يكشف عن حجم الانقسامات المتصاعدة داخل ما يُسمى بـ”المجلس الرئاسي” الذي أنشأته السعودية، تتفاقم الخلافات بين أعضائه، وسط صراع على الأموال السعودية التي يتم توزيعها بطرق ملتوية بين قيادات المجلس. رئيس المجلس رشاد العليمي متهم بالتفرد بالقرار وإقصاء باقي الأعضاء، ما أدى إلى تصاعد التوترات بينه وبين أعضاء المجلس، لا سيما أبو زرعة المحرمي.
الحملة الإعلامية الموجهة ضد المحرمي كشفت عن تدهور الأوضاع الداخلية للمجلس، حيث قام مسلحون تابعون له باقتحام مكتب تابع لرئاسة الجمهورية في عدن، ما دفع مدير المكتب يحيى الشعيبي للهروب إلى ألمانيا والتلويح بالاستقالة.
ورغم محاولات الانتقالي نفي الحادثة عبر وسائل إعلامه، إلا أن التفاصيل المسربة من داخل المجلس تشير إلى أن الاقتحام وقع في إطار الخلافات على “الوحدة الحسابية المصغرة للمنحة السعودية”، والتي تدير مبلغ 1.25 مليار دولار قدمته الرياض العام الماضي.
المصادر المطلعة أكدت أن جزءاً من هذه المنحة، يقدر بـ250 مليون دولار، تم تخصيصه للمجلس الرئاسي لتسيير أعماله، فيما تم تخصيص الباقي للبنك المركزي. ومع ذلك، تبرز اتهامات للعليمي بالاستحواذ على الأموال وتوجيهها لخدمة مصالحه الشخصية، في ظل تهميش أعضاء المجلس الآخرين.
يبدو أن السعودية قد أوجدت مجلساً لا هدف له سوى التنازع على الأموال والمنح، فيما يظل مصير اليمن ومستقبله معلقاً في أيدي قيادات منشغلة بتقسيم الكعكة السعودية، بعيداً عن مصالح الشعب اليمني وتطلعاته.