منبر كل الاحرار

التفجيرات تصل تل أبيب

الجنوب اليوم | وكالات

 

تبرز في إسرائيل مخاوف من عودة مشاهد التفجيرات في حافلات ومطاعم وأسواق تجارية، بعد تهديد حركة حماس باللجوء إليها ردا على استمرار “مجازر الاحتلال”.
وصباح الاثنين، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن انفجار العبوة الناسفة بمدينة تل أبيب مساء الأحد، والذي أسفر عن قتيل، كان نتيجة “محاولة تنفيذ عملية هجومية”.
ولاحقا، قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، في بيان، “تعلن كتائب القسام، بالاشتراك مع سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، تنفيذ العملية الاستشهادية التي وقعت مساء الأحد في تل أبيب”.
وتوعدت بأن “العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل (إسرائيل) ستعود للواجهة، طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات”.
وتوقفت ذروة هذه العمليات في 2006، ومنذ هذا العام وقعت عمليات متفرقة، كان آخرها تفجير عبوة ناسفة داخل محطة للحافلات في مستوطنة راموت بالقدس المحتلة عام 2022.
عبوة قوية
ووفق القناة “12” العبرية (خاصة)، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير تل أبيب الأحد نجم عن “عبوة ناسفة قوية تصل زنتها 8 كيلوغرامات من المتفجرات”.
وتابعت: “في نهاية تقييم الوضع، تقرر رفع درجة التأهب وإجراء عمليات مسح واسعة النطاق في كل كتلة غوش دان”، أي منطقة تل أبيب الكبرى.
فيما قال قائد منطقة أيالون في شرطة لواء تل أبيب حاييم بوبليل، لهيئة البث (رسمية): “لحسن الحظ لم يؤدي الانفجار إلى كارثة”.
وأضاف أنه “كان من الممكن أن ينتهي الحادث بشكل مختلف تماما لو انفجرت العبوة في أحد الأماكن المزدحمة القريبة، فهي عبوة قوية كان من الممكن أن تسبب أضرارا كبيرة”.
الخوف الأكبر

ومع تبني القسام تفجير تل أبيب، أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية وعيد الكتائب بالعودة الى التفجيرات، وطفت على السطح مخاوف من مشاهد الانتفاضة الثانية (الأقصى)، التي بدأت عام 2000.
وقال موقع “واينت” الإخباري العبري: “الجيش والمستوطنون واجهوا تحدي العبوات الناسفة في الضفة الغربية، ولكن إدخالها إلى إسرائيل أخطر ويعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الثانية”.
وأردف أن “موضوع المتفجرات اكتسب زخما في السنوات الأخيرة، ويشمل بشكل رئيسي تحضيرها في مختبرات تصنيع بالضفة الغربية”.
و”في أغلب الأحيان، لا تواجه قوات الأمن عبوات ناسفة يتم إلقاؤها عليها فحسب، بل تواجه أيضا عبوات ناسفة مدفونة في الأرض على طول الطرق”، وغق الموقع.
وتابع: “قبل خمسة أيام فقط، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الخليل (جنوبي الضفة)، ويشتبه في أنها كانت معدة لتنفيذ هجوم”.
واعتبر أن “الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية ??هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى في إسرائيل؛ ما يسبب أضرارا كثيرة ويخلق خوفا وذعرا”.
ووفق مراقبين، تضغط الفصائل الفلسطينية عبر عمليات في الميدان، منها تفجير تل أبيب وقبله قصف المدينة؛ لدفع إسرائيل نحو التراجع عن شروط تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
في المقابل تمارس إسرائيل ضغطا ميدانيا في الاتجاه المعاكس، إذ كشف إعلام عبري الأحد عن توجيهات صدرت للجيش بزيادة حدة القتال بمدينتي خان يونس ورفح (جنوب)؛ على أمل تحسين موقف تل أبيب في المفاوضات.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت نحو 133 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وبالتزامن مع هذه الحرب، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، فاستشهد 635 فلسطينيا وأصاب أكثر من 5 آلاف و400 واعتقل ما يزيد عن 10 آلاف، حسب معطيات رسمية فلسطينية.

عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com