بريطانيا تعيد تنشيط دورها في اليمن: استدعاء المبعوث الأممي وسط حراك ثلاثي مع السعودية وأمريكا
الجنوب اليوم | خاص
في خطوة جديدة لتعزيز دورها في اليمن، استدعت بريطانيا المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، لعقد اجتماعات مكثفة مع مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى، من بينهم هاميش فالكونر، مسؤول الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية.
ووفقاً لتصريحات المكتب الرسمي للمبعوث الأممي، ركزت هذه اللقاءات على دعم استقرار اليمن والتعامل مع التحديات المتزايدة، خاصة في البحر الأحمر.
تأتي هذه التحركات بعد أسبوع من مفاوضات مكثفة في لندن شارك فيها ممثلون عن السعودية والولايات المتحدة، من بينهم السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، والمبعوث الأمريكي ستيفن فاجن.
وعلى الرغم من عدم وضوح ما إذا كانت بريطانيا تتسلم الملف اليمني بشكل كامل أو تسعى لفهم أعمق للوضع الحالي، فإن التوقيت يشير إلى محاولة لتفعيل دورها مجدداً في إدارة الملف، بالتنسيق مع السعودية وأمريكا، ومع إزاحة محتملة لدور الإمارات وفرنسا من هذه المعادلة.
هذه التحركات البريطانية تأتي في وقت حساس للغاية، حيث تتصاعد التوترات في البحر الأحمر نتيجة تنامي القوة العسكرية اليمنية وتأثيرها على حركة الملاحة الدولية، خاصة السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
ويبدو أن بريطانيا تسعى، من خلال هذا الحراك، إلى إعادة تموضعها كلاعب رئيسي في الملف اليمني، خاصة بعد أن ظلت تحمل “قلم اليمن” في مجلس الأمن لسنوات.
التنسيق الثلاثي بين بريطانيا، السعودية، وأمريكا قد يكون جزءاً من استراتيجية جديدة لإدارة الوضع في اليمن بعيداً عن التأثيرات الإماراتية والفرنسية. مع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في تحريك مفاوضات جديدة نحو تسوية سياسية في اليمن، أم أنها ستواجه نفس العقبات التي عرقلت الحلول السابقة.
وفي كل الأحوال، يشير هذا التطور إلى محاولة دولية جديدة لإعادة رسم مسار الأزمة اليمنية، مع التركيز على ملفات حساسة مثل التوترات في البحر الأحمر وتأثيرها الإقليمي.