صلاح السقلدي: لهذا بوسع العرب هزيمة اسرائيل.. وهذه أدلتنا
الجنوب اليوم / صحافة
برغم أن الهجمات الجوية التي تشنها حركة الحوثيين (أنصار الله ) اليمنية على اسرائيل وتُبلُغُ قلب العاصمة تل أبيب محدودة الأثر نسبيا-برغم ان الهجمات الاخيرة كان ضررها كبيرا (عشرات المصابين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة) بحسب اعترافات مصادر إسرائيلية ذاتها- نقول أنه برغم ان الضرر محدود إلا ان ثمة أضرار كبيرة أصابت وتصيب إسرائيل بمقتل يسهل اكتشافها ونعني هنا اصابة سمعة الجيش الاقوى بالشرق الاوسط والذي قيلَ عنه ذات يوم أنه الجيش الذي لا يقهر في مقتل، وأحدثت (الهجمات) خيبة واسعة النطاق ، بالداخل الاسرائيل المشدوه مما يجري، و شعور مريع بالقلق يتملك كل الاسرائيليين (جيشا وحكومة وشعبا وعند كل المراقبين والمحللين الإسرائيليين). الخيبة أولاّ من هكذا فشل عسكري حيال صواريخ ومسيّرات متواضعة التصنيع والقدرات التكنولوجية قياسا بباقي الصواريخ والمسيرات الحديثة فائقة القدرات التي تمتلكها عدة جيوش في المنطقة. وقلقا لدى المواطن الإسرائيلي من أن مسكنه وحياته و مدنه ومستوطناته ومنشئاته ليست في مأمن كما كان يعتقد، وأدرك انه سهل المنال للخصوم بالمنطقة، وما أكثرهم .
وصار لسان حال هذا المواطن ومعه باقي الفئات والمؤسسات الإسرائيلية والسلطات: إن كانت هذه الصواريخ والمسيرات اليمنية- على محدودية إمكانياتها وقلة عددها- قد نجحت بسهولة باختراق كل طبقات الدفاعات الجوية وبالذات القبة الحديدية ومقلاع داؤود التي قيل إنهما الأصلب سُمكاً والأقوى تماسكا وحداثة على مستوى العالم فكيف سيكون الأمر في حال إن تعرضت البلاد لهجمات بصواريخ فائقة التطور و بأسراب كبيرة؟.
ثم ان كانت هذه الطائرات التي أتت من بلد (اليمن) يبعد عن إسرائيل أكثر من 2200 كم،ويعاني من حروب طاحنة منذ سنوات وينهشه الفقر وتفترسه الفوضى ولا يمتلك جيشا نظاميا بادنى معايير الجيوش النظامية، موزعا بين الفرقاء المحليين وتم تدمير كل اسلحته الكبيرة والمتوسطة وكل وحداته الجوية والبحرية والبرية مفككة أشلاء متناثرة فكيف سيكون وضع إسرائيل إن هي واجهت جيوشا نظامية وأسلحة حديثة ومتطورة ومن مسافة بضعة كيلومترات غو بضعة مترات؟. إن هي مثلا واجهت الجيش المصري، الجيش الذي لا مجال للمقارنة بينه وبين حركة اليمنية الحوثية من حيث كل الاعتبارات، جيشا مصريا هو أفضل تنظيما واحدث تسليحا واضخم عددا ولا يبعد عن الحدود سوى بضعة أمتار وليس 2200 كم؟. مؤكد ان الأمر مختلفا جذريا.
بالمجمل لقد استطاعت الهجمات من اليمن باسلحة متواضعة ومن على مسافة آلاف الكيلومترات واخترقت جدار فولاذي من الدفاعات الجوية،ان تحشر الجيش الإسرائيلي بزاوية الإحراج أمام العالم ناهيك عن أمام شعبه. وفضّت هذه الهجمات بكارة هذا الجيش بامتياز. بل لقد حشرت معه وللاسف الجيوش العربية في ذات زاوية الإحراج.
وبسبب ما سلف عرضه لا نستبعد ان تعمد اسرائيل للثأر لسمعتها التي انسكبت بالأرض على يد جماعة لا جيش نظامي إلى قصف مدمر واسع النطاق بالايام القادمة على المدن اليمنية، وبالذات صنعاء والحُديدة الساحلية، وقد شرعت فعلا ليلة السبت بقصف شديد بمشاركة القوات الأمريكية والبريطانية.
.. خلاصة: ان كانت هذه الجماعة بأسلحتها المحدودة قد استطاعت إحداث كل هذا بالجيش الاسرائيلي واخرجت قادته عن طورهم، فماذا لو توحدت الشعوب العربية بطاقاتها المالية والبشرية والجغرافية الضخمة واصطفت بجيوشها المتخمة بالأسلحة في خندقٍ واحد وشرعتْ بتوجيه بضربة رجُل واحد بوجه الاحتلال؟. فما يجري اليوم بين صنعاء وتل ابيب( برغم اختلال كفتي المعادلة ) يؤكد ان بوسع العرب قلب المعادلة العسكرية والسياسية بالشرق الاوسط كله وليس في فلسطين المحتلة رأسا على عقب وإعادة شوكة الميزان الى موقعها الطبيعي، وينتزع بالتالي الحق الفلسطيني دون استجداء في حال ان حدثت المعجزة وتوحد العرب و تناسوا خلافاتهم او اجّلوها على الأقل، فإسرائيل لا تعترف إلا بحق القوة لا بقوة الحق؟.
( فلا عدل إلّا أن تعادلت القوى…)
رأي اليوم