ذكرى استشهاد جارالله عمر
الجنوب اليوم |
مقال للكاتب عائض الصيادي
جارالله عمر ذو القامه القصيره والجسم النحيل ذهب في 28/12/2002 ليعزف سيمفونية الحب والسلام والتسامح وقبول الأخر وقبل الانتهاء من العزف وجه أحد عازفي الألحان الجنائزيه مسدسه ليطلق النار على ذلك الجسم النحيل فارداه قتيلا.، سقط حينها جارالله عمر شهيدا ليغطي بجسده مساحة من الأرض قدرها 555 الف كم2 هي مساحة اليمن هذه المساحة كلها ارواها بعرقة في شبابه اثناء مرحلته النضالية التي اختطها بعد انقلاب 5نوفمبر1967م وعندما جفت غدده العرقية ولم تعد قادرة على افراز ما يكفي من العرق لارواء هذه المساحة ووجدها ضامئة أثر أن يسقي هذه الأرض بدمه وهو اخر ما يملك وأغلى ما يملك وفاءا لمعشوقته التى من أجلها تحمل التشرد والجوع والعطش والسهر ، جارالله عمر أختار لنفسه طريقا صعبا ولكن الصعاب تهون أمام العظماء عشق الوطن ودفع الضريبة وهو يبتسم دائما عندما يكون الثمن غاليا”، اجتمعت في شخصه هموم أمه فكان الوحيد المطر في صحرائها المترامية الاطراف؛ عرف من اي باب يدخل الى الوطن فكانت شرفت الفقراء هي الباب الواسع الذي يسلكه ؛ كيف لا وهو من ولد من رحم الحركة الوطنية اليمنية الحديثه ؛ أمتلك خصائص المناضل الثوري وسمات المثقف العضوي . قراء الاديان وخرج بأجمل تجلياتها وهو العدل ودرس الفلسفات ( المثالية ، الوجودية ، المادية) وخرج بأجمل ما فيها وهي الحرية .انحاز الى قضية الانسان في كل مكان بوجه عام وحمل بين جوانحة معاناة الفقراء. ظن قاتلة أنه سينهي الحلم الذي ناضل جارالله من أجله ، وأنه سيقتلع ازهار الياسمين ألتي سقاها بعرقة ودمه وان حدائق الأطفال ستغلق والفرح سيموت ويمتنع الناس عن الحب والغناء. وخسر قاتلوه الرهان فلم يسقط من خيارات جارالله شيئا واستمر من تتلمذ على يديه يغني على هذه الأرض ما يستحق الحياه .مات جارالله جسدا” وبقيت روحه تتنقل بين أزهار الياسمين لتلقحها لتستمر الحياة. وعندما فشلوا في تحقيق ماربهم في اغتياله لأنه أكبر من الموت لجأ قاتلوه الى اغتياله في قبره بمحاولة تقزيم تاريخه واختزاله لطائفة او مذهب . مع ان الشهيد جارالله عمر لم يكن مذهبيا او طائفيا او سلاليا” او عشائريا بل تجاوز ذاته فلم يكن قطريا” او متعصب” قوميا” او شوفينيا بل مناضلا” يساريا امميا” همه الأنسان ومعاناته في كل مكان .جارالله عمر اكبر من الطائفة واكبر من القطر وأكبر من القومية فكفوا عن محاولة قتله او اغتياله مرة أخرى فلن تنالوا ما تريدون لان جارالله عصيا” عن الموت….. رحم الله الشهيد ابو قيس