الإمارات تزج بابناء الجنوب في محارق الشمال
الجنوب اليوم | تقرير خاص
لم تعد المؤامرة التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة ضد القضية الجنوبية وقوى الجنوب الحية منذ مطلع العام الحالي مجرد فرضية قابلة للصح والخطا ، بل باتت نظرية بحد ذاتها بعد أن اثبتت صحتها في جبهات الساحل الغربي في شمال اليمن من جانب وبإنشاء السجون السريه التي تفوق أضعاف محافظات الجنوب أيضاً ، فالمؤامرة باتت واضحة وضحاياها الجنوبيون اصحاب القضية العادلة واصحاب الارض ، ولكن هناك من يحاول إستغفال ابناء الجنوب وإستغلال أوضاعهم المعيشية المتردية لتحويلهم إلى أدوات لتنفيذ أجنده خفيه لاعلاقه للجنوبين بها ولامصلحة لهم فيها.
اليوم والامس يسقط الجنوبي واحداً تلو اخر في معركة الخوخة التي تحولت إلى محرقة جديدة الجنوبين بعد أن سقط مايزيد عن 1000 قتيل في جبهة المخا خلال الاشهر الاولى من العام الجاري ، والمؤسف أن الجنوبيين اصحاب القضية يذهبون للقتال تحت راية التحالف الذي اكد حرصة في كل المحافل الدولية على وحدة اليمن الارض والانسان ليعمدو الوحدة اليمنية بالدم غير أبهين لتداعيات قتالهم إلى جانب تحالف لم يضع للجنوب وقضيتة أي أعتبار في قاموس الحرب والسلام .
مئات القتلى والجرحى سقطو في الخوخة وشمال يختل خلال الشهر الاخير من العام الجاري في معركة سبق ان حذر من المشاركة ابناء الجنوب فيها كبار قادة الحراك الجنوبي الحريصين على دماء ابنائهم واخوانهم وقضية شعبهم العادلة ، وعلى الرغم من تكرار تلك التحذيرات التي تحولت إلى نداءات خاطبت العقل الجنوبي في مختلف المحافظات الجنوبية ، واستجاب لها شباب المقاومة الجنوبية المنخرطين في صفوف معسكر القوات الخاصة ومكافحة الارهاب الذين نقلو لمدينة جيزان السعودية لمعسكرات التحالف للتدريب والتأهيل ثم وجدوا انفسهم فيه معتقلين يحيط بهم اربعة اسوار اسمنتية غليظة ومن ورائها قوات الشرطة السعودية وقيادات المعسكر الذين هدد وارعدو وحاولوا اجبار مايقارب 1800 شاب جنوبي على القتال في صفوف قوات حزب الاصلاح التي قتلت ابائهم ونهبت منازلهم ومدنهم في صيف عام 1994م ، فالكثير منهم تذكر دور ذلك الحزب المتطرف الذي حلل قتل كل جنوبي يرفض الوحدة اليمنية التي قتلها صالح يوم قتل 390 ضابط جنوبي بمسدسات كاتم الصوت ونفذ حملة اعدامات ضد كل جنوبي يرفض أن يتحول حلم الوحدة اليمنية الذي حققة الجنوب وتنازل من اجل تحقيقة عن دولة معترف بها في الامم المتحدة ودولة عضو في جامعة الدول العربية وفي دول عدم الانحياز وفي مختلف التكتلات الدولية وسلم الارض والثروة من اجل تحقيقها ، فقتلها صالح بقتل ابنائها بطريقة تصفية القيادت الجنوبية الحية قبل حرب صيف عام 94م ، وان يعلن من ميدان السبعين في صنعاء في السابع والعشرين من ابريل في نفس العام عن شن حرباً عدوانية على شعب ودوله الجنوب بمشاركة فاعلة من حزب الاصلاح الذي استدعى الجناح المتطرف ” الافعان العرب ” لقتال الجنوبين تحت شعارات ومبررات مختلفة ، ورغم تلك الجريمة التاريخية التي انتهت باجتياح قوات صالح والاصلاح المتطرفة الجنوب ونهب كل مقدراته وأعفاء كافة ابنائه من اعمالهم ووظائفهم حيث تم تسريح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من وظائفهم وتم قمع ومضايقة واذلال كل جنوبي حر حاول إنتقاد تلك الممارسات الوحشية بحق الجنوب وابنائه ، إلا أن ابناء الجنوب اليوم يقاتلون إلى جانب متطرفي الاصلاح وإلى جانب الاجنحة المسلحة الخفيه لصالح والإصلاح والممثلة بتنظيمي داعش والقاعدة الارهابيين الذين تم تصديرهم للجنوب لتنفيذ اعمال ارهابية ضد ابناء الجنوب .
تلك الجرائم وغيرها التي ارتكبها صالح وحليفه الاصلاح في غزو الجنوب بصيف عام 1994م ، لم تسقط بالتقادم ، ولازالت دماء ابناء الجنوب الذين تفاجئو بقيام صالح وقواته باستهدافهم بالدبابات والاسلحة الثقيلة وهم في معسكراتهم كمعسكر باصهيب وفي معسكر عمران وفي البيضاء وفي صنعاء تغلى حتى اليوم ، ولكن اليوم يعود حلفاء حرب ذك الصيف الدموي كشركاء بينما يعود ضحايا صيف 94م ضحايا ايضاً ، ليست مفارقة فالجنوبيين لا ولن يعمدو وحدة قتلتهم وشردهم وقطعت مصادر رزقهم بالدم ابدا ، ولكن هناك من زج بالجنوبيين إلى مصيدة لم يتوقعوها والكثير منهم لم يفهموا مغازيها ولا دلائلها السياسية حتى الآن .
فالإمارات التي يعد حزب المؤتمر الشعبي العام حليفها الاستراتيجي تقترب اليوم من حزب الإصلاح بشكل علني ومفضوح لتعيد تشكيل حلفاء الحرب على حساب القضية الجنوبية ودماء شهداء القضية الجنوبية الذين سقطو منذ 2007م ـ حتى اليوم ، ورغم خطورة ذلك لايزال ابناء الجنوب يقاتلون في جبهات الشمال من الخوخة إلى البقع ونهم وصرواح والجوف وتعز وكذلك في البيضاء ، ويتم إستنزافهم بطرق مدبره والايقاع بهم في شراك الحوثيين في مختلف الجبهات التي لايدرون لماذا يقاتلون فيها وعن اي قضية يموتون من اجلها تستدعى التضحية والفدا كالقضية الجنوبية.
فالجنوبي اليوم يقتل من الخلف في المخا والخوخة ويتم تصفيته في نهم وصرواح ويتم إستهدافه بغارات جوية في البقع والبيضاء ، ورغم ذلك لم تقف فصائل حراك الدفع المسبق المواليه للسعودية والإمارات وهادي ضد تلك الممارسات ، بل تدفع بالمزيد من ابناء الجنوب إلى محارق الموت الشمالية وتقدم الآلاف من الجنوبين كقرابين فداً لدولة الوحدة التي تقف ضدها .