قائد عسكري حوثي كبير ادعى التحالف قتله يشرف على معركة الخوخة .
الجنوب اليوم | متابعات
بعد معارك عنيفة في جبهات الخوخة، خاضتها القوات الموالية لحركة «أنصار الله» من جهة، والقوات الموالية للإمارات من جهة ثانية، لم تشهد المدينة وضواحيها ومناطق التماس في منطقة يختل الواقعة شرق مدينة المخا، أي مواجهات منذ صباح اليوم الجمعة.
توقف المواجهات المسلحة في جبهات الخوخة، جاء عقب تأكيد مصادر عسكرية في «أنصار الله»، استعادتها مدينة الخوخة بصورة شبة كاملة، وهو ما لم تنفيه القوات الموالية للإمارات، والتي أكدت تعرضها لهجوم عنيف من قبل «أنصار الله»، واعترفت بمقتل 17 شخصاً من عناصرها وإصابة آخرين بجروح.
من جانبه، أكد مساعد الناطق الرسمي للجيش اليمني في صنعاء، العقيد عزيز راشد، أن قوات صنعاء، نفذت أمس، عملية هجومية ناجحة ضد قوات الموالية للإمارات شمال يختل، وتمكنت من تدمير 16 آلية وقتل وجرح العشرات في جبهة الساحل الغربي.
وأشار راشد في تصريح لـ«العربي»، إلى أن القوات الموالية لـ«أنصار الله»، «طهرت مدينة الخوخة بصورة شبة كاملة»، خلال المواجهات التي دارت الخميس مع القوات الموالية للإمارات المتواجدة في المدينة.
معركة استعادة الخوخة
مصادر عسكرية في الحديدة، كشفت لـ«العربي»، أن معركة استعادة الخوخة، «حدثت بإشراف مباشر من قائد المنطقة العسكرية الخامسة، يوسف المداني (أبو حسين)»، الذي أعلنت القوات الموالية للإمارات مقتله، وطالبت «التحالف العربي» بجائزة مالية قدرها 20 مليون دولار توعد «التحالف» بتسليمها لمن يُدلي بمعلومات عنه، إلا أن الجثة تعود لأحد مقاتلي «أنصار الله» ويدعى علي هاشم.
في السابع من ديسمبر، تقدمت القوات الموالية للإمارات بصورة مفاجئة ومباغتة من مشارف مدينة يختل بالقرب من المخا، على مدينة الخوخة، ودخلت المدينة من دون قتال بإستثناء مقاومة طفيفة قامت بها عدد من عناصر القوات المواليه لـ«أنصار الله»، التي كانت مرابطة في عدد من النقاط في ضواحي المدينة، وبعد عدة أيام، اتجهت تلك القوات التي يشارك فيها المئات من عناصر «المقاومة الجنوبية»، المنخرطين في ألوية موالية للإمارات، بالإضافة إلى لواء تهامة الذي أسسته الإمارات في مديرية المخا منتصف العام الحالي، ومعظم عناصرة ينتمون للحديدة.
في الرابع عشر من نفس ديسمبر، تقدمت تلك القوات باتجاه مدينتي حيس وزبيد، وسيطرت على معسكر أبو موسي الأشعري ومنطقة وميناء الحيمة، وتوقفت على مشارف مدينة حيس. التقدم السريع للقوات المواليه للإمارات بغطاء جوي كثيف، توقف في ضواحي مدينة حيس، بعد أن دفعت القوات الموالية لـ«أنصار الله»، بتعزيزات عسكرية كبيرة ومدربة على القتال في المناطق المفتوحة، لتنقلب المعادلة في تاريخ 15 ـ 17 ديسمبر بشكل عكسي، حينما استعادت «أنصار الله» السيطرة على منطقة وميناء الحيمة، الواقع على بعد 12 كيلومتراً فقط من مدينة حيس، و18 كيلومتراً شرق الخوخة، إلا أن ذلك التقدم، استمر على الرغم من كثافة الغارات الجوية، والمشاركة الفاعله لطيران الأباتشي، حتى استعادة القوات المواليه لـ«أنصار الله» دوار الخوخة ومنطقة المعاهد.
التغيير العكسي والمفاجئ في مسار المرحلة الثانية من معركة الساحل الغربي، الذي أعلنتها دولة الإمارات في السابع من ديسمبر بأسم قواتها المسلحة، على الرغم من غياب أي عناصر إماراتية مشاركة في المعركة، كان مدروساً بدقة من قبل «أنصار الله»، التي غيّرت تكتيك المواجهة في المخا، فعوظاً عن المواجهات في جبهات مفتوحة يشارك فيها طيران «التحالف» بكثافة، عمدت القوات المواليه لـ«أنصار الله»، على استخدام عنصر المفاجئة في المعركة، وشنت هجمات نوعية عدة على القوات المواليه للإمارات داخل المدينة وفي ضواحيها، وذلك بالتزامن مع الاعتماد على سياسة حرب الاستنزاف وقطع الإمدادات، وتنفيذاً لذلك، تسللت قوات موالية لـ«أنصار الله» إلى شمال يحتل، وشنت عملية هجوم عنيفة وخاطفة في 16 من الشهر ذاته، لتسيطر على سوق يختل وعدد من المواقع العسكرية الهامة، التي منحتها حق التحكم بأجزاء واسعه من خط الإمداد الوحيد للقوات المواليه للإمارات، وما هي إلا أيام، حتى تم السيطرة الكاملة على قرى موشج، الواقعة بين الخوخة ويختل، لتحكم سيطرتها على كافة طرق الإمدادت إلى الخوخة.
كر وفر
ونظراً لاعتماد القوات الموالية للإمارات على الطيران بشكل كبير في المعركة، أعتمدت «أنصار الله» الكر والفر في المعركة، فهاجمت تعزيزات عسكرية تابعه لتلك القوات من أكثر من مكان في طريق يختل ـ الخوخة، على مدى الأسبوعين الماضيين، وهو ما أدى إلى تصاعد الخسائر المادية والبشرية لتلك القوات.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عززت القوات الموالية لـ«أنصار الله» سيطرتها على مناطق يختل وشمالها كمنطقة قطابة، التي تعرضت لهجوم، الثلاثاء الماضي، من قبل القوات الموالية للإمارات محاولة تحقيق أي تقدم، إلا أن القوات الموالية لـ«أنصار الله»، صدت الهجوم وسيطرة على عدد من قري منطقة قطابة، وعلى الرغم من ذلك، استمرار المواجهات، الأربعاء، وانتهت من دون تقدم للقوات المواليه لأبو ظبي، ليتم حسم المعركة أمس الخميس بشكل شبة كامل.
معركة مكشوفة
المعركة تحدث عنها مصدر في «المقاومة التهامية»، وأحد منتسبي «لواء تهامة» التابع للإمارات، حيث أكد أن القوات المواليه لـ«أنصار الله»، قامت صباح الخميس، بزحف كبير في مدينة الخوخة، وتمكنت بعد ساعات فقط، من استعادة سيطرتها على معظم أحياء مدينة الخوخة، وأحكمت حصارها على ما تبقى من قوات مواليه للإمارات، غرب المدينة، مساء الخميس.
وأبدى المصدر إستياءه من الغياب المفاجئ للإسناد الجوي، وعدم تجاوب غرف العمليات التابعه لـ«التحالف» مع مطالب القوات المواليه لها، مؤكداً أن الكثير من عناصر تلك القوات، تم محاصرتهم في منطقة قطابة وفي مدينة الخوخة، والبعض منهم سلموا أنفسهم للقوات المواليه لـ«أنصار الله»، وأشار إلى أنّ القوات المواليه للإمارات، كانت مكشوفة من الخلف بعد السيطرة على طرق الامداد في يحتل، موضحاً أن الكثير من الأخطاء التي رافقت مسار معركة الخوخة، تم الرفع بها إلى قيادة «التحالف» في عدن، ولم يتم التجاوب معها.
إستعادة الخوخة
مدير أمن محافظة الحديدة، العميد عبدالحميد المتوكل، أكد لـ«العربي»، استعادة الخوخة بالكامل من قبل القوات الموالية لـ«أنصار الله»، إلا أن مصدر عسكري أخر، أكد بقاء بعض تلك القوات في ضواحي الخوخة، وبقاء بعض الجيوب التي تمت محاصرتها من كل الاتجاهات، ووفقاً للمصدر، تطالب قوات الجيش واللجان الشعبية التابعة لـ«أنصار الله»، القوات المحاصرة في الخوخة، بتسليم كامل أسلحتها الثقيلة من مدرعات وآليات عسكرية، مقابل السماح لهم بالانسحاب بالأطقم العسكرية والأسلحة الشخصية.
يشار إلى أن «أنصار الله»، لم تعلن رسمياً إستعادة مدينة الخوخة منذ الأمس، لأنها لم تعترف بسقوط المدينة عند سقوطها بيد القوات الموالية للإمارات المدينة مطلع ديسمبر.
المصدر (العربي)