الشعبي يكتب / معاناة شعب الجنوب بين فشل الشرعية وصمت التحالف

الجنوب اليوم/ مقال 

كتب / جميل الشعبي

يمر شعب الجنوب في المناطق المحررة بأسوأ مرحلة في تاريخه الحديث، حيث يعاني من انعدام الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء، وانقطاع المرتبات، وانهيار غير مسبوق للعملة، إلى جانب الغلاء الفاحش. هذه الأوضاع المتردية أفقدت الشعب استقراره وأرهقت حياته اليومية، وهو لا يزال يكابد تلك المعاناة في ظل قيادة تُسمى بالشرعية، ممثلة في الحكومة، والمجلس الرئاسي، والمجلس الانتقالي.

ورغم اعتراف المجتمع الدولي بهذه القيادات، ودعمها من قبل تحالف دولي يُعرف بـ”دول الرباعية” المكونة من الولايات المتحدة، وبريطانيا، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإن هذه القيادات فشلت في القيام بواجباتها الإنسانية والقانونية تجاه هذا الشعب المنكوب. فطيلة سبع سنوات، لم تقدم أي خدمات حقيقية تحسن من الوضع المعيشي للمواطنين، بل زادت من معاناتهم وأوصلتهم إلى حافة الجوع والفقر المدقع.

يتساءل الشعب في المناطق المحررة عن دور هذه الشرعية المتمثلة في حكومة المناصفة، وعن جدوى وجودها إذا كانت عاجزة عن رفع المعاناة عن كاهله. بات الشعب بين مطرقة الفقر وسندان الفساد، فاقدًا الأمل في قيادته وفي التحالف الذي فرض هذه الشرعية.

يتساءل الشعب أيضًا: أين دور التحالف مما يجري؟ أين الحديث عن الحقوق والحريات التي يُتشدق بها العالم ليل نهار؟ هذا التحالف الذي فرض مجلسًا رئاسيًا وحكومة لا تقوم بواجباتها تجاه شعبها أصبح جزءًا من المشكلة وليس الحل.

الشعب، الذي يعاني من الفقر والحرمان، بات يرفض هذه الشرعية المصطنعة التي تحولت إلى عبء ثقيل يثقل كاهل الوطن بثرواته ومقدراته. شرعية تجوب العالم مدعية تمثيل شعبٍ لا تبالي بمعاناته.

أين إنسانية التحالف الذي يدير ملف حرب اليمن؟ سؤال يُوجه إلى الضمائر الحية، إن وُجدت، في المجتمع الدولي.

الشعب يطالب بإسقاط شرعية الفساد التي لم تتمكن من تلبية أبسط حقوقه في العيش الكريم والخدمات الأساسية. مطلب الشعب مشروع ومحق، لكنه حتى اليوم لم يجد آذانًا صاغية ولا عيونًا ترى.

اللهم إليك المشتكى